من خلال تحقيقاته وتدقيقاته وتقاريره التييضيفها إلى كلام الأسبقين من علماء هذا الفن، والتياعتمد عليها كثير ممن أتوا بعده من علماء الأصول، والتيأوصلته إلى الدرجة التى قال عنه فيها صاحب البحر المحيط: ”وبه ختم التحقيق فيهذا الفن“.
وقد بدأت بذكر من سبقوه من علماء الأصول ممن استفاد هو من مباحثهم، ثم أثنّيبرأيه هو، ثم آتيبعد ذلك بآراء من أتى بعده ممن اعتمدوا على تحقيقاته وتقاريره فيهذا الفن، فإن علم أصول الفقه أشبه بالحلقات المتسلسلة والتييأخذ بعضها بحجز بعض.
وهناك آراء يكاد يجمع عليها الأصوليون بعد تحقيق وبحث، وكان لابن دقيق العيد فيها فضل تقريب هذه الآراء بعضها من بعض بفضل من الله عليه ومنة، أوصلته إلى درجة من الاجتهاد جعلت كثيراًمن الفقهاء والأصوليين ينصون على أنه مجدد المائة السابعة.
وقد رتبت هذه المسائل حسب أبواب ومباحث كتب الأصول المعهودة، وكأننيصنعت له كتابًا في علم الأصول يظهر علو شأنه فيه، ويعوضنا عن نقص كبير فيالمكتبة الأصولية جراء فقدنا لكل ما كتبه فيهذا الفن.
والذي يضاعف من أهمية هذا البحث الذي يجمع آراء ابن دقيق العيد الأصولية أنها جاءت من خلال شروحه الحديثية، وتعرضه أثناء ذلك للفروع الفقهية المستنبطة من الأحاديث التيرتبها على أبواب الفقه المعهودة، فجاءت الآراء الأصولية متشابكة مع الفروع الفقهية، وجاءت الفروع الفقهية كنماذج تطبيقية لهذه القواعد، فأشبه البحث بسبب ذلك الكتب المؤلفة فيتخريج الفروع على الأصول، وهيكتب قليلة فيالمكتبة الإسلامية، ولبى البحث بذلك الحاجة إلى توضيح القواعد الأصولية والكشف عنها بنماذج تطبيقية للفروع، وهو ما ترجَّى كثير من الباحثين أن يكون عليه الحال فيكتب الأصول.
خطوات البحث:
1 - إجراء عملية مسح شاملة لكتاب ”إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام“ ومخطوطة ”شرح الإلمام“ لاستخراج المسائل الأصولية من خلال شروحه واستنباطاته من الأحاديث النبوية فيهذين الكتابين، واستفدت فيهذا الشأن كثيرًا مما نقله الزركشيفيكتابه البحر المحيط عن ابن دقيق العيد مما ورد فيهذين الكتابين.
2 - تسكين كل مسألة أو قاعدة فيمظانها من مباحث علم الأصول.
3 - إجراء عملية مقارنة بين آراء ابن دقيق العيد وآراء غيره من الأصوليين، وبيان موقع رأيه بين هذه الآراء.
4 - إظهار تحقيقاته وتقاريره وتقييداته التيأضافها على آراء من سبقه من علماء الأصول والتيأتحف بها هذا العلم.
ومثَّل هذا القسم الذييُعد لب الرسالة الباب الثانيمن الرسالة، وجعلته تحت عنوان: ”أصول الفقه عند ابن دقيق العيد“.
5 - قمت بدراسة ما يتعلق بابن دقيق العيد من جهة العصر الذيعاش فيه، وحياته العلمية والعملية، ثم ثنيت بالتعريف بعلم أصول الفقه وفائدته، والتعريف بالكتابين موضع الدراسة.
ومثَّل هذا القسم التمهيديالباب الأول من الرسالة، وجعلته تحت عنوان: ”فيالتعريف بابن دقيق العيد وبعلم أصول الفقه وبالكتابين موضع الدراسة“.
6 - ثم قمت من بعد ذلك بعمل الحواشى اللازمة لهذه الدراسة من تخريج للآيات القرآنية وللأحاديث النبوية ومواضع الصفحات لما اقتبسته من المراجع الأصولية التياعتمدت عليها وغيرها من المراجع الأخرى، والترجمة للشخصيات الأصولية وإضافة بعض التعليقات التيتفيد فيإيضاح شىء غامض أو مغلق فينص الرسالة.
مصادر البحث:
1 - ”إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام“
طبعة مصورة عن طبعة المطبعة المنيرية، وصدرت عن دار الكتب العلمية- بيروت، بدون تاريخ.
2 - مخطوطة ”شرح الإلمام“
وهيمخطوطة بدار الكتب المصرية فيمجموعة حديث ق 33، وعدد أوراقها 347 ورقة من القطع الكبير.
3 - ”البحر المحيط“ للزركشي
طبعة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت -الطبعة الثانية 1413 هـ-1992م.
وهذا البحث يتكون من الأبواب التالية:
الباب الأول: ويتناول عصر الإمام ابن دقيق العيد
والتعريف بعلم أصول الفقه والكتابين موضع الدراسة.
ويحتويعلى خمسة فصول:
الفصل الأول: بيئة ابن دقيق العيد.
الفصل الثاني: فيالتعريف به.
الفصل الثالث: فيحياته العلمية والعملية.
الفصل الرابع: مصنفاته وآثاره العلمية.
الفصل الخامس: فيالتعريف بأصول الفقه والكتابين موضع الدراسة.
الباب الثاني: ويتناول أصول الفقه عند ابن دقيق العيد، ويحتويعلى سبعة فصول:
الفصل الأول: الحكم الشرعي.
¥