ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:20 ص]ـ
المخلص يفضل أن يكون: "الجندي المجهول".
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:28 ص]ـ
من دلائل الإخلاص استواء العمل في القيادة والجندية: ورضي الله عن خالد بن الوليد الذي عُزل عن إمارة الجيش، وهو القائد المظفر، فعمل تحت قيادة أبى عبيدة - رضى الله عنه - دون تململ ولا تذمر، وكان نعم المشير والمعين.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:30 ص]ـ
الإخلاص للغاية يقتضيه أن يصر على دعوته، ويثبت على اتجاهه، مهما أخطأ في حقه المخطئون، وقصر المقصرون، أو أسرف المسرفون، لأنه يعمل لله لا لنفسه ولا لذويه، ولا لفلان أو علان من الناس.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:35 ص]ـ
الصبر على طول الطريق: أن المخلص لا يحمله طول الطريق، واستبطاء الثمرة، وتأخر النجاح، ومتاعب العمل مع الناس المختلفين في أذواقهم وميولهم، لا يحمله على الكسل والتراخي أو التفلت، أو التوقف في منتصف الطريق، إنه لا يعمل للنجاح فحسب، أو للنصر فقط، بل لرضا الله وامتثال أمره قبل كل شيء، وبعد كل شيء، وقد عاش نوح - عليه السلام - في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، يدعو ويبلغ ولم يؤمن معه إلا قليل، برغم تفننه في أساليب الدعوة، وتنويع أوقاتها، وتغيير صيغها، وحكى القرآن الكريم لنا نموذجا مؤمنا في سورة البروج، قدموا أرواحهم في سبيل الله، وصبروا على اصطلاء النار ذات الوقود، والكفرة الطغاة عليهم شهود، ولم يبالوا بما أصابهم في سبيل الله، ولم يقولوا: ماذا يفيد استشهادنا لدعوتنا؟ لأن عليهم الثبات والبذل. وعلى الله إنجاح الدعوة، ومن يدري لعل دماءهم تكون هي الغذاء لشجرة الإيمان من بعدهم!
إن عمل المخلص أساسا لله عز وجل، فهو ثابت عليه، مستمر فيه، أما الثمرة والنتيجة في الدنيا، فهو يدعها لله تعالى: يهيئ أسبابها، ويحدد أجلها، وما عليه إلا أن يتحرى ويجتهد وسعه، فإن تحققت فالحمد لله، وإن تعثرت أو تعذرت، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
إن الله لا يسأل الناس في الآخرة: لماذا لم ينتصروا، ولكن يسألهم: لماذا لم تجاهدوا؟ ولا يسألهم: لماذا لم تنجحوا، بل يسألهم: لماذا لم تعملوا؟!
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:43 ص]ـ
من علامات الإخلاص الفرح بكل ذي كفاية يبرز: في صف العاملين ليحمل الراية أو يسهم في العمل، وإتاحة الفرصة لكل ذي موهبة أن يأخذ مكانه، دون تعويق له أو ضيق به، أو حسد له، أو ضجر منه، بل نرى المخلص إذا وجد من هو خير منه في تحمل تبعته، تنحى له راضيا، وقدمه على نفسه طائعا، وسعد بأن يأخذ خطوة إلى الخلف.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:52 ص]ـ
من أمارات الإخلاص الحرص على العمل الأرضى لله: لا الأرضى للنفس، فيؤثر المخلص العمل الأكثر نفعا، والأعمق أثرا، وإن لم يكن له فيه هوى، ولا له فيه لذة ونشوة.
فقد يتلذذ بصيام النافلة، أو بصلاة الضحى، ولو شغل هذا الوقت بإصلاح ذات البين لكان أولى، وفي الحديث: "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ إصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة".
وقد يجد متعة نفسية، ولذة روحية في الاعتمار في كل رمضان، والحج في كل موسم، ولو قيل له: ابذل ما تنفقه لإخوانك الذين يتعرضون للهلاك في فلسطين أو البوسنة أو كشمير، لم ينشرح لذلك صدره.
وقد ذهب أحد المحسنين من بعض البلاد الغنية إلى بلد إفريقي ليبني فيه مسجدا، فلقيه بعض العقلاء من أهل البلد، واقترحوا عليه أن يرمم عددا من المساجد القديمة الآيلة للسقوط، وهذة المساجد توجد في مناطق آهلة بالسكان، ولا يستغني الناس عنها، ويمكنه أن يرمم عشرة مساجد قديمة بما ينفقه على بناء مسجد واحد حديث، ولكنه أبى إلا أن يشيد مسجدا يحمل اسمه الكريم!
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:58 ص]ـ
من تمام الإخلاص ألا يفسد العمل بعد تمامه بالإعجاب به، والاطمئنان إليه، والزهو به، وهذا يعميه عما فيه من خلل قد شابه، أو دخل أصابه، والشأن في المؤمن أن يكون بعد أداء العمل خائفا أن يكون قد قصر فيه أو أخل به من حيث يشعر أو لا يشعر، ولهذا يخشى ألا يقبل منه ..
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 04:59 ص]ـ
قال ابن عطاء الله السكندري في "حكمه": ربما فتح الله لك باب الطاعة وما فتح لك باب القبول، وربما قدر عليك المعصية، فكانت سببا في الوصول، معصية أورثت ذلا وافتقارا، خير من طاعة أورثت عجبا واستكبارا!
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[08 - 10 - 08, 05:22 ص]ـ
الإخلاص يمد العامل بقوة الاستمرار، فإن الذي يعمل للناس، والذي يعمل لشهوة البطن أو الفرج، يكف إذا لم يجد ما يشبع شهوته، والذي يعمل أملاً في شهرة أو منصب، يتراخى ويتثاقل إذا لاح له أن أمله بعيد المنال، والذي يعمل لوجه الرئيس أو الأمير، ينقطع أو يتوانى إذا عزل الرئيس أو مات الأمير، أما الذي يعمل لله فلا ينقطع ولا ينثني ولا يسترخي أبدا، لأن الذي يعمل له لا يغيب ولا يزول، فوجه الله باق إذا غابت وجوه البشر، أو هلك الخلق كل الخلق: (كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون)، ولهذا قال الصالحون: ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
¥