تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومع ذلك فهناك نماذج مشرفة في المملكة في الحفاظ على تراث الآباء وهو مثل ما يقوم به الآن أبناء القطيف فكما يقول الأستاذ محمد أمين أبو المكارم في مقال له عن "المكتبات الأهلية القديمة في القطيف": "إذا كانت مكتبات الآباء قد تفرقت أيدي سبا، وسطا عليها الزمان، وانتقلت أمهات الكتب فيها، منها إلى كثير من البلدان، فإن الأبناء وبحرقة ما ضاع من تراث الآباء كرّوا من جديد، وسلكوا نهج الآباء فهبت نسائم الوعي، وانتشر ضياء الشموع زاحفا على ظلائم الجهل بأنواعها ومؤثراتها، وبدأت أمية الفكر تأخذ في التلاشي بعد أن كادت تتلاشى أمية القلم، وانتشرت المكتبات في كل مكان، مبهجة محبي الفكر والتنور، تاركة وراءها من استولى عليهم ظلام الجهل فعشوا بنور الحقيقة يتميزون من الغيظ".

وبهذا نجد أن الأبناء انقسموا في مواقفهم إلى قسمين، قسم لم يهتم بتراث آبائهم فتركوه للضياع، وهؤلاء إما قاموا ببيعه للباعة على الأرصفة جهلا منهم بهذه الثروة، وإما أنهم تخلصوا منها بأقل من ذلك، ومن كان منهم على قدر من الثقافة استطاع أن يتكسب من هذا التراث، أي أنه لم يخسر كل شيء، ومنهم من كان له موقف مشرف كما سبق.

موقف الدول والهيئات من تراث العلماء

ونقصد بموقف الدولة موقف الهيئات العلمية والثقافية فيها، وسنتحدث هنا عن موقف المكتبات العامة في بعض الدول من هذا التراث، وما الذي قدموه من أجل الحفاظ عليه.

في مصر:

وعندما توجهنا إلى أكبر الصروح في هذا المجال، وهو دار الكتب المصرية قال الدكتور محمد صابر عرب – مدير الدار منذ أول عام 2005م – إنهم يرحبون في الدار بأي مكتبة تأتي إليهم مهما كان حجمها، ونفى تماما ما يثور من إشاعات عن ما يصيب الكتب من إهمال، حيث أكد أن الدار تقوم بخدمة الكتب بكل الأشكال من ترميم لما يحتاج إلى ترميم، وفهرسة هذه الكتب وأرشفتها، ثم يقومون بخدمة الباحثين، وأرجع عدم إقبال الدار على شراء بعض المكتبات أن أهلها يطلبون فيها مبالغ ضخمة لا تستطيع الدار أن توفي بها، ويرى أن الأمر تحول إلى تجارة ليس أكثر، وأكد ترحيب الدار بأي مكتبة تهدى إليها، وعن تخصص جزء خاص باسم صاحب المكتبة لتوضع به مكتبته، فيرى أن ذلك من الصعب على الدار. وإن كان الدكتور أيمن فؤاد سيد – مدير الدار في الفترة من7 من يونيو1994 إلى 20 من يوليو1995) قد ذكر في كتابه الذي كتبه في نهاية فترة توليه إدارة المكتبة وصدر حديثا أن هناك أكثر من ستين مكتبة خاصة مهداة من أصحابها وموقوفة على دار الكتب، وتضم مئات الكتب والمخطوطات كلها غير مفهرسة وغير متاحة بالتالي للجمهور، وهي محفوظة بالطابق الثامن بدار الكتب على كورنيش النيل، إلا أن الدكتور عرب قد أكد أنهم قد بدأوا بالفعل في فهرسة وترتيب هذه المجموعات من جديد لإتاحتها للجمهور.

وأما مكتبة دار العلوم وهي من المكتبات التي كانت أحد الخزانات الكبيرة جدا للكتب والتي كانت ترحب بأية مكتبة في القديم، بل كانت تنفذ كل ما يشترطه المهدي أو الواقف، أصبحت الآن وكما قال مديرها الأستاذ كمال خفاجي في حواري معه: " أصبحنا لسنا في حاجة إلى الكتب الآن، وليس عندنا مكان لتوضع فيه، ولذلك إذا أراد أحد أن يتبرع أو يهدي مكتبة فإن عليه أن يتقدم لإدارة الكلية بطلب لذلك أولا ثم ننظر - بعد أن توافق إدارة الكلية – إلى المكتبة ونأخذ منها ما نعلم أنه غير موجود عندنا فقط، وعن خاصة إفراد أماكن خاصة بالمكتبات المهداة، يقول: كان ذلك في القديم أم الآن ومنذ بضع سنوات فقد أصدرت الكلية قرار بدمج المكتبات الخاصة وفهرستها ضمن المكتبة العامة، فلم يصبح هناك أركان خاصة بأحد".

أما عن إمكانية شراء مكتبات وخاصة للعلماء من أبناء الكلية، يرى أن ذلك من الصعب جدا على المكتبة لعجز الميزانية عن ذلك، وكذلك كما سبق لضيق المكان ولأن الكلية لا تنوي التوسيع في المكتبة أكثر من ذلك على الأقل الآن.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير