دينه دلنا على الوسائل التي يحفظ بها هذا الدين، وأمرنا بالتمسك بها "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله وسنتي".
إن الإسلام نظام رباني مستقل قائم بنفسه، قد يلتقي ويتفق مع غيره من النظم والمذاهب البشرية في أشياء، ولكن هذا لا يعني أنه منها أو أنها منه في شيء. فقد يكون التقاؤه واتفاقه معها التقاءً في ظاهر الأمر مع خلاف أساسي في الجوهر والمضمون، فالشورى في الإسلام التي تُشَبَّه بالديمقراطية الغربية –وهذا مجرد مثال على الكثير من المذاهب والآراء والأفكار التي ادعى بعضُ بني قومنا أنها من الإسلام وأنه يدعوا إليها- تختلف معها اختلافا كثيرا، فالشورى في الإسلام لأصحاب الحل والعقد من العلماء والحكماء، المشهود لهم برجاحة العقل واستقامة السيرة، أما في الديمقراطية فهي لكل من هب ودب يستوي فيها رأي الأبله والحكيم والساقط والنزيه. ثم إن الشورى في الإسلام تهدف قبل كل شيء إلى تماسك المجتمع الإسلامي وتقوية وشائج المودة بين أفراده حتى يصبحوا كالفرد الواحد، وهي في الديمقراطية مظهر لصراع المصالح والمذاهب، وقهر الأقل عددا ولو كانوا هم النخبة الصالحة من الأكثرين ولو كانوا على غير الصواب وفي غير طريق الحق، كما أن الحاكمية في الإسلام لله، متمثلة في تطبيق كتاب الله وسنة نبيه، وهي في الديمقراطية للأمة أو الشعب ممثلا في نوابه الذين هم مصدر الأحكام.
فالأمم في الإسلام محكومة بتشريع الله الحكيم العليم، وهي في الديمقراطية محكومة بقوانين صادرة عن شهوات الناس ومصالحهم؛ سواء أتوافقت مع الإسلام أم لم تتوافق، فالمهم رأي الأكثرية حتى وإن خالفت الدين.
فتأمل كيف لبس كثير من الناس والجماعات الإسلامية على المسلمين في هذا الأمر حتى أصبح الكثير ممن ليس لهم معرفة بالأمر يتشدقون بأن الإسلام يدعو للديمقراطية، وهو منها براء.
حتى قال كبيرهم مستهزئا بمن ينفي علاقة الإسلام بالديمقراطية: "وما زال بعض الناس يرى أن الديمقراطية كفر".
إذن ماذا يطلق على مذهب يقوم أساسه على أن التشريع المطلق فيه عائد للشعب؟؟
وما هذا إلا مثال واحد لكثير من الأفكار والرؤى والمذاهب التي صورت لنا على أنها من الإسلام، وما هي منه، والسبب في ذلك أن هؤلاء القوم من النوع الثاني من الناس، من أولئك الذين إذا أعجبتهم فكرة أو أسرتهم نظرة، لم يألوا جهدا في إثباتها بالقرآن والسنة، حتى وإن أتت الأدلة الواضحات بخلاف ذلك.
المؤلم والمحزن في آن واحد أن هؤلاء القوم مستمرون في نهجهم، مندفعون في طريقهم، لا يلتفتون إلى من يدعوهم إلى العودة إلى الطريق الواضح.
يساندهم في ذلك إقبال كبير من الناس عليهم، وإعجابهم بهم، وما ذاك لأنهم رأوا منهم الحق، وإنما لأنهم كانوا لهم على ما يحبون ويشتهون، متنازلين لهم في أهوائهم وشهواتهم، ويسندهم أيضا تمهيد الطريق أمامهم، ودفع العوائق التي تصرفهم عن طريقهم الذي انتهجوه من العدو التغريبي نفسه الذي وجد في هؤلاء من يسهل عليهم نقل مبادئهم وأفكارهم بصفة شرعية يقبلها الناس ولا يستنكفون من قبولها.
وساعد في ذلك غفلة هؤلاء عن كيد الأعداء –إذ نحن لا نزعم أنهم للأعداء موالون، كلا وحاشا– إلا أنهم أُتُوا من حيث لا يشعرون. {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} [محمد: 14]، وكل ذلك الخطأ الواضح والرأي الفاضح عائد إلى ظنهم أن عقولهم ستهديهم إلى الطريق بعيدًا عن كتاب الله وسنة نبيه، فأوردوا أنفسهم وأمتهم الهلاك، وسلكوا بها شتى المسالك التي من سلكها لا محالة هالك، قال الله: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153]، وصدق الله
الرابط ( http://www.alukah.net/articles/1/3263.aspx)
ـ[الطيماوي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 02:12 م]ـ
أخي الحبيب
إذن ماذا يطلق على مذهب يقوم أساسه على أن التشريع المطلق فيه عائد للشعب؟؟
إن ضبطت بعدم تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله شو المشكلة فيها.
يعني لا يحق للشعب أن يحرم ما حلل الله لا يحلل ما حرم الله
لكن له أن يختار قيادته ويقرر موقفه في الأمور الأساسية التي تتعلق بمصيره.
فشوا المشكلة حينئذ.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 02:14 م]ـ
المؤلم والمحزن في آن واحد أن هؤلاء القوم مستمرون في نهجهم، مندفعون في طريقهم، لا يلتفتون إلى من يدعوهم إلى العودة إلى الطريق الواضح
إن كنت تقصد الاخوان فهم من خير الناس فما زلت أراهم أكثر الناس اصابة وأقلهم خطأ
طبعا من العاملين أما المتكلمين الجالسين في دورهم ومكاتبهم فلست أتحدث عنهم
خليهم في مكاتبهم لين ما يعفنوا.