وقبض فعولن مسموح به في المتقارب عروضا وضربا وحشوا؛ لأنه زحاف لا
يغير من الحكم على العروض بالصحة مثلا.
وهل ثمة ما يمنع عزو هذا التعبير إلى مايمكن وصفه بالمتقارب المنهوك؟
وأنا ــ بدوري ــ أستأذنكما للتعقيب على القطعة التفعيلية رقم 9.
لاحظت أن الشاعر لم يتقيد بتفعيلة المتقارب (بجميع صورها)، فأخلَّ بالوزن في أكثر من موضع، سواء في حشوها أو في فواصلها.
وسأقدم شرحا تطبيقيا لذلك.
القصيدة
قفوا نترجل
أو قفوا نتهيأ للموت شاهدة القبر ما بيننا يا غبار ويا فرس
يا سيوف ويا ساح يا دم يا خيانات
خاصرة الحرب يشملها ثوبها
كان متسخا مثل حديث الذي يتدثر بالخوص
كي لا يرى الناس سوأته
كنت أحدثكم
للحديث تفاصيله فاسمعوني
التقطيع
1ــ قفوا نـ/ ترجَّلْ (على افتراض الجزم)
2ــ أو /قفوا نـ/ ــتهيَّـ/ ــأ للمو/ ت شاهـ/ ــدة الـ/ ـقبر ما بيـ/ ـننا يا/ غبار/ ويا فـ/ ـرسٌ
3ــ يا/ سيوف/ ويا سا/حُ يا د/مُ يا خـ/ ـيانا/تُ
4ــ خاصـ/ ـرة الحر/ب يشمـ/ ـلها ثو/بُها
5ــ كا/ ن متـ/ ـسخا مثـ/ ـلَ/ حديث الـ/ ـلذي يـ/ ـتدثـ/ ـر بالخو/ص
6ــ كي لا/ يرى النا/س سوأ/ته
7ــ كنت/ أحد/ثكم
8ــ للـ/ ـحديث/ تفاصيـ/ ـله فاسـ/ ـمعوني
ملحوظات:
ـــ في أول السطر الثاني: (/أو /) على افتراض جزم نترجَّلْ، أو (/ـلُ أوْ /) على افتراض رفعها هكذا: نترجَّـ/ ـلُ أو/؛ وفي كليهما خلل في الوزن.
ـــ في آخر السطر الثالث: خلل في (/يانا /) أما التاءُ فتوصل مع بداية السطر الرابع هكذا: يانا/ تُ خاصِـ/.
ـــ في وسط السطر الخامس: خلل في (/ ـلَ /)، حيث انفردتْ بين تفعيلتين هكذا: ـسخا مثـ/ ـلَ/ حديث الـ /.
ـــ في أول السطر السابع: خلل في (/كنت /)، وأمره هين، فيمكن جلب واو استئنافية: وكنتُ /.
ـــ انقسمت بعض التفعيلات بين السطرين، وهذا شيء مقبول في شعر التفعيلة وذلك في المواضع التالية:
رَسٌ يَا (الثاني والثالث).
تُ خاصِـ (الثالث والرابع).
بُها كا (الرابع والخامس).
ـصِ كيْ لا (الخامس والسادس).
ثكمْ لِلْـ (السابع والثامن).
الاستنتاج
القصيدة ــ كما رأينا ــ ليست ملفقة، بل هي من تفعيلة المتقارب، لكن فيها ثغرات كثيرة كما رأينا؛ وهذا شيءٌ يشكو منه كثيرٌ من شعر التفعيلة، ولا يكاد يسلم منه إلا القليل.
والله أعلم.
مع تحياتي.