تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ و لا يخفى على باحث في التاريخ المعاصر ما كان للنفوذ البريطاني في بلدان العالم الإسلامي من تأثيٍر في صياغة تاريخ المنطقة الحديث، و قد استطاعت "وزارة المستعمرات البريطانية" الإفادة من جهود دوائرها الاستشراقية الحثيثة في تقييم مفاتح اللعب السياسي في المنطقة.

ـ تلك الدوائر الاستشراقية والاستخباراتية البريطانية التي استطاعت بالتحالف مع مريديها من جحافل الباطنية و أعداء الإسلام تقويض الخلافة العثمانية، واستخدمت لذلك مع الأسف كثيراً من الأدوات الهدَّامة من أبناء العالم الإسلامي، ومن أولئك السيد جمال الدين الأفغاني بل الإيراني الرافضي، ثمَّ عبدالرحمن الكواكبي سليل الصفويين الرافضة، واللذان أسهما بشكل كبير في ظهور حركات مناوئة للخلافة، ومن ثمَّ إضعاف الخلافة العثمانية.

ـ و استطاعت تلك الدوائر الاستشراقية والاستخباراتية البريطانية الإسهام في طرح مناهج التغريب في المنطقة، و كذلك أسهمت بشكل مباشر في ظهور كثير من المذاهب الهدامة كالبابية والبهائية والقاديانية و البريلوية وغيرها.

ـ وبعد الحرب العالمية الثانية ونظراً لتزايد النفوذ الأمريكي في منطقة "الشرق الأوسط" انحسر الاستعمار البريطاني في المنطقة تمهيداً لظهور قوةٍ كبرى تهيَمن على مفاتح اللعب العالميَّة، و قد استطاعت أمريكا سحب اليساط من التاج الملكي البريطاني عن طريق الاستحواذ على القيادات العسكرية في المنطقة و تدبير الكثير من الانقلابات العسكرية، و دقت المسمار الأخير في النعش البريطاني حين دفعت بالرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر عام 1954م لتأميم قناة السويس ـ و بالتالي نزع آخر اسفين بريطاني في منطقة الشرق الأوسط ـ، و من ثَمَّ أعلنت امريكا إذ ذاك ـ الحماية العسكرية لمصر في وجه العدوان الثلاثي (بريطانيا و فرنسا واسرائيل).

·و بالتالي فقد احتوت "التَّرِكَة البريطانية" على باقةٍ من أوراق العمل في منطقتي العالم العربي و الاسلامي، وقد استطاعت أمريكا الإفادة من ذلك الجهد المتراكم الهائل الذي أعدَّته "وزارة المستعمرات البريطانية" من خلال دوائر الاستشراق البريطانية و أجهزتها الاستخباراتية خلال حقبة الاستعمار البريطاني للمنطقة، ممَّا كوَّن بالضرورة حلفٌ استعماري براغماتي بين أداتي الاستعمار السابقة و اللاحقة.

لماذا نُراجِع أحداث سبتمبر في عام 2001 في خضمِّ هذه الحوادث و الانتكاسات المتسارعة؟

قد يسأل البعض هذا السؤال، ولكن لنتذكّّر أنَّ كلُّ الأحداث التي نعيشها الآن هي في الحقيقة نتَاج منطقيٌّ وطبيعي لأحداث "تفجيرات سبتمبر" بدءاً من غزو افغانستان إلى "خارطة الطريق" إلى غزو العراق إلى الجدار العازل في فلسطين، و بالتالي فإنَّ أي تشخيص خاطئًٍ لتلك الحادثة سينجرُّ طردياً إلى تحليلاتنا الحاليَّة و القادمة، و ربَّما في مواقفنا و استعداداتنا الفكريَّة.


مقدِّمة:
في اليوم الحادي عشر من سبتمبر عام 2001م استفاق العالم فاغراَ فاه دهشةً مما وقع في أمريكا من الأحداث و التفجيرات، واضعاً كلتا يديه على صدره خوفاً من النتائج و العواقب المترتبة على تلك الأحداث المريعة.

لكن مع ذلك لا ينبغي لنا أن ننظر إلى الدولة "الهدف" نظرةً "مثاليَّة"، فلم تكن أمريكا يوماً بتلك المدينة الفاضلة، بل إن المارد الإمريكي كان دائما هو الذي يأخذ بزمام المبادرة في جميع مواجهاته السياسية و تدخلاته العسكرية، و إليكم هذه القائمة بالتدخلات الأمريكية (في الثلاثين سنة السابقة فقط) ـ أي منذ عام 1974 م ـ كما ساقها الدكتور فهد العرابي الحارثي في كتابه: (أمريكا التي تُعلمنا الديمقراطية والعدل).
1ـ كمبوديا، 1969، 1975 م.
قصف قوات أرضية، قوات بحرية، مليونا قتيل خلال 6 سنوات من القصف، والمجاعة والفوضى السياسية.
2 ـ داكوتا الجنوبية، 1973 م.
الجيش يقود حصار لاكوتاس في واو ندو كني.
3ـ الشرق الأوسط، 1973م.
تهديد نووي، حذر عالمي أثناء حرب 1973 م.
4 ـ تشيلي، 1973 م.
الـ cia تدعم انقلابا أسقط الرئيس الماركسي المنتخب.
5 ـ كمبوديا، 1975 م.
قوات أرضية، قصف، غاز، وقوع 28 قتيلاً في حادثة هليكوبتر.
6 ـ أنغولا، 1976، 1992.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير