تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال اِبْن شِهَاب الزهري: عَجَبًا لِلْمُسْلِمِينَ , تَرَكُوا الاعْتِكَاف , وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَتْرُكْهُ مُنْذُ دَخَلَ الْمَدِينَةَ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ.

ثانياً:

الاعتكاف الذي واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته اعتكاف العشر الأواخر من رمضان، وهذه الأيام المعدودة تعتبر –بحق- بمثابة دورة تربوية مكثفة لها نتائجها الإيجابية الفورية في حياة الإنسان في أيام وليالي الاعتكاف، ولها أثرها الإيجابي على حياة الإنسان فيما يستقبله من أيام خلال حياته التي يحياها إلى رمضان آخر.

فما أحوجنا معاشر المسلمين إلى إحياء هذه السنة وإقامتها على الوجه الصحيح الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه.

فيا فوز المتمسكين بالسنة بعد غفلة الناس وفساد الأمة.

ثالثاً:

كان الهدف الأساسي من اعتكافه صلى الله عليه وسلم التماس ليلة القدر.

روى مسلم (1167) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ، ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ (أي: خيمة صغيرة) عَلَى سُدَّتِهَا (أي: بابها) حَصِيرٌ. قَالَ: فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ، ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ، فَدَنَوْا مِنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ، ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ، ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي: إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ، فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ.

وفي هذا الحديث من الفوائد:

1 - أن الهدف الأساسي من اعتكافه صلى الله عليه وسلم إلتماس ليلة القدر، والاستعداد لقيامها وإحيائها بالعبادة، وذلك لعظم فضل هذه الليلة، وقد قال الله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) القدر/3.

2 - اجتهاده صلى الله عليه وسلم في تحريها قبل معرفته بوقتها، فبدأ بالعشر الأول ثم الأوسط، ثم استمر معتكفاً حتى آخر الشهر حينما أُعلم أنها في العشر الأواخر، وهي القمة في الاجتهاد طلباً لليلة القدر.

3 - متابعة الصحابة رضوان الله عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ إنهم بدأوا الاعتكاف واستمروا معه حتى نهاية الشهر، وذلك لشدة تأسيهم به صلى الله عليه وسلم.

4 - شفقته صلى الله عليه وسلم على أصحابه ورحمته بهم، فلعلمه بمشقة الاعتكاف خَيَّرهم في الاستمرار معه أو الخروج فقال: (فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ).

وللاعتكاف مقاصد أخرى، منها:

1 - الانقطاع عن الناس ما أمكن، حتى يتم أُنسه بالله عز وجل.

2 - إصلاح القلب بالإقبال على الله تبارك وتعالى بكليته.

3 - الانقطاع التام للعبادة الصرفة من صلاة ودعاء وذكر وقراءة قرآن.

4 - حفظ الصيام من كل ما يؤثر عليه من حظوظ النفس والشهوات.

5 - التقلل من المباح من الأمور الدنيوية والزهد في كثير منها مع القدرة عليها.

انظر كتاب "الاعتكاف نظرة تربوية" للدكتور عبد اللطيف بالطو.

الإسلام سؤال وجواب

ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[08 - 09 - 09, 07:01 م]ـ

ما ثواب الاعتكاف؟.

الحمد لله

أولا:

الاعتكاف مشروع، وهو قربة إلى الله جل وعلا. راجع السؤال رقم (48999).

فإذا ثبت هذا، فقد جاءت أحاديث كثيرة ترغب في التقرب إلى الله تعالى بنوافل العبادات، وهذه الأحاديث بعمومها تشمل كل عبادة ومنها الاعتكاف.

فمن هذه الأحاديث: قول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيذَنَّهُ). رواه البخاري (6502).

ثانيا:

وردت أحاديث في فضل الاعتكاف وبيان ثوابه إلا أنها كلها ضعيفة أو موضوعة.

قال أبو داود: قلت لأحمد (يعني الإمام أحمد بن حنبل): تعرف في فضل الاعتكاف شيئا؟ قال: لا، إلا شيئا ضعيفا اهـ. مسائل أبي داود (ص96).

ومن هذه الأحاديث:

1 - روى ابن ماجه (1781) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الْمُعْتَكِفِ: (هُوَ يَعْكِفُ الذُّنُوبَ، وَيُجْرَى لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ كَعَامِلِ الْحَسَنَاتِ كُلِّهَا). ضعفه الألباني في ضعيف ابن ماجه.

(يَعْكِفُ الذُّنُوب) أي: يَمْنَع الذُّنُوب. قاله السندي.

2 - روى الطبراني والحاكم والبيهقي وضعفه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اعتكف يوما ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق أبعد مما بين الخافقين). ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (5345). والخافقان المشرق والمغرب.

3 - روى الديلمي عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من اعتكف إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) ضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5442).

4 - روى البيهقي وضعفه عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من اعتكف عشرا في رمضان كان كحجتين وعمرتين). ذكره الألباني في "السلسلة الضعيفة" ". (518) وقال: موضوع.

الإسلام سؤال وجواب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير