ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[04 - 12 - 07, 08:38 م]ـ
1 - نجد على غلاف النشرة اسم المؤلِّف، كُتب بخط نستعليق بهذا الضبط: ((عَبد الله بن وَهَب? بن مُسْلِم القُرَشِيّ))، أي أنه ضبط كلمة (وهب) بفتح الواو والهاء، وتسكين الباء. وكذلك ضبطها على الغلاف الداخلي للنشرة. وهذا الضبط غير صحيح - وأنا والله لا أظن فيكم سوءًا، حتى أخبركم الضبط الصحيح - وصوابه (وَهْب) بفتح الواو وتسكين الهاء، كما تعلمون.
وكان بعض أشياخنا يقول إن وجدنا التصحيف والخطأ على غلاف النشرة، فلا نثق بها.
تحقيق وتعليق
ميكْلُوش موراني
جامعة بون / المانيا
2 - كُتب على غلاف النشرة:
ولم أجد مسوّغًا علميًا لكتابتة: (جامعة بون / المانيا)، غير أن الكلمة تسحر أعين المخذولين وتسترهبهم؛ لذلك ينبغي لطلاب العلم ألَّا تسترهبهم هذه الألقاب؛ وذلك لأن نَيل دكتوراة في العلوم الإسلامية من جامعات أوربا، يساوي تمامًا نَيل دكتوراة في الطاقة النووية من جامعات كينيا أو الكنغو ... !. ومَن يشك في ذلك فليراجع كتاب ((المستشرقون، ما لهم وما عليهم))، تأليف الدكتور مصطفى السباعي.
أبي محمَّد
المصري
(125ه-197ه)
3 - أما كعب الكتاب فكُتب عليه اسم المؤلِّف هكذا:
وأسألكم بالله هل يعلم أحد من أهل الحديث أبا محمد المصري؟ أم كان الأولَى له أن يكتب الاسم الذي اشتهر به الإمام، وهو: (ابن وهب).
4 - قال (ص:5 مقدمة، س:11): (( ... وقد نبّهتُ في تلك المناسبة، في مقدمة نشر الكتاب [يعني: تفسير القرآن من الجامع لابن وهب، بتحقِّيقه، وإن شئتَ فقل: بتحريفه] على أن المخطوط في مكتبة ( Chester Beattty) في مدينة ( Dublin)، والذي قام بتحقيقه السيد هشام بن إسماعيل الصيني ونشرته دار ابن الجوزي بالرياض عام 1999 تحت العنوان (الموطأ لعبد الله بن وهب)، ليس من الموطأ، كما أنه ليس من تأليف ابن وهب، بل هو كتاب مختصر ومُسْتَخْرَج من الجامع لابن وهب باختصار أبي العباس الأصم، محمد بن يعقوب بن يوسف (ت346ه) عن تلاميذ ابن وهب المصريين)) اهـ
أقول: الحمد لله، ولا قوة إلا بالله، قبل أن أبيّن أوهام المستشرق، أذكِّره بقول الشاعر:
وكيف يُؤَمِّل الإنسانُ رُشْدًا وما يَنْفَكُّ مُتَّبِعًا هَوَاه
يَظُنُّ بِنفسِهِ شَرَفًا وقَدْرًا كأن الله لم يَخلق سِواه
وبعد:
أولاً: بعد طول بحث وفِكْر، لم أجد مسوّغاَ علمياً، لإعادة ذكر هذا الكلام هنا، غير أنه يعرّفنا نفسية المستشرق اللئيمة، وأنه يتشفّى من المحقق المذكور ويُسَمِّع به - مع العلم أن المستشرق كان السبب الرئيس في هذا الخطأ بعد أن أعطى هشام الصيني المخطوط دون الورقة الأخيرة - وأيضًا ذكره هذا الكلام يعرّفنا مدى جهله، وهاؤم البرهان:
قوله في الكتاب الذي نشره هشام الصيني أنه ليس من الموطأ، فقد صدق في ذلك. وقد تعلمون قول نبيكم عليه الصلاة والسلام: ((أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ)) وفي رواية: ((صَدَقَ الخَبِيثُ)).
أما قوله: ((كما أنه ليس من تأليف ابن وهب ... إلخ))، فهذا إسرافٌ في الجهل -[وإن شئتَ فقل إسراف في الحقد والبغض والكفر وحب التشفي والتنقُّص من المسلمين، فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ]-؛ لأن الأقرب إلى الرجحان أن الكتاب جزء من الجامع لابن وهب، والمخطوط الذي ذكره المستشرق، أعاد تحقيقه الشيخ المحقق الدكتور رفعت فوزي، والدكتور علي عبدالباسط، ونُشِر بواسطة دار الوفاء بالمنصورة سنة (1425ه)، وأما العنوان الذي طبع به، فهو: ((الجامع لابن وهب (في الأحكام))).
وذكر المحققان في مقدمة التحقيق (ص:10، س:14) أن هذه النسخة ((من رواية اثنين من تلاميذ عبدالله بن وهب: محمد بن عبدالله بن الحكم، وبحر بن نصر الخولاني جزء منه برواية الأول وجزء برواية الثاني ... )) اهـ
والحُجَّة على أن هذا الجزء من كتاب الجامع، أننا لو رجعنا إلى ذلكم الكتاب المبارك (تغليق التعليق) (5/ 458)، سنجد أن الحافظ ابن حجر رحمه الله ذكر إسناده إلى كتاب الجامع لابن وهب، فكان من طريق أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم و بحر بن نصر بن سابق [وهو: الخولاني]؛.
¥