تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكل ما ذكرتُ لم يقم به (موراني جامعة بون/ ألمانيا)؛ مما أدَّى? إلى عدم ضبط النشرة، كما كان ينبغي، ويدلّك على هذا الإخلال في ضبط النص (المتون والأسانيد)، وسوف أنبّه على ذلك في محله. ومن ذلك انظر الفِقْرات:

[10، 16، 26، 27، 52 وغير ذلك]

ثالثًا اسم الكتاب:

خلاصة ما أرجّحه أن المحقِّق أخطأ في اسم الكتاب، وأنه (كتاب المحاربة من الموطأ)، ودونكم البرهان:

وهذا تمهيد نافع إن شاء الله، قبل البرهان: أجمع المحقِّقون على عدم الاعتماد على غلاف المخطوطات في معرفة اسم الكتاب، قبل التثبت من الاسم الوارد على الغلاف؛ ويقول أستاذنا الكبير الدكتور عبدالستار الحَلْوَجِي في كتابه "المخطوط العربي" (ص:157 س:2 ط المصرية اللبنانية): ((وتدل أقدم المخطوطات التي بين أيدينا على أن العرب لم يعرفوا صفحة العنوان في أول عهدهم بصناعة الكتب، وأن العنوان كان يأتي في المقدمة وفي نهاية المخطوط، ومع هذا فقد كانوا يتركون الصفحة الأولى بيضاء إما خوفًا على ما يُكتَب فيها من التعرض للتلويث والطمس إذا لم يُجلَّد المخطوط، وإما رغبة منهم في أن تستبقى للحليِّ والزخارف كما هو الحال في المصاحف الكبيرة التي نستبعد أنها كانت تُترك بدون تجليد. وكان الناسخون الذين يقومون بنسخ الكتب عن أصولها يضيفون عنوان الكتاب واسم مؤلفه على الصفحة الأولى في بعض الأحيان، وكان بعضهم ينسخ الكتب كما هي دون أن يضيف إليها شيئًا، وبعد فترة من الزمن يأتي مَن يضيف العناوين بخط مخالف لخط النسخة ومتأخر عنه كما الحال في كثير من المخطوطات القديمة)) اهـ

أما البرهان العلمي على أن موراني أخطأ، فيأتيكم من الشيخ عبدالرحمن الفقيه وفقنا الله وإياه، في مشاركة بعنوان: ((حول طباعة: " كتاب المحاربة من الموطأ لعبدالله بن وهب"))، وأنقل لكم نص كلامه، مُقِرًا إياه:

((طبع الدكتور ميكلوش موراني (كتاب المحاربة من الموطأ) لعبدالله بن وهب بدار الغرب الإسلامي 2002

وأسماه المحقق كتاب المحاربة بناء على ما ورد في الصفحة الأولى من المخطوطة التي وضع صورتها في مقدمة تحقيقه.

وقد طبع الكتاب على مخطوط نفيس جدا يعود تاريخه إلى عهد المصنف كما ذكر المحقق في بداية تحقيقة للكتاب.

وقد اشتمل هذا المطبوع على عدة أبواب من الموطأ لعبدالله بن وهب وهي:

ما جاء في المحارب والقاطع للسبيل.

ما جاء في قتل الحرورية.

باب في المرتد عن الإسلام.

باب في المرأة ترتد عن الإسلام.

باب الزنادقة.

باب في سب النبي صلى الله عليه وسلم والولاة.

باب في قتل السحار.

باب في ضرب العبيد وجراحاتهم.

والمتأمل في هذه الأبواب يجد أن بعضها لا يدخل في الحرابة على تعريف المالكية أنفسهم، فلعل هذا المخطوط يشتمل على عدة أبواب من موطأ ابن وهب وليس خاصا بكتاب المحاربة فلو سمي المطبوع ب (بعض أبواب من موطأ ابن وهب تشمل على كتاب المحاربة وغيرها) لكان أولى.

ففي المطبوع من الكتاب ص 29

(قال مالك: أما المحارب فرجل حمل على قوم بالسلاح فضرب رجلا على غير نائرة ولا ذحل ولاعداوة، أو قطع طريقا أو أخاف المسلمين، فهذا إذا أخذ فإن الإمام يلي قتله ولا ينتظر به ولا يجوز له فيه عفو ..... ) انتهى.

فالمحارب هو الذي إذا تاب قبل القدرة عفي عنه بخلاف الساحر والزنديق والقدري وجراحات العبيد.

ومن الأبواب الموجودة في الكتاب المطبوع (باب في قتل القدرية) وهذا لا علاقة له بالمحاربة، فالمحارب تعريفه وعقوبته عند أهل العلم مشهورة معروفة.

ومنها كذلك (قتل السحار) فحكمهم يختلف عن حكم المحاربين.

ومنها (ضرب العبيد وجراحاتهم) فلا علاقة لها بكتاب المحاربة، وقد ذكرها مالك في الموطأ في كتاب العقول.

وللفائدة

فهناك بعض الأخطاء الطباعية في النص وقفت عليها منها:

ص 83 في النص والحاشية في قوله تعالى (وإن يعودوا) مكتبوبة في نص الكتاب وحاشيته في الآية الكريمة (يعود). وكذلك هي في الفهرس ص112 (يعود)

ص 74 السطر 10 [يقول أبو حفص: السطر:11] (الزنديقي) والصواب (الزنديق))) اهـ كلام الشيخ

وأراه كفايًا، ويدل على جهل المستشرق بالمذهب المالكي، مع تخصصه فيه!!، ويدل أيضًا على عدم فهم موضوع الكتاب؛ لأنه لم يدرس الكتاب، والحمد لله رب العالمين

رابعًا تاريخ النسخة:

رجّح المستشرق أن النسخة كُتبت في بداية القرن الثالث الهجري، وهذا فيه نظر؛ لأن البراهين التي ذكرها ملخصها أن هناك سماعات قديمة على النسخة لرواة الجزء. ومعلوم أن الناسخين، ولاسيما طلبة العلم كانوا ينسخون السماعات والإجازات والتعليقات المثبتة على الأصل، وهذا الأمر له أمثلة لا حصر لها. والمسألة تحتاج مزيد تحرير.

وحتى يُحْكِم ما ذهب إليه، قال في وصف الخط: ((كوفي قديم من طراز قيرواني)) اهـ

والحقيقة أن هذا الوصف غير صحيح، والصحيح أنه (خط مغربي رديء، وفي مواضع رديء جدا)، حتى أن الناسخ لا يطرد في رسم الحرف الواحد على هيئة واحدة (وذلك في بعض الحروف)، والنسخة أيضًا فيها تصحيفات كثيرة، سوف يأتي بيانها.

أما قوله (من طراز قيرواني) فهو من التدليس، وإظهار الدقة المصطنعة. وإلا فإنني أدعوه أن يعدد لي السمات المميزة للطراز القيرواني، والتي يختص بها دون غيره من الخطوط المغربية، ولن يستطيع إلى ذلك سبيلاً.

أما كون النسخة كتبت على الرَّق، فهذا لا يعني القِدَم، كما قد يظن البعض؛ فقد ظل أهل المغرب يكتبون على الرقوق حتى القرن التاسع وربما العاشر.

وكما أسلفتُ، فإن تحديد تاريخ المخطوط يحتاج مزيد تحرير.

يتبع .........

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير