[(مصاوب) و (مصائب)]
ـ[محمود الرشيد]ــــــــ[19 - 10 - 10, 02:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه واجمعين وبعد فهذه شذرات - لاأكثر-حول (مصاوب) و (مصائب)
قال-عليه الصلاة والسلام-: (إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي،فإنها أعظم المصائب)
رواه ابن سعد وصححه الألباني، في صحيح الجامع (347).
وقد ورد دعاء ابن عمر
(ا
للهم أقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون علينا مصائب الدنيا، ..... )
ويقول أبو العتاهية في نظمه في معنى الحديث السابق:
اصبر لكل مصيبة وتجلد&&&& واعلم بأن المرء غير مخلد
أو ما ترى أن المصائب جمة &&&&وترى المنية للعباد بمرصد
من لم يصب ممن ترى بمصيبة&&&& هذا سبيل لست فيه بأوحد
فإذا ذكرت محمدا ومصابه &&&&فاذكر مصابك بالنبي محمد
ولعبد الله بن أبي عتبة
كل المصائب قد تمر على الفتى &&&&فتهون غير شماتة الحساد
يقول المتنبي:
بذا قضت الأيام مابين أهلها * * * * مصائب قوم عند قوم فوائد ...
فقد نقل في جمع (مصيبة): (مصاوب) و (مصائب): والقياس (مصاوب) لأن الياء مقلوبة فيه عن الواو أصلاً، وليست زائدة كياء (فعيلة) ليكون قياس جمعها (فعائل). وها أنا ذا انقل بعض ما وقفت عليه في بطون الكتب ومن الله استمد العون
قال سيبويه في الكتاب (2/ 367): (توهموا أن مصيبة فعيلة وإنما هي مُفعلة)
فإذن (المصيبة) في الأصل (مُصوِبة) على وزن (مُفعلة).
قال الازهري في تهذيب اللغة: (وقال الزجاج:اجمع النحويون على أن حكوا مصائب في جمع المصيبة بالهمز، واجمعوا على ان الاختيار مصاوب، ومصائب عندهم بالهمز من الشاذ.
وقال: وهذا عندي إنما هو بدل الواو المكسورة، كما قالوا وسادة وإسادة
قال: وزعم الاخفش أن مصائب إنما وقعت الهمزة فيها بدلا من الواو، لأنها أعلت في مصيبة.
قال الزجاج: وهذا ردئ , لأنه يلزم أن يقال في مقام: مقائم وفي معونة: معائن.
وقال احمد بن يحي: مصيبة كانت في الاصل مصوبة، ومثله اقيموا الصلاة أصله أقوموا، فألقوا حركة الواو على القاف فانكسرت، وقلبوا الواو ياءً لكسرة القاف.) انتهى من تهذيب اللغة 12\ 252 وما بعدها
وقال ابو علي الفارسي في الاغفال 1\ 192 بعد ان ذكر بعض الشواذ: (ومثل ذلك مما لايجب أن يعرج عليه قولهم: مصائب في جمع مصيبة)
وقال ابن جني في الخصائص في باب اغلاط العرب 3\ 280 ما يلي: (ومن ذلك همزهم مصائب. وهو غلط منهم. وذلك أنهم شبهوا مصيبة بصحيفة " فكما همزوا صحائف همزوا أيضاً مصائب، وليست ياء مصيبة زائدة كياء صحيفة "؛ لأنها عين، ومنقلبة عن واو، هي العين الأصلية. وأصلها مصوبة؛ لأنها اسم الفاعل من أصاب؛ كما أن أصل مقيمة مقومة، وأصل مريدة مرودة، فنقلت الكسرة من العين إلى الفاء، فانقلبت الواو ياء، على ما ترى. وجمعها القياسي مصاوب. وقد جاء ذلك؛ قال:
يصاحب الشيطان من يصاحبه&&&& فهو أذي جمة مصاوبه
وقالوا في واحدتها: مصيبة، ومصوبة، ومصابة. وكأن الذي استهوى في تشبيه ياء مصيبة بياء صحيفة أنها وإن لم تكن زائدة فإنها ليست على التحصيل بأصل، وإنما هي بدل من الأصل، والبدل من الأصل ليس أصلاً، وقد عومل لذلك معاملة الزائد) ونقل ذلك عنه السيوطي في المزهر 2\ 496
وقال ابن جني ايضا في باب شواذ في الهمز من الخصائص 3\ 146: (منه قولهم: مصائب. وهذا مما لا ينبغي همزه في القياس وذلك أن مصيبة مفعِلة، وأصلها مصوبة, فعينها كما ترى متحركة في الاصل فإذا احتيج الى حركتها في الجمع حُمّلت الحركة. وقياسه مصاوب وقد جاء ذلك أيضا قال:
يصاحب الشيطان من يصاحبه &&&& وهو أذى جمة مصاوبه
ويقال فيه ايضا مصوبة ومصابة ومثله قراءة اهل المدينة (معائش) بالهمز)
وقال في باب في هل يجوز لنا في الشعر من الضرورة ما جاز للعرب أو لا 1\ 329 ما نصه: (فمن ذلك استنكارهم همز مصائب، وقالوا منارة ومنائر , ومزادة ومزائد، فهمزوا ذلك في الشعر وغيره، وعليه قال الطرماح:
مزائد خرقاء اليدين مسيفة &&&& يخب بها مستخلف غير آئن
وإنما الصواب مزاود، ومصاوب، ومناور، قال:
يصاحب الشيطان من يصاحبه &&& فهو أذى جمة مصاوبه)
وفي في الصحاح:
"
¥