ولذا لم نعد من البغي = وصف المؤلف للعلواني بالتدليس فالموضع يحتمل منه هذا الاجتهاد .. فما ارتكبه يصلح أن يكون تدليساً يقال لفاعله مدلس .. أما باقي اتهامات المؤلف التي أنكرناها فهي من الافتراء على مخالفيه لم يقعوا فيه أصلاً ليُرموا به.
وجل ما نقله عن أهل العلم كالشيخ بكر هو من هذا الجنس وليس من البغي والعياذ بالله.
أما البغي والظلم والعدوان والبهتان فهو أن يكون المعنى الذي تتهم به مخالفك هو منه براء وأنت تزيدت عليه ووصمته بما ليس فيه ..
فإذا اخترت للتعبير عن هذا المعنى المبرأ منه مخالفك أصلاً = لفظاً شديداً =كان ذلك بغياً على بغي وظلمات بعضها فوق بعض.
وقد رأى الناس بغي المؤلف على مخالفيه وكيف استعمل معهم ما ليس في موضعه لفظاً ومعنى .. وقد بيناه بالحجة الظاهرة ..
وإذاً
هل يجوز استعمال البغي مع أهل الأهواء والبدع (؟؟)
لا بالطبع. (لا) فخمة جليلة،بل ولا مع أكفر الكافرين.
طيب ..
هل يريد المؤلف أن أهل الأهواء والبدع لا يعذرون إن تأولوا ويكتب لهم أجر؟؟
إن أراد ذلك فهو باطل محض وكل من ثبت أنه تأول تأويلاً يُعذر بجنسه ثبت له العذر وربما الأجر .. في العلميات والعمليات جميعاً ..
وليس أحد يريد البغي على مخالفه إلا سهل عليه جعله مخالفاً للسنة والكتاب .. ويعد زلاته وضررها على الناس .. ثم يستعمل معهم ما يستعمل المؤلف من البغي والعدوان .. ويزعم نفي العذر والأجر عنه .. وهكذا حتى تفسد دنيا الناس
والمؤلف ظن أنا لما نقلنا كلام ابن تيمية من رفع الملام قصدنا مجرد إعذار القرضاوي وهذا خلل منه في الفهم .. فلم يكن الأمر يحتاج لإثباته هذا النقل .. وإنما قصدنا أن الشيخ عذر العلماء الذين خالفوا في الأمر للوجوب وجنسه من الأشياء التي يعدها المؤلف قطعيات تحرم مخالفتها وأن مخالفها كذا وكذا ..
فترتيب الكلام: عالم جليل خالف في أمور يراها المؤلف قطعية و ... و ... ومع ذلك عذره شيخ الإسلام.
الآن: القرضاوي والجديع بما يستدل المؤلف على أنهما ليسا من جنس العلماء الذين يعذرون (؟؟)
يستدل بمخالفتهم في الأشياء التي يراها هو قطعية ويرى المخالف فيها كذا وكذا ..
وهذا استدلال بنفس محل النزاع ..
لأن مخالف المؤلف يرى أن القرضاوي والجديع الواحد منهما عالم زل في هذه المسائل التي عدها المؤلف فيرد عليهم خطأهم ويحفظ لهم أجرهم بتأويلهم ..
أدلتهم ضعيفة؟؟
نعلم فلو كانت قوية لما كانوا مخطئين أصلاً .. ولكنها تصلح تأويلاً يعذرهم ويخرجهم من الإثم ..
فنحن استدللنا بكلام شيخ الإسلام على أن من خالف في المسائل التي يراها المؤلف قطعية وإجماعية من الصحابة لم يخرجه ذلك عند شيخ الإسلام من العلماء الذين يُعذرون ..
ولكنه غفل عن هذا ..
والخلاصة:
1 - حتى أهل الأهواء والبدع لا يجوز البغي عليهم،ويجوز إعذارهم بالتأويل في الجملة وهم من أهل الخلاف غير السائغ تجري عليهم أحكامه.
2 - ليس القرضاوي والجديع من أولئك ولا يكون الرجل من أولئك بهذا الإطلاق حتى يقع في بدعة من الأربع الكبرى كما نص شيخ الإسلام، وهما من أهل العلم في الجملة (خاصة القرضاوي)،وعاصرهما ابن باز وابن عثيمين والألباني والفوزان وقالوا فيهم ما قالوا ولم يخرجوهم من زمرة أهل العلم قط.
وأكرر:
وليس أحد يريد البغي على مخالفه إلا سهل عليه جعله مخالفاً للسنة والكتاب .. ويعد زلاته وضررها على الناس .. ثم يستعمل معهم ما يستعمل المؤلف من البغي والعدوان .. ويزعم نفي العذر والأجر عنه .. وهكذا حتى تفسد دنيا الناس ..
وسيأتي في الوقفة العشرين كيف طبق أهل العلم منهجهم على من هم أشر من القرضاوي والجديع بإجماع ..
ـ[محمود الناصري]ــــــــ[27 - 02 - 09, 01:10 ص]ـ
ابو فهر السلفي أخينا الفاضل
اجد قولك الأخير حيدة منك
فأنت الآن تتهم الشيخ رمضان بانه بغى على القرضاوي وغيره (مع اعترافك تنزلا انهمأصحاب بدعة وهوى)
وصار جل احتجاجك بانه وصفهم بما ليس فيهم
والظاهر من وقفاتك هذه انك ما استطعت أن تثبت بغي المؤلف أبدا وربما هناك وقفة أو وقفتين من الممكن أن نقول ان المؤلف أغلظ أو شد أكثر من اللازم وربما يكون في الوقفتين رأيين هل بغى أم لا أما اخواتها الاخريات فلم تستطع ان تثبت البغي والعدوان بل جزاه الله خيرا (أبو مبارك السلفي) رد وقفاتك بما لا شك على الاقل عندي بانك ظلمت المؤلف وتجاوزت عليه حتى وصفته بالبغي وغيرها من الصفات وهو من تصدى لاهل البدع ويحضرني قول احد مشايخنا عندما طلب منه أن يرد على بعض اقوال شيخ من أهل السنة في كتاب مستقل قال لا نحن اهل السنة لا نؤلف كتب للرد على بعضنا انما ندرج هذه الردود عند تاليف كتاب أو كتابة مقدمة وغيرها فهذا ديدن أهل السنة فوقفاتك اخي الفاضل لم تكن موفقة وكان حريا بك أن تراسل المؤلف وأن تناصحه وكان حريا منك أن تجد وقفات محكمات وليس هذه التي إن حررناها لن تخلص لك إلا واحدة أو اثنين وربما لا
والله من وراء القصد
¥