تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[04 - 12 - 10, 10:57 م]ـ

التقدير لا يجعل الخطأ صوابا، ولا يجعل الصواب خطأ، وإنما يستعان به في تقرير الأصول واتساق الفروع.

فمثلا لو قال قائل: (كان حاضرًا زيد) فإننا نحمل كلامه على التقديم والتأخير، ويكون (حاضرا) خبر كان مقدما، و (زيد) اسمها مؤخرا؛ وذلك لأنه قد سمع مثلُ هذا التقديم والتأخير عن العرب في باب (كان)، أما لو قال مثلا: (إنّ حاضرٌ زيدًا) فكلامه غلط، وليس له أن يدعي التقديم والتأخير؛ لأنه لم يسمع عن العرب في باب (إن) مثل هذا.

فإذا جئنا للمسألة التي معنا وجدنا قول طرفة بن العبد (الزاجري أحضرَُ الوغى) قد روي بالنصب والرفع، فلما ثبت السماع عن العرب جاز لنا حينئذ أن نتكلم في التقدير فنقدر النصب على أنه بـ (أن) محذوفة، والرفع على أنه استئناف مثلا، وهذا من باب ضم الفروع إلى أصولها، واتساق الفروع مع أصولها.

أما لو لم يثبت عن العرب سماع فالتقديرات حينئذ تكون ترفا ذهنيا لا يؤصل حكما نحويا.

والله أعلم.

بارك الله فيكم وفي علمكم وجزيتم خيراً

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير