تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إلى متى والشعراء "يغتالون" أعيادنا]

ـ[المهندس عبدالله]ــــــــ[27 - 10 - 06, 10:57 ص]ـ

إلى متى والشعراء "يغتالون" أعيادنا*

لا يمر عيد علينا أو اسمع بكلمة "عيد" إلا ويتبادر إلى ذهني بيت المتنبي الشهير ..

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ،،،،،،بمَا مَضَى أمْ لأمْرٍ فيكَ تجْديدُ

أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ،،،،،،،،،،فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ

والأول منهما أكاد أجزم أن الجميع يحفظه، فهل رأيتم كيف استطاع هذا "المتنبي" أن يقرن اسمه بأعيادنا. وليته جعل منه بيت سرور وفرح لنستأنس به ولكنه إمعاناً في الـ"النكادة" جعله بيت حزن وتنكيد.

ومما زاد الأمر سوء عندي أنه عند إعلان العيد ورحيل رمضان أو عندما يبدأ الأئمة والخطباء في ذكر مواعظهم في آخر يوم منه يقفز إلى لساني بيت أحمد شوقي المشؤوم ...

رمضان ولّى هاتها يا ساقي ... مشتاقة تسعى إلى مشتاقِ

ولا أنتهي من كلمة (مشتاق) إلا وأنا محوقل ومتحسب على هذا الشاعر العظيم أن يقول مثل هذا البيت. وأذكر مرة من المرات أني قررت أن أعارضه بأبيات –تخيلوا- وزاد الحماس بي حتى أخذت الورقة والقلم ووضعت قافية البيت أولاً وجعلت ما قبلها فراغ ( ...... )، فظهر لي هذا الشكل

........................ يا ساقي،،،، .................. مشتاقِ

وصرت أحاول أن أضع من الكلمات ما يجعل من الشكل السابق بيت شعر، وكنت قصدت من كلمة ساق "القدم" بدل الساقي الذي عناه شوقي رحمه الله.

المقصد أني خرجت بعد هذه المعركة الشعرية بأن مزقت الورقة إرباً إرباً ووضعتها في مكان يليق بها (سلة المهملات)، وخصوصاً أن صاحبكم ليس له باع ولا ذراع في ما يسمى شعراً!!

اغتيال العيد لم يقتصر على هذين الشاعرين الكبيرين بل انتقلت العدوى إلى غيرهم من الشعراء، ولا أدري هل هي "غيرة" من المتنبي أم ماذا؟

الذي دعاني إلى كتابة هذه الكلمات أيها السادة هو أني رأيت نفسية المتنبي النكدة في ليلة عيده قد انتقلت وعبر الأزمان إلى كثير من الناس، فأصبح عيدهم ليس بعيد!

لانريد من أعيادنا أن تكون رسميات وزيارات جافة وكأننا نؤدي أعمال جبرية، نريد من أعيادنا أن تكون "أعياد فرح وسرور".

وأعلم كما تعلمون أن مصائب الدنيا كلها على رؤوس المسلمين في كل مكان، ولكن هذا لا ولن يمنعنا الفرح والسرور في عيدينا اقتداءاً بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.

خاتمة:

دخل أبو بكر على ابنته عائشة رضي الله عنهما، وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه، فانتهرهما أبو بكر، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه، فقال: (يا أبا بكر، فإنها أيام عيد).

* مقتبس من عنوان مقال في مجلة المعرفة

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير