[هل الزحافات والعلل موقوفة على السماع]
ـ[جلمود]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 03:22 ص]ـ
سلام الله عليكم،
سؤال كان يشغلني منذ زمن، هل الزحافات والعلل موقوفة على السماع؟!
فبعض الزحافات تدخل تفعيلة دون أخرى: فمثلا زحاف الخبن يدخل تفعيلة (مستفعلن) دون (متفاعلن)، فهل لنا (نحن الشعراء) أن ندخل الخبن هذه التفعيلة وإن لم يسمع! وهناك أمثلة كثيرة على مثل هذه النسج والمنوال.
سماعا أم قياسا!!!
اتباعا أم ابتداعا!!!
ـ[كشكول]ــــــــ[27 - 03 - 2007, 05:31 ص]ـ
السلام عليكم
يدخل الخبن على "متفاعلن", لكنه يسمى "وقصا". فالخبن هو إسقاط الثاني الساكن, والوقص هو إسقاط الثاني المتحرك. والنتيجة: مفاعلن, وهي مساوية ل "متفعلن". وقد ترى بيتا من الشعر هنا وهناك يبتدئ أو ينتهي ب "مفاعلن". وقد تقرأ بيتا وقصت كل تفعيلاته مثل: يذب عن حريمه ويحتمي الخ ...
وكل هذا عائد إلى الذائقة والأذن الموسيقية. فقد يكتب الشاعر بيتا من البسيط لا يستقيم معناه إلا بخبن مستفعلن الثانية, وهذا الخبن قبيح, وإن كان جائزا. فيعمد إلى خبن مستفعلن الأولى أيضا, وهكذا, يحصل التوازن الموسيقي, ويصبح البيت حسنا.
نستنتج من ذلك أن الزحاف كالخال في الوجه. وعلى الشاعر أن يضع هذا الخال في مكانه اللائق به. فإن وضعه في منتصف الخشم, قبح الوجه, وإن وضعه على الشفه, لم يكن جميلا. وإن ملأ الشاعر الوجه بالخالات لم يبق من جمال الوجه شيء. فعليه أن يتخير المكان الحسن له, ويضعه فيه. كمنتصف الخد مثلا, حتى يكون كما قال الشاعر:
والخال بخدك أم مسك ... نقطت به الورد الأحمر
أم ذاك الخال بذاك الخد (م) فتيت الند على المجمر
عجبا من جمرته تذكو ... وبها لا يحترق العنبر
ولأن أذواق العرب القدماء هي أسلم وأرفع وأقرب إلى الصواب من أذواقنا, وجب علينا سن سنتهم, ونهج منهجهم في الزحاف والعلل. فإن استحسنوا خبن مستفع لن في الخفيف استحسناه نحن, وإن استقبحوا وقص متفاعلن في الكامل استقبحناه.
ولعل أحد أساتذة العروض يتكرم علينا بتفصيل أدق.
والسلام