الجواب: هذا تعبير منكر، لأنه يتضمن نسبة علم الغيب إلى المخاطب، وعلم الغيب مما تفرد الله به، قال تعالى: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله)، وقال سبحانه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم: (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك).
فلا أحد من العباد يعلم الغيب إلا ما أعلمه الله به، فإن الله تعالى يطلع من يشاء على ما شاء من غيبه كما قال تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول)، فيكيف يصح مع هذا أن يضيف أحدٌ إلى أحدٍ من الناس أنه (يرى الغيب من وراء حجاب)؟!.
وفي العبارة عيب لفظي، إذ كيف يجمع بين الرؤية والحجاب، وإن أريد الرؤية العلمية فلا يحتاج فيها إلى التقييد بالحجاب.
المرجع: (الاستدراك من تعليقات الشيخ عبد الرحمن البراك) إعداد الدكتور عبد المحسن العسكر 1/ 117
السؤال: ما حكم عبارة أحد الأدباء: (وتشاء الأقدار ... )؟
الجواب: قول القائل: شاءت قدرة الله أو شاء القدر أو شاءت الأقدار؛ خطأ لا يجوز، فإن إضافة المشيئة إلى القدرة - أو غيرها من صفات الله – يشعر باستقلال الصفة عن الموصوف، ويستلزم وصف القدرة مثلاً بصفات أخرى كالحياة والعلم، ويستلزم جواز دعاء الصفة، ودعاءُ الصفة يتضمن أنها إلهٌ، ولهذا قال العلماء: إن دعاء الصفة كفر، وهكذا القول في إضافة المشيئة إلى القدر أو إلى الأقدار.
ولكن القدر يراد به تارة التقدير الذي هو فعل الرب تعالى، وتارة يراد به الشيء المقدر. والمخلوقات التي قدرها الله: منها ما له مشيئة كالإنسان، ومنها ما لا مشيئة له وهي أكثر المخلوقات. والغالب أن من يطلق هذا اللفظ يريد بالقدر أو الأقدار: تقدير الله للكائنات، فإضافة المشيئة إلى القدر كإضافته إلى القدرة، والواجب إضافة المشيئة إلى الله فإنه الذي ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن سبحانه وتعالى.
المرجع: (الاستدراك من تعليقات الشيخ عبد الرحمن البراك) إعداد الدكتور عبد المحسن العسكر 1/ 117، 118
ـ[العوضي]ــــــــ[31 - 05 - 08, 02:04 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الخبر أخي الكريم
ولكن ليتك تسأل الشيخ على موعد نشر الكتاب؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - 06 - 08, 10:50 ص]ـ
في شوق إلى هذا السفر النفيس