تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أبو بكر الطرطوشي وكتابه: «الحوادث والبدع» دراسة وتحليل بقلم: أحمد عبد العزيز]

ـ[عبدالله بن خميس]ــــــــ[08 - 11 - 04, 07:11 ص]ـ

أبو بكر الطرطوشي

وكتابه: «الحوادث والبدع»

دراسة وتحليل بقلم:

أحمد عبد العزيز أبو عامر

لقد كان لعلماء الإسلام الأعلام موقف حازم من البدع والمبتدعة، في بيان حقائقهم وأساليبهم في فهم الشريعة والتحذير منهم ومخالطتهم، مع الحث على اتباع الوحيين، واعتبارهما منهجاً للحياة، ولما كان للطرطوشي جهدِ بارز في هذا الباب؛ ومع ذلك فهو مجهول الجهد مغمور الذكر لذى الكثير من القراء؛ ناسب التعريف به وبأعماله وتراثه الفكري، مع عرض كتابه في البدع، ووقفات على ما بذل من جهد في تحقيقه.

وسيكون الموضوع على النحو التالي: أولاً: حياته وأعماله وتراثه الفكري: هو أبو بكر محمد بن الوليد بن محمد بن خلف بن سليمان بن أيوب القرشي الفهري الطرطوشي، ولد سنة 450 هـ، وقيل بعدها بسنة في مدينة طرطوشة بالأندلس، وفيها نشأ وتعلم في مسجدها الكبير على يد بعض العلماء، ثم أخذ عن (أبو الوليد الباجي) في (سرفسطة) مسائل الخلاف، وسمع عنه وأجازه، والذي يظهر أن والده كان عالماً أو من المشتغلين بالعلم، ولذا وجه ابنه هذه الوجهة، وكانت أسرته على شيء من الثراء، ولذا عاش في وطنه حتى الخامسة والعشرين من عمره، في كنف أهه يطلب العلم ويكفونه مؤنة السعي وراء الرزق، وفي سنة 474 غادر إلى الشرق وعمره آنذاك 25 سنة تقريباً، فأدى فريضة الحج ودرّس بمكة ولم يقم بها طويلاً، فاتجه إلى بغداد حيث تلقى المزيد من العلم في المدرسة النظامية وتجول بالبصرة، ولقي بها القاضي الجرجاني، وروى عنه شيئاً من أشعاره الزهدية والتي ضمنها كتابه: (سراج الملوك) وغادر العراق وعمره آنذاك حوالي الثلاثين سنة إلى بيت المقدس وفيه لبث وقتاً يعلم الناس، ثم غادرها إلى جبل لبنان ومنه إلى أنطاكية وكانت آنذاك محاصرة من قبل الصليبيين مما دفعه إلى ترك الشام ميمماً وجهه صوب مصر، فنزل في (رشيد) فجاءه وفد من أهل الإسكندرية يحثونه على الانتقال إليهم قاضياً بعدما قتل (بدر الدين الجمالي) القائد العبيدي عدداً من العلماء، فاستجاب لهم ومن ثم استقر بالإكسندرية وبها تزوج وحفلت حياته بالنشاط والتدريس والتأليف مما جمع الناس حوله، وكان لا يغادر الإسكندرية إلا للاتصال بوزراء الدولة لنصحهم وإرشادهم مما جعل له مكانة أوغرت صدر القاضي (أبو طالب بن حديد) الذي كان منتظراً منه أن يكون من حاشيته، لكن زهد الشيخ وجرأته التي تصل أحياناً إلى نقد أحكام القاضي، كما فعل في تحريمه للمؤكولات الواردة من أوربا (كالجبن الرومي) .. كل ذلك حدا بالقاضي إلى كتابة تقرير فيه ورفعه للحاكم (الأفضل) الذي ما يزال يتذكر موعظة الطرطوشي له والتي تسمت بالقسوة فأمر الحاكم بتحديد إقامته الجبرية في (مسجد جنوب الفسطاط) ولم يخرج من إقامته تلك إلا بعد قتل الأفضل، ولما تولى (الوزير المأمون البطائحي) مكانه أكرمه وأخرجه فظل في الإسكندرية لامع النجم يفد إليه طلبة العلم من الإسكندرية ومن غيرها، ومن أهم تلاميذه من الإسكندرية (سند بن عون) العالم الفقيه الذي خلفه في التدريس إحدى عشرة سنة، وكذلك (ابن الطاهر بن عوف) والذي قام بنفس المهمة في التدريس، ومن تلاميذه الآخرين (أبو بكر بن العربي المعافري) (وهو غير ابن عربي الصوفي) وكذلك (المتمهدي بن تومرت البربري).

مؤلفات الطرطوشي: كان خصب الإنتاج وقد أحصي له أكثر من عشرين مؤلفاً ومن أهمها: 1 - الكبير في مسائل الخلاف.

2 - شرح رسالة أبي زيد القيرواني.

3 - معارضة إحياء الغزالي.

4 - العدة عند الكرب والشدة.

5 - سراج الملوك.

وفاته: توفي إلى رحمة الله سنة 525 ولعل حياته امتدت بعد هذا إن صح ما نقله ابن خلكان في (وفيات الأعيان) [1].

ثانياً: كتابه (الحوادث والبدع) [2]: قال الطرطوشي في مقدمته: هذا كتاب أردنا أن نذكر فيه جملاً من بدع الأمور ومحدثاتها التي ليس لها أصل في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا إجماع ولا غيره فألفيت ذلك ينقسم إلى قسمين: قسم يعرفه الخاصة والعامة أنه بدعة محدثة إما محرمة وإما مكروهة.

وقسم يظنه معظمهم - إلا من عصم الله - عبادات وقربات وطاعات وسنناً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير