تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[تشريح بيت]

ـ[خشان خشان]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 07:01 ص]ـ

الخبب إيقاع مستقل بذاته يختلف عن بحور الشعر جميعا بأنه لا يحوي أوتادا ولا زحاف فيه باعتبار الزحاف حذف ساكن السبب الخفيف فحسب.

الخبب أسباب ثقيلة وخفيفة متكافئة.

يقول الدكتور أحمد رجائي كتابه القيم (أوزان الألحان – ص 58)

تصنف أعاريض الشعر في العالم إلى ثلاثة أنواع: العروض العددي والعروض النبْري والعروض الكمي." وفيما يلي تلخيص عن كل نوع:

العروض العددي: كما في العروض الإيطالي والفرنسي والإسباني ويتألف من مقاطع متساوية في الطول، بعدد متعارف عليه، والمقطع لديهم متحرك فساكن أي على وزن فعْلن وهو بذلك على شكل جزء من الخبب في العربية. وهذه هي صفات الخبب في الشعر العربي

العروض النبْري: وهو يعتمد على عدد المقاطع ذات النبرات القوية بغض النظر عما [إهمال ما] يتخللها من مقاطع ذات نبرات لينة، كما في الأشعار الألمانية ذات الأصل الشعبي، والنبرة موجودة في العربية، ولم يعرها العروض اهتماما حيث المهم فيه موضوع البنية لا لكنة الكلام وإن كنا نطبق في لفظ أي كلمة تقوية الجزء المناسب منها [بداهةً وحسب ما يقتضي المعنى والوزن] وتلطيف الباقي. [دون إهماله]

العروض الكمي: وتعبير "الكمي" تعبير غربي ومعناه التمييز بين كميات الزمن بين المقاطع القصيرة والطويلة، ويدخل في هذا العروض الإغريقي والرومي القديم.

"ونستنتج من كل ما سبق قوله، أن الإيقاع الموسيقي العربي بالأشكال التي استقر عليها اليوم هو عددي ونبري وكمي في آن واحد وهو قد يكون موصّلا أو مفصلا أو مختلطا يضم النوعين معا، فموقعه يغطي كل أنواع العروض في كل أنحاء العالم عبر التاريخ الإنساني كله، بل ويزيد عليه بما تضيفه مقومات الموسيقى إلى مقومات الشعر [بل لعل الأدق أن يقال إن هذه اللغة وعروضها مكتملان ولا يعدو سواهما أن يكون على درجة ما من سلم يرقى إليهما أو ينحدر منهما]

4 - الموصل والمفصل وببعض التجاوز يمكن القول عن الموصل في الإيقاع الموسيقي أنه ما تكوَّن من أسباب خفيفة متوالية ويكون إيقاعها رتيبا، والمفصل ما كان فيه أسباب خفيفة وأوتاد أو ما كان فيه سبب أو أسباب ثقيلة وينتقل بذلك إلى التنوع والانسيابية والتموج، ومن وسائل الحصول على المفصل من الموصل ما يعرف بالتمخير (ص179) "الذي يعني بكل بساطة، باللغة العروضية إحلال الأوتاد محل الأسباب، وهذا بالضبط ما يسميه موسيقيو عصرنا السنكبة، أي إدخال السنكوب على بنية الإيقاع بدون تغيير مدته."وفي الكلام عن الموصل والمفصل والتمخير تقاطع مع الأوزان الخببية والسببية في الشعر.

4 - (أوزان الألحان-ص68):"وزحاف الفاصلة يكون في الشعر بتسكين المتحرك الثاني منها، وبذلك تتحول (لِمَ لا) إلى (لِمْ لا) [211تكافئ 22 الإضمار أو العصب]، أي أن زحاف الفاصلة [زحاف هنا حسب المفهوم التقليدي] يحولها إلى سببين خفيفين، أما في الموسيقى فقد سبقت الإشارة إلى أن الفاصلة يمكن اعتبارها سببين أحدهما ثقيل والآخر خفيف. كما أشرنا إلى أن من المسموحات الارتجالية إجراء التبادل بينهما نظرا لتساويهما في المدة الزمنية التي يستغرقها كل منهما. غير أن زحاف الفاصلة في الشعر هو التحول من الثقيل إلى الخفيف، ويجب أن نعرف أن العكس، أي إحلال السبب الثقيل محل الخفيف غير مسموح به في الشعر." ثم جاء في الهامش: "ونرى ذاك مباحا عندما يقصد قول الشعر على وزن الإيقاع الموسيقي، وقد فعل فعل هذا بعضهم في قصائد من بحر الخبب، وجملته (فعِلن)، ومنهم نزار قباني في قصيدته المغناة:

زيديني عشقا زيديني ........ يا أحلى نوبات جنوني

22 22 22 22 ....... 22 22 112 22

ويتجلى ذلك في حركة الجيم في "جنوني" حيث يقتضي الوزن العروضي أن يكون محلها ساكنا. وقبلها قال نزار في قصيدته المغناة "قارئة الفنجان":

قالت يا ولدي لا تحزن ....... فالحب عليك هو المكتوب

22 112 22 22 ........ 22 31 31 22 5

ويتجلى ذلك في حركة اللام في "ولدي". وهذا التصرف منتقد عروضيا مقبول موسيقيا. وإن المرء ليستحي أن ينتقد شعرا سحر الجماهير."

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير