من مبلغ الأمير أخي المكرمات ** مدحة محبرة في ألوك؟
تزدهي كواسطة في النظام ** فوق نحر جارية تستبيك
يابن سادة زهر كالنجوم ** محيياً سيادة ما أولوك
ذو الرياستين أخوك النجيب ** فيه كل مكرمة وفيك
ذو الرياستين وانت اللذان ** يحييان سُنّة غازي تبوك
لم تزالا حياً للبلاد ** والعباد ما لكما من شريك
أنتما إن أقحط العالمون ** منتهى الغياث ومأوى الضريك
يابن سهلٍ الحسنَ المستغاث ** وفي الوغى إذا اضطرب الفكيك
يا لمن ألح عليه الزمان ** مفزع لغيرك يا بن الملوك
لا ولا وراءك للراغبين ** مطلب سواك حاشا أخيكووزنها على النحو التالي:
فاعلن مفاعَلَتن فاعلاتُ ** فاعلن مفاعلتن فاعلاتْ
إلا في نحو خمسة أشطر يبدو أنه وقع في نسخها تحريف.
ولقد توارت هذه القصيدة (البديعة) في زوايا النسيان؛ ومع ذلك فلم نعدم وجود مثلها في كل عصر من عصور الشعر يخرج علينا فيها صاحبها متذمرا من طول استهلاك أوزان الخليل، لتحتل قصيدته مكانها في تلك الزوايا. وآخر تلك المحاولات ما تصدى له أخونا الأستاذ خشان خشان بالرد عليه وعلى غيره ممن يطلعون بين الفينة والفينة باكتشاف وزني جديد.
نصيحتي، إذن، لكل سدنة هيكل الخليل أن افسحوا المجال لهؤلاء الشعراء العروضيين فلعلهم يتحفوننا، كما أتحفنا رزين، ببعض من بدائعهم الجمة!
**********
وهذا ردي على تلك المشاركة:
بين الكتابة باختصار عن وزن أبيات رزين، وانتظار وفرة وقت تبدو بعيدة لإيفائها حقها، اخترت الكتابة باختصار
كل جديد في الوزن نجد له قبولا في ذائقتنا بقدر ما فيه من مشترك مع عروض الخليل، بوصفه ممثلا للذائقة العربية.
أغلب أبيات هذه القصيدة يمثله وزن البيت التالي:
قربوا جمالهمُ للرحيلِ (لْ؟) ......... غدوةً أحبّتكَ الأقربوكْ
الصدر = قر ربو جما لَ همو لرْ رحي لْ = 2 3 3 1 3 2 3 2
العجز = غدْ وتنْ أحبْ بَ تكلْ أق ربو كْ = 2 3 3 1 3 2 3 ه
قربوا جمالهمُ (و) ......... غدوةً أحبّتكا
2 3 3 1 3 ............ 2 3 3 1 3
هذا وزن المقتضب
تضحكين من سقي ................ صحتي هي العجبُ
2 3 3 1 3 ............. 2 3 3 1 3
تضحكين من سقمي يا ليالْ ............. صحتي هي العجب كالخيالْ
2 3 3 1 3 2 3 ه .................. 2 3 3 1 3 2 3 ه
تضحكين من مسقمي أُخَيّهْ .............. صحتي غدت فيّ كالبليّهْ
2 3 3 2 3 3 2 ............. 2 3 3 2 3 3 2
جاء في أهدى سبيل عن المقتضب: " أصل تفاعيله – مفعولاتُ مستفعلن مستفعلن "
مفعلاتُ مستفعلن مستفعلن = 2 3 3 2 3 2 2 3
مفعلاتُ مستعلن مستفعلْ = 2 3 3 1 3 2 2 2
مفعلاتُ مستعلن مُستعلْ = 2 3 3 1 3 2 3
مفعلاتُ مستفعلن متفعلْ = 2 3 3 2 3 3 2
وزوجية صيرورة مستفعلن = 4 3 في أواخر الأعجاز (والأشطر عموما أحيانا) إلى ما يبدو فاعلن = 2 3 و فعولن = 3 2 محور الرابط:
http://www.geocities.com/alarud/108-azwaj.html
الرقمي شكل ومضمون، ومن فوائد الشكل فيه النفاذ عبر حدود التفاعيل التي وإن عبرت عن الوزن إلا أنها قد تحجب الرؤية لأنها تعبر عن حالة خاصة من الوزن ولا تعطي المقاطع وصفها الصحيح كأسباب وأوتاد. وإن كانت الرؤية للجوهر واضحة في الرجز مثلا عندما يعبر عنه:
مستفعلن مستفت علنفعو لن
لجهة أن فعولن = 3 2 إنما هي متفعل 3 2 أي أن فعو هي سببان خبن أولهما وقد يتجاوران في شطري البيت أو بيتين من نفس القصيدة، كما في قول البهاء زهير
كَأَنَّهُ الأَشهَرُ مِن أَسمائي .......... أَخرَقُ ذو بَصيرَةٍ عَمياءِ
3 3 2 1 3 2 2 2 ................ 2 1 3 3 3 2 2 2
لا يَعرِفُ المَدحَ مِنَ الهِجاءِ .......... أَفعالُهُ الكُلُّ عَلى اِستِواءِ
2 2 3 2 1 3 3 2 ............... 2 2 3 2 1 3 3 2
فإن الأمر يلتبس على القارئ في حالات أخرى.
فاعلن مفاعَلَتن فاعلاتُ = 2 3 3 1 3 2 3 1
الأزرق سبب مزاحف أو غير مزاحف والأحمر وتد – لا يجتمع وتدان أصيلان أبدا في الشعر العربي
إن القول بهذه الصيغة من الوزن يعني جواز مجيئه على (مع تحييد المتحرك الأخير في الصدر تسهيلا)
1 3 3 2 2 2 2 3 = فعِلن مفاعلْتن فاعلا
ويبدو النص إذ ذاك (بعد تحريفه):
قرَنوا جمالا للتّرحال في .......... غدهم أحبّاءٌ قد جاوروكْ
وفي هذه الصيغة مخالفتان للقواعد العامة لأوزان البحور في الشعر العربي هما اجتماع وتدين أصيلين وتتالي أربعة أسباب.
بينما اعتبار الوزن
2 3 3 1 3 2 3 = مفعلا تمس ت علن مستعلْ
إضافة إلى خروجه من مأزقي تجاور وتدين أصيلين وأربعة أسباب يجعل من الممكن جعل الوزن
2 3 3 2 3 2 3 ه ........ مفعلا تمس تف علن مستعلْ
قربوا جمالاتهمُ للرحيلْ ........... غدوةً أحبّاؤك الأقربوكْ
وينظر إلى هذا الوزن عادة على أنه
2 3 1 - 2 2 3 - 2 3 ه ......... من الخفيف.
وهذا يجعله ثقيلا في سياق أبيات الخفيف لمخالفته ما يصفه الرقمي بالاستئثار
ثمة ظلال واحتمالات كثيرة آمل أن يستفيض الحوار حولها.
أذكر منها هنا علاقة هذا بالبيت:
أتانا مبشرنا ........... بالعذاب والنذر
3 2 3 1 3 ............ 2 3 3 1 3
كالقول:
أناخوا جمالهمُ للرحيل ............. غدوة أحبتك الأقربوك
هو موضوع شيق – يتقاطع مع هرم الأوزان – وفيه مجال للاسترسال، فليعذر القارئ الكريم ما قد يراه من عدم إحكام الربط أو عدم التناهي في الدقة والبحث.
ألا ترى أخي سليمان أن رزين نال قبولك بما له من تواشج مع الخليل كما عبرت عن ذلك مجموعاتك المتواشجة مع دوائره.
أخي سليمان، ليتك تعرف مدى إلحاح أمنية أن ينال الرقمي شرف تملكك له وسيلة تليق بثري علمك لتحمله على ما يليق به من جناح وتنطلق به إلى الآفاق التي أراك المؤهل لارتيادها.
شكرا على ما أتحته لي من استعراض لبعض فوائد الرقمي.
¥