تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أيضًا: (قوم بَلَغَت بهم رِقَّة الدِّين وقِلَّة التقوى إلى طلب ما وافق أهواءهم في قول كل قائل، فَهُم يأخذون ما كان رخصة من قول كل عالم، مُقَلِّدين له، غير طالبين ما أَوْجَبَه النص عن الله تعالى، وعن رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .. .

فإذا وردت الأقوال، فاتَّبِع كلام الله تعالى، وكلام نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي هو بيان عما أمرنا الله تعالى به، وما أَجْمَعَ عليه جميع المسلمين، فهذا هو صراط الله تعالى وحَبْلُه الذي إذا تمسكت به، أخرجك من الفرقة المذمومة ومن الاختلاف المكروه إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر كما قال الله تعالى، وهذا هو الذي أَجْمَع عليه جميع أهل الإسلام قديمًا وحديثًا< SUP>). انتهى< o:p>

2 - وقال تاج الدين السبكي في كتابه «الإبهاج» في أصول الفقه: (قال والدي - أَيَّده الله -: القرآن دال على أن الرحمة تقتضي عدم الاختلاف، ...

والاختلاف على ثلاثة أقسام: < o:p>

أحدها في الأصول: وهو المشار إليه في القرآن، ولا شك أنه بدعة وضلالة. < o:p>

والثاني في الآراء والحروب: هو حرام أيضًا؛ لما فيه من تضييع المصالح. < o:p>

والثالث في الفروع: كالاختلاف في الحل والحرمة ونحوهما.< o:p>

قال والدي أَيَّده الله: والذي يظهر لنا ويكاد أن يُقطع به أن الاتفاق فيه خير من الاختلاف).< o:p>

3 - وقال الإمام ابن عبد البر في كتابه «جامع بيان العلم وفضله»: (ذكر يحيى. بن إبراهيم. بن مزين، قال: حدثني أصبغ، قال: قال ابن القاسم: سمعت مالكًا والليث يقولان في اختلاف أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ليس كما قال ناس: «فيه توسعة» ليس كذلك؛ إنما هو خطأ وصواب .. < o:p>

وفي سماع أشهب: «سُئل مالك .. فقال: .. ما الحق إلا واحد، قولان مختلفان يكونان صوابين جميعًا؟!! ما الحق والصواب إلا واحد). انتهى< o:p>

وقال الإمام ابن عبد البر أيضًا: (باب ذِكْر الدليل في أقاويل السلف على أن الاختلاف خطأ وصواب، يلزم طلب الحجَّة عنده، وذِكْر بعض ما خَطَّأ فيه بعضهم بعضًا، وأَنْكَرَه بعضهم على بعض عند اختلافهم .. < o:p>

هذا كثير في كُتب العلماء، وكذلك اختلاف أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والتابعين ومَن بعدهم من المخالفين، وما رَدَّ فيه بعضهم على بعض لا يكاد يحيط به كتاب فَضْلًا عن أن يُجمع في باب .. وفي رجوع أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعضهم إلى بعض، ورَدِّ بعضهم على بعض - دليل واضح على أن اختلافهم عندهم خطأ وصواب، ولولا ذلك كان يقول كل واحد منهم: «جائز ما قُلْتَ أنت، وجائز ما قُلْتُ أنا، وكلانا نجم يُهْتَدَى به، فلا علينا شيء من اختلافنا».< o:p>

والصواب مما اختلف فيه وتدافع - وَجْهٌ واحد، ولو كان الصواب في وجهين متدافعين ما خَطَّأَ السلف بعضهم بعضًا في اجتهادهم وقضائهم وفتواهم، والنظر يَأْبَى أن يكون الشيء وضده صوابًا كله).< o:p>

ثم قال الإمام ابن عبد البر: (الاختلاف ليس بِحُجَّة عند أحد عَلِمْتُه من فقهاء الأُمَّة؛ إلَّا مَنْ لا بَصَر له ولا معرفة عنده ولا حُجَّة في قوله .. < o:p>

وقد جمع الفقهاء من أهل النظر في هذا وطَوَّلُوا، وفيما لَوَّحْنَا مقنع ونصاب كاف لمن فَهِمَه وأَنْصَف نفسه، ولم يخادعها بتقليد الرجال). انتهى< o:p>

وروى الإمام ابن عبد البر عن سليمان التيمي أنه قال: «لو أخذت بِرُخْصَة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله».< o:p>

ثم عَلَّق عليه الإمام ابن عبد البر قائلًا: (هذا إجماع لا أَعْلَمُ فيه خِلَافًا). انتهى< o:p>

4 - وقال الإمام الشاطبي في كتابه «الاعتصام» في معرض ذِكْره أمثلة لاتِّباع الهوى: (اتَّخَذوا الرجال ذريعة لأهوائهم وأهواء من داناهم، ومن رغب إليهم في ذلك، فإذا عرفوا غرض بعض هؤلاء في حُكْم حاكم أو فُتْيَا تَعَبُّدًا وغير ذلك، بحثوا عن أقوال العلماء في المسألة المسئول عنها حتى يجدوا القول الموافق للسائل، فأفتوا به، زاعمين أن الحجة في ذلك لهم قول مَنْ قال: اختلاف العلماء رحمة. ثم ما زال هذا الشر يستطير في الأَتْبَاع وأتباعهم). انتهى< o:p>

خاتمة:< o:p>

نختم هذا المبحث بكلام متين رصين للإمام الشاطبي، ننقله لكم - رغم طُوله – لما له من أهمية بالغة فيما يتعلق بأصول شريعة رب العالمين:< o:p>

قال الإمام الشاطبي في كتابه «الموافقات» في بيان أصول الشريعة: ....... ).

< o:p>

ولا أدري لماذا لم يُنكر هذا المدعو أبو فهر ما اشتمل عليه كلام القرضاوي هنا من كذب وافتراء على أهل العلم المتقدمين والمتأخرين؟!!!! < o:p>

إن هذا يدل صراحة على خُبث نفسه وسريرته والعياذ بالله تعالى، والله كأني أشم رائحة النتن من داخل نفسه، أعوذ بالله تعالى من هذه الفرقة الضالة المضلة التي يؤدي سعيها إلى هدم شريعة رب العالمين والطعن في المدافعين عن شريعته عز وجل!!!

< o:p>

يتابع ..... < o:p>

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير