171 - كم من ليالٍ بتُّها أشكو الطوى = والبرد، لكن أين من يُشكيني؟
172 - هم كدروني لا طعام أذوقه = لاشيء من برد الشتاء يقيني
173 - فإذا انقضى التكدير جاء طعامهم = دكنًا كأفكار الألى اعتقلوني
174 - ضرب من التعذيب إلا أنه =لابد منه لسد جوع بطونِ
175 - ففطورنا عدس مزين بالحصى = إن الحصى فرضٌ على التعيينِ
176 - قد عِفتُه حتى اسمه وحروفه = من عينه أو داله والسِّينِ!
177 - وغداؤنا فاصوليةٌ ضاقتْ بها = نفسي فرؤية ُصَحْنِها تؤذيني
178 - وعشاؤنا شيء يحيرك اسمه = فكأنما صنعوه من غسلينِ
179 - لا طعم فيه ولا غذاء وإنما = يحلو لنا من قلة التموينِ
180 - طبق يُكال لسبعة أو نصفه = وعليَّ أن أرضى وقد ظلموني
181 - لو أن لي في جوفها حرية = لرضيت .. لكن أين ما يرضيني؟
182 - من أجل ضبط وُرَيقة أو إبرة = ولغير شيء .. طالما استاقوني
183 - وتجمعوا حولي ضواري هَمُّها = نهشي .. وما لي حيلة تنجيني
184 - إن نمت توقظني السياط سريعة = فالنوم ليس يباح للمسجونِ
185 - وإذا تحدثنا لنذهب بالكرى= حظروا الحديث عليَّ كالأفيونِ!
186 - وإذا شَغلنا بالقراءة وقتنا = أخذوا جميع الكتب للتخزينِ!
187 - وإذا تلونا في المصاحف حرموا = حمل المصاحف وهي خير قرينِ
188 - وإذا تسلينا بصنع مسابح = جمعوا المسابح من نوى الزيتونِ
189 - هذي سياستهم وتلك عقولهم: = عيشوا بغير تحرك وسكونِ!
190 - إياكمو أن تشتكوا أو تتألموا = موتوا بغير توجع وأنينِ!
191 - يا ويل من قد مسه لهب الظما = فدعا بلطف للجنود: اسقوني
192 - فهناك يُسقى المر من أيديهمو = كم كل مسعور عليك حرونِ
193 - فالسوط حلال المشاكل، لم يضق = يومًا بطول مآرب وشئونِ
194 - من راح يشكو الجوع فهو غذاؤه = ومن ابتغى رِيًّا فأيُّ مَعينِ!
195 - ومن اشتكى الإسهال يجلد عشرة = هي وصفة الثوار للمبطونِ
196 - ومن اشتكى وجع الصداع فمثلها = أو ضعفها بمكان الاسبرينِ
197 - ومن اشتكى من سكِّر فبنحوها = يجد العليل أعزَّ أنسولينِ
198 - هذا اكتشاف الثورة الفذ الذي = فخرت به مصر على برلينِ!
199 - يا عصبة الباستيل دونكمو، فلن = آسى على الإغلاق والتأمينِ
200 - سدوا عليَّ الباب كي أخلو إلى = كتبي، فلي في الكتب خير خَدينِ
201 - وخذوا الكتاب، فإنَّ أنسي مصحفٌ = أتلوه بالترتيل والتلحينِ
202 - وخذوا المصاحف، إنَّ بين جوانحي = قلبًا بنور يقينه يهديني
203 - اللهُ أسعدني بظل عقيدتي = أفيستطيع الخلق أن يشقوني؟!
204 - لحساب من هذا الأتون مسجر = يلقى له بالفحم والبنزينِ؟
205 - لحساب من بطشوا بأطهر ثلة = روَّت دماها أرض فلسطينِ؟
206 - لحساب من ضربوا بطولةَ فتيةٍ = بَعثوا صلاح الدين في حطينِ؟
207 - لحساب من مكروا بإخوة غانم = وابن المنيسي والفتى شاهينِ؟
208 - لحساب من شنقوا المجاهد يوسفًا = والفرغليّ محاربَ السكسونِ؟
209 - لحساب من غدروا بعودة جهرة = من غير سلطان عليه مبينِ؟
210 - لحساب من قتلوا وما قد شوهوا = من أوجه أو أظهر وبطونِ
211 - من عذبوا، من شردوا، من جوعوا = ومن استذلوا من ليوث عرينِ؟
212 - ألمصر؟ كيف ونحن صفوة جندها = في يوم حرب للعدو زَبونِ
213 - أم للعروبة في قضيتها التي = أغنى بها الشهداء عن تبييني
214 - أم يا تُرى لقضية الإسلام في = أوطانه من طنجة لبكينِ؟
215 - ألمسلمي الأحباش أم لأرتريا = من كل مرتقب لعون معينِ
216 - أم للألى يُفنَون في القوقاز أو = من ذُبِّحوا في الهند أو في الصينِ؟
217 - لا لا وربي، إنني لَأقولها = بالجزم لا بالخرص والتخمينِ:
218 - لحساب من هذا أتدري يا أخي؟ = لحساب الاستعمار الصهيوني
219 - أرضى بنا الطاغوتُ سادتَه لكي = يَعِدوه بالتثبيت والتأمينِ
220 - فالقوم يخشون انتفاضة ديننا = بعد الجمود وبعد نوم قرونِ
221 - يخشون يعرُب أن تجود بخالد = وبكل سعد فاتح ميمونِ
222 - يخشون أفريقيا تجود بطارق = يخشون تركيّا كنور الدينِ
223 - يخشون دين الله يرجع مصدرًا = للفكر والتوجيه والتقنينِ
224 - ويرون كل تكتل يدعو له = خطرًا وخصمًا ليس بالمأمونِ
225 - وهنا بدا البطل الهمام منفذًا = لمخطط التبشير والماسونِ
226 - ليسدد الضربات في عنف إلى = أقوى بناء للدعاة متينِ
227 - ليقول للرقباء: قروا أعينا = أنا باقتلاع الأس جد قمينِ
228 - وكذاك قام كمالهم في تركيا = ليطارد الإسلام كالمجنونِ
¥