كذلك من أسباب تحريك المبني أن يكون للكلمة أصل في التمكن أي الإعراب أي أن هذا المبني يعرب في بعض الحالات كاسم لا النافية للجنس وقبل وبعد وأخواتهما.
وأجاب عن السؤال الثاني بقوله:
وافتح لخفة ..........................
بدأ بالفتح لكونه يلي السكون فقال بأن المبني يبنى على الفتح لخفته ,لأن الفتح ليس فيه إلا انفتاح الشفتين بخلاف الكسر ففيه انفتاح الشفتين مع انجرار الحنك إلى أسفل والضم فيه انفتاح الشفتين مع ضمهما.
ومثال هذا الفعل الماضي كضربَ.
كذلك يبنى على الفتح لكون الفتح هو الأصل مثال ذلك يا مضارَ ترخيم مضارَر اسم مفعول على لغة الانتظار فأصل حركة الحرف قبل الترخيم هي الفتحة فيبنى عليها للأصل وفيه نظر لأن الفتح الذي على الراء هو حركة بنية لا حركة بناء والمنادى هنا مبني على الضم المحذوف مع الحرف المحذوف للترخيم
كذلك يبنى على الفتح لأجل التفريق بين معنيين أداتهما واحدة نحو يالَزيد لِِِعمرو فتحت لام المستغاث للتفريق بينها وبين لام المستغاث له وكتاء المخاطب فتحت للتفريق بينها وبين تاء المتكلم وتاء المخاطبة.
كذلك يبنى على الفتح للإتباع مثاله أين بنيت على الفتح للإتباع أي أننا اتبعنا النون للهمزة في فتحتها ولا يضر الفصل بالياء لأنها حاجز غير حصين.
وبقي عليه من أسباب البناء على الفتح مجاورة الألف لأن الألف أخت الفتحة ومثاله أيّان.
وليعلم بأن هذه العلل وغيرها من علل النحو ليست للإثبات لأن الأحكام ثابتة وإنما هي لابداء المناسبة وهو المسمّى عندهم بالتوجيه كما قال الناظم:
ابداء ماناسب لا الإثبات لثابت الأحكام توجيهات
ثم قال:
واكسر لذي الثلاث .......................
قال بأن المبني يبني على الكسر للأسباب الثلاثة المتقدمة وهي الأصل والفرق والإتباع فمثال الأول يامضارِ ترخيم مضارِر اسم فاعل على لغة الانتظار وفيه الاعتراض المتقدم
ومثال الثاني ضمير المخاطبة مبني على الكسر للفرق بينه وبين ضمير المتكلم وضمير المخاطب
ومثال الثالث ذِهِ بنيت على الكسر للإتباع أي أننا اتبعنا الهاء للذال في كسرتها.
ثم قال:
........ واضمم .......
قال بأن المبني يبني على الضم للأسباب الثلاثة المتقدمة وهي الأصل والفرق والإتباع فمثال الأول ياتحاجُ ترخيم تحاجُج على لغة الانتظار وهو مصدر في الأصل لكنه جعل اسما ولذلك جاز ترخيمه وهو مبني على الضم للأصل وفيه الاعتراض المتقدم.
ومثال الثاني تاء المتكلم ومثال الثالث منذ بنيت على الضم للإتباع.
ثم قال:
.................... واكسرا للحمل والساكن من حيث يرى
تناسب .................
قال بأن المبني يبنى على الكسر أيضا لأجل الحمل أي القياس على مقابله كلام الأمر بنيت على الكسر حملا لها على لام الجر لأنها في الفعل نظيرتها في الاسم ووجه ذلك أن كلا منهما عمل العمل الخاص في مدخوله فلام الجر عملت مايختص بالأسماء وهو الجر ولام الأمر عملت مايختص بالأفعال وهو الجزم.
كذلك يبنى على الكسر لأجل التقاء الساكنين ومثاله أمس وقم الليل وفيه نظر لأن حركة التقاء الساكنين لاتوصف بأنها حركة بناء ولا حركة إعراب كما هو معلوم من تعريف البناء وقد يقال بأن محل كونها لاتوصف بذلك إذا كانت في كلمتين كقم الليل لأنها عارضة في قم بسبب الساكن الذي بعده بخلافها في أمس فإنها لازمة.
كذلك يبنى على الكسر لأجل مناسبة العمل كباء الجر ولامه لكن بشرطين:
الأول لزوم الحرفية والثاني لزوم الجر وبهذا يرد على من اعترض على هذا بكاف التشبيه تعمل الجر ومع ذلك لم تبنى على الكسر فيجاب بأنها لم تلزم الحرفية لأنها تأتي اسما وعلى من اعترض على هذا بواو القسم تعمل الجر ومع ذلك لم تبنى على الكسر فيجاب بأنها لم تلزم الجر لأنها تأتي عاطفة وهذا معنى قول الناظم:
لم تكسر الكاف ولا واو القسم إذ ليس جر بهما بملتزم
فالكاف عند العرب تظهر سما والواو للعطف وغيره انتمى
ثم قال:
.......... واضمم لخلف المعرب وكونِه كالواو فاعلم تصب
قال بأن المبني يبنى على الضم ليخالف المعرب لأن المبني لايبنى على حركة يعرب عليها ومثاله قبل وبعد وأخواتهما في حال بنائها تبنى على الضم لكونها في حالة الإعراب لاترفع بل تنصب أو تجر بمن فبنيت على حركة لاتعرب عليها.
كذلك يبنى على الضم لكونه بمعنى الواو في الدلالة على الجمعية كنحن بنيت على الضم لكونها تشبه الواو وقيل إن الأصل فيها نحُن بضم الحاء وسكون النون ثم نقلت حركت الحاء للنون
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 11 - 10, 12:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في علمكم
وليعلم بأن هذه العلل وغيرها من علل النحو ليست للإثبات لأن الأحكام ثابتة وإنما هي لابداء المناسبة وهو المسمّى عندهم بالتوجيه كما قال الناظم:
إبداءُ ما ناسَبَ لا الإثباتُ .......... لثابتِ الأحكامِ توجيهاتُ
الناظم هو العلامة يحظيه بن عبد الودود.
¥