تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أمَّا التعريفات الاصطلاحية الواردة في النصِّ فقد استقاها كلَّها من كتابه: «الحُدود في أصولِ الفقه» كما يظهر ?أيضًا? رجوع المؤلِّف إلى كتابه في الجدل المسمَّى: ب «تفسير المنهاج في ترتيب الحجاج»، فقد أفاد منه مسائل عديدة منها: «باب الترجيح» بمُعظم فصوله.

واقتصر المصنِّف في مؤلَّفه على أقوال وآراء علماء المذاهب الثلاثة: الحنفي والمالكي والشافعي من غير أن يتعرَّض للمذهب الحنبلي، ولعلَّ اقتصاره هذا كان نتيجة اطِّلاعه على الاجتهادات الأصولية لعلماء المذاهب الثلاثة من خلال تَتَلْمُذِهِ على شيوخه من الحنفية والمالكية والشافعية.

وجاء كتاب «الإشارة» حافلاً بجملة من أقوال علماء المالكية ممَّن لم تنل اجتهاداتهم حظَّها من الطباعة والنشر، أمثال: القاضي أبي إسحاق إسماعيل ابن إسحاق البصري المتوفى سنة (282ه)، وأبي الفرج عمرو بن محمَّد ابن عمرو الليثي البغدادي المتوفى سنة (331ه)، وأبي بكر محمَّد بن عبد الله ابن محمَّد بن صالح الأبهري المتوفى سنة (375ه)، وأبي الحسن علي بن عمر ابن أحمد الشهير بابن القصَّار المتوفى سنة (398ه)، وأبي محمَّد عبد الوهاب ابن علي بن نصر بن أحمد التغلبي المتوفى سنة (422ه)، وأبي عبد الله محمَّد بن أحمد ابن عبد الله بن خويز منداد البصري المتوفَّى في (أواخر القرن الرابع الهجري)، وغيرهم من أعلام المالكية المعروفين بالإجادة والإتقان في علم أصول الفقه وغيره من علوم الشريعة، بغض النظر عن أئمَّة المذاهب الأخرى.

وضِمن الاهتمام بمضامين كتاب «الإشارة» فلا أعلم من تناوله بالشرح والتوضيح إلاَّ ما ذكره لسان الدِّين بن الخطيب في ترجمته لمحدث الأندلس: أبي جعفر بن الزبير الثقفي (1 - هو أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن الزبير بن الحسن الثقفي العاصمي الجياني مولدًا، الغرناطي منشأ، كان محدِّث الأندلس والمغرب في زمانه، قال عنه ابن الخطيب: «كان خاتمة المحدِّثين، وصدور العلماء المقرئين ... إليه انتهت الرياسة بالأندلس في صناعة العربية، وتجويد القرآن، ورواية الحديث». وله تصانيف كثيرة، منها: «صلة الصلة» لابن بشكوال، و «مُلاك التأويل في المتشابه اللفظ في التنزيل»، و «سبل الرشاد في فضل الجهاد» توفي بغرناطة سنة (708ه). انظر ترجمته في: «الإحاطة في أخبار غرناطة» لابن الخطيب (1/ 188)، «تذكرة الحفاظ» للذهبي (4/ 465)، «الدرر الكامنة» لابن حجر (1/ 84)، «بغية الوعاة» للسيوطي (126)، «البدر الطالع» للشوكاني (1/ 33)، «فهرس الفهارس» للكتاني (1/ 454)، «معجم المؤلفين» لكحالة (1/ 88).)، حيث عدَّ من جملة مصنَّفاته المفيدة «شرح الإشارة للباجي في الأصول» (2 - انظر: «الإحاطة» لابن الخطيب (1/ 190).)، وما ذكره السخاوي في «الضوء اللامع» في ترجمته لأبي العباس أحمد حلولو القروي (3 - هو أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن موسى بن عبد الحق المغربي القيرواني المالكي، المعروف ب «حلولو» القروي، فقيه أصولي، نزل تونس، وولي قضاء طرابلس سنين، ثمَّ رجع إلى تونس واستقر بها، ثمَّ ولي مشيخة بعض المدارس، من مؤلفاته: «الضياء اللامع في شرح جمع الجوامع» للسبكي، و «التوضيح شرح التنقيح» للقرافي، و «شرح مختصر خليل»، و «شرح الإشارات» للباجي. توفي سنة (898ه). انظر ترجمته في: «الضوء اللامع» للسخاوي (2/ 260)، «معجم المؤلفين» لكحالة (1/ 134)، «شجرة النور» لمخلوف (1/ 259)، «الأعلام» للزركلي (1/ 147).)، وهذان الشرحان ?حاليًّا? في حكم المعدوم إذ لم يصل إلينا منهما شيء.

هذا، وكتاب «الإشارة في معرفة الأصول» قد تناولته ?فيما مضى? بالدراسة والتحقيق في محاولةٍ لإخراجه على صورةٍ قريبةٍ من الصورة التي وضعها المصنِّف، وقد سلكت فيه خطوات منهجية متمثِّلة في القسم الدراسي أوَّلاً، حيث رتَّبت فيه الخِطَّة على مقدّمة شاملة لأهمِّية ما يتضمَّنه الكتاب من قِيمةٍ علميةٍ مع الإشادة بمكانة المصنِّف العلمية، وبسطت منهجي في الكتاب، ثمَّ مهَّدت لترجمة أبي الوليد الباجي ?رحمه الله? وحياته العلمية بتمهيد بيَّنت فيه ?باختصار? الوضع السياسي في القرن الخامس الهجري بالأندلس ?وهو عصر ملوك الطوائف الذي عاش فيه الإمام الباجي ?رحمه الله? وانعكاساته السلبية على الوضع الاجتماعي المتردِّي لِأَصِلَ إلى ذِكْرِ بعضِ ملامحِ الواقع العلمي وعوامل الازدهار الفكري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير