والنقد الشخصي الأصل فيه أن يكون مُوجهاً مباشرة للشخص المعني ودون نشره على الملأ، ولكن إن أضطر الواحد منا لجعل النقد ((الشخصي)) مُعْلناً فيكون ذلك في أضيق الحدود، ومبني على الأدلة والبراهين الواضحة، ويتعلق بعمل الشخص وليس بذاته وشخصه.
كانت هذه سِتُّ نقاطٍ خاصة بمجال الكتابة النقدية وقبل أن ننتقل إلى المجال الآخر أحب أن أذكر بعض الخصائص التي تميز الناقد البنَّاء عن غيره من النقَّاد.
((وهي أربع خصائص:
الأولى: التمتع بالوعي.
وهذا الوعي يكون وعياً بالنفس؛ ووعياً بالآخرين؛ ووعياً بأهيمة النقد.
فوعيه بنفسه يكون بحرصه على أن يُلِّم بماهية نفسه وصفاتها ((الإيجابية والسلبية)) لذلك تراه يتقبل النقد بكل صدر رحب.
ووعيه بالآخرين يكون بوعيه بمشاعرهم وعواطفهم وتصرفاتهم وفهم نفسياتهم لأن وعيه بالآخرين يمده بالمعلومات التي تساعده في تشكيل أفكارهم وتوجيهها إلى نقد فعَّال وقوي.
ووعيه بأهمية النقد يكون بمعرفته وإلمامه بدور النقد في تحقيق النجاح الفردي والجماعي ((لأنه بتقبله النقد يحقق النجاح الفردي ونقده للآخرين يحقق النجاح الجماعي)).
الثانية: بذل قصارى الجهد.
فالناقد الإيجابي لايكتفي بمجرد ((التغيير)) بل يريد بذل قصارى جهده لتحقيق الهدف.
الثالثة: التمتع بالمسؤولية الذاتية.
لأن الناقد الإيجابي يعلم أنه مسؤول عن تصرفاته؛ فهو مسؤول عن تصرفه تجاه ((تقبل النقد)) ومسؤول عن تصرفه تجاه ((توجيه النقد)) لأنه لاأحد يرغمه على فعل أي شيئ بل هو يختار أكثر الطرق فعالية للنقد الذي يوجهه ويتلقاه.
الرابعة: أن يكون نشيطاً.
وذلك للبحث عن أفضل الطرق والوسائل التي تجعل تصرفاته أفضل عند ((تقبل النقد)) من الآخرين أو عند ((توجيهه)) للآخرين.)) بتصرف من كتاب: قوة النقد البنَّاء - للدكتور هندري ويسينجر.
وأما مايتعلق في مجال الكتابة الثاني وهو الكتابة ((من أجل إيضاح فكرة معينة)) فلابد كذلك من مراعاة بعض النقاط. وهي:
1 - إحترام عقل وثقافة القارئ.
وهذا الإحترام لايتأتى إلا ((بالتعب)) على الموضوع وإخراجه بشكل لائق جداً ((بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى)) يليق بثقافة القُرآّء الأفاضل.
2 - توضيح النقاط قدر الإستطاعة والهرب من الغموض والمبادرة بإيضاح ماأشكل على القرآَّء.
3 - التجديد في طرح الفكرة وقالب عرضها وطريقة إيصالها إلى القارئ الكريم.
هذه كانت بعض النقاط الخاصة بهذا المجال.
علماً أن النقاط العامة المتعلقة بالكتابة بشكل عام هي الأساس في كل من المجاليين المذكورين سابقاً.
وثاني ماسأتحدث عنه هو الناقل.
الناقل:
وهو الذي يقوم بعملية ((نقل)) الأخبار أو كتابات الآخرين.
وكذلك لابد ((للناقل)) لكي يحقق صفة ((العدل)) في نقله أن يحرص على هذه الأمور المهمة:
1 - أن يتقِ الله في نقله فلاينقل إلامايرضي الله ومايوافق شرع الله ودينه والحرص على ((الذوق والأدب العام)) للمجتمع وأن يجعل نصب عينيه قوله تعالى ((ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين)).
2 - أن يخلص النية فيما ينقله لله وحده وأنما أراد بنقله هذا مرضاة الله، لاشهوةً في النفس أو أي إربة أخرى إنما الله والله وحده لاشريك له.
3 - توضيح أن الموضوع أو الخبر منقول بكتابة كلمة ((منقول)) والإحالة للمصدر المنقول عنه ووضع رابطه. ((قدر الإستطاعة))
4 - التأكد من صحة الخبر أو منطقية النقد ((وعدله)) لكي لايقع الإنسان في إثم نقل ((الإشاعة)) وترويج الكذب. ((قدر الإستطاعة كذلك))
5 - نقل مافيه فائدة فكرية أو معرفية للقارئ أو مايفيد المنتدى بشكل عام.
6 - الأصل في ((الناقل)) موافقته التامة لمانقله ((وإلا لماذا نقله؟؟!!))
فيجب على الناقل عندما لايُقِّر بعض النقاط في موضوعه المنقول أن يقوم بتوضيحها.
7 - قد يُنقد أو يُناقش الموضوع المنقول فإن أراد الناقل توضيح وجهة نظره أو الدفاع عنها؛ فإنه يقوم بالدفاع ومناقشة ((الأفكار)) وليس الموضوع المنقول، وإن ظن الناقل أن الموضوع يشتمل على هذه الأفكار؛ لأن الناقل ((أساساً)) لم يكتب هذا الموضوع فقد ((يُخطئ)) فهم المراد منه؛ ((فالأسلم)) مناقشة الفكرة التي يتبناها الناقل والتي رأى أن هذا الموضوع المنقول يحتويها.
¥