تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وقد مر معنا أن ذلك جائز في الخبب على الإطلاق فهل ثمة من توفيق بين القولين، أرى ذلك في ما ورد من أن الخبب قد يكون أصلا لجميع الأوزان فلعله جاء في مرحلة الأصول كما يقول إخوان الصفا (أوزان الألحان - ص108):"إن أصول الوزن الشعري والإيقاع واحدة." فبقيت فيه هذه الخاصية المشتركة مع الموسيقى لقرابتهما الأوثق، وانتقلت هذه الخاصية جزئيا إلى (الرجز – الكامل) وهما أشبه ما يكونان ببحر واحد نتج من الخبب مبكرا فحمل من صفاته الفاصلة التي ينتقل سببها الأول من خفيف لثقيل وبالعكس وما (الوافر –الهزج) إلا تدوير للبحر المذكور.

واستكمالا لهذا الموضوع أضم الرابط:

http://www.geocities.com/khashan_kh/28-khabab.html

كانت هذه المقدمة ضرورية كخلفية للموضوع التالي وما فيه من عمليات جمع مباشرة لأعداد الوزن، ومجرد الجمع بدون تمييز لضبط الوزن يعني التساوي بين أصناف المجموع. وهي هناالأسباب، فالشرط هنا هو (الكم وحده)، ولا يجوز ذلك في بحور الشعر لاختلاف المعدود بين سبب ووتد، صحيح أن مجموع الشطرين قد يكون واحدا، وهذا يعني أهمية الكم ولكنه كم منضبط بأنساق معينة من الترتيب بين الأسباب والأوتاد. فهنا شرطان (كم ونسقْ)

انصبّ البحث حول وزن البيت التالي للشاعرة نوال نصر في أحد المنتديات مطلعها:

بالبعدِ فما أقسى إبعاديَ عنْ قمرٍ في ليلِ الساري

وهو من قصيدة مطلعها:

عنواني الأولُُ والتالي ...... وخيالٌ يسكن افكاري

رحماكَ بقلبٍ انت لهُ ....... كوجودِ الماءِ لأزهارٍ

حيث يتكون كل شطر من ثمانية أسباب خفيفة وثقيلة على النحو التالي (ما بين القوسين سبب ثقيل):

عنواني الأولُُ والتالي ...... وخيالٌ يسكن افكاري

عنْ وا نلْ أوْ (وَلُ) وتْ تا لي ........... (وخَ) يا لنْ دا (عَبَ) أفْ كا ري

الصدر = 8 أسباب ......... العجز = 8 أسباب

جاء في الحوار:

السر في عدم الارتياح لوزن البيت المذكور هو أن البيت يُقرأ على النحو التالي:

بالبعدِ فما أقسى إبعاديَ عنْ قمرٍ في ليلِ الساري

بل بعْ (دِف) ما أقْ سى إبْ عا (دِيَ) عن (قَمَ) (رِنْ) في ليْ لسْ سا ري

2 2 (2) 2 2 2 2 2 (2) 2 (2) 2 2 2 2 2 2

مجموع الأسباب في البيت = 17 والوزن مجموعه 34

وبقية الأبيات أسبابها 16 ومجموع وزنها = 32

هذا جانب، يتعلق بخلل طفيف في أصل النص، أماالجانب الآخر فهو أنه حتى لو كان عدد أسباب البيت = 16 ومجموع وزنه =32 فإن الشعور بالقلق تجاه الوزن سيبقى في نفس القارئ. كيف؟

سأعدل البيت لأجعله 16×2=32

بَعْدَكَ ما أقسى إبعاديَ عنْ ............ قمرٍ في ليلِ الساري

بعْ (دَكَ) ما أقْ سى إبْ عا (دِيَ) عن ........ (قَمَ) (رِنْ) في ليْ لسْ سا ري

2 (2) 2 2 2 2 2 (2) 2 .......... (2) 2 2 2 2 2 2

الصدر = 9×2=18 ................... العجز =7×2=14

البيت يقرأ شطرين بتوقف بينهما على النحو المتقدم، والحق أن شطري البيت هما

بَعْدَكَ ما أقسى إبعاديَ ............ عنْ قمرٍ في ليلِ الساري

2 (2) 2 2 2 2 2 (2) .......... 2 (2) 2 2 2 2 2 2

الصدر = 8×2=18 ................... العجز =8×2=16

فلماذا تختلف قراءتنا لشطري البيت عن واقعه فيبدو وزنه مختلا.؟

الجواب هو ما يشبه التدوير في هذا البيت، بل لعله التدوير بتعريف جديد.

وقد عرّفوا التدوير بأنه:" كون صدر البيت الشعريّ متصلاً بعجزه بكلمة "

آخر كلمة في الصدر (إبعادِيَ)، وتنتهي بالسبب الثقيل (دِيَ) ولا يمكن التوقف على الياء المتحركة التي تمسك بتلابيب (عن) التي مكانها أول العجز فتضمها ضما قبل التوقف، ولهذا يشعر القارئ أنه قد قرأ شطرين مختلفي الوزن:

الصدر الظاهري = بَعْدَكَ ما أقسى إبعاديَ عنْ = 2×9 = 18

العجز الظاهري = قمرٍ في ليلِ الساري = 2×7= 14

فيحس القارئ بهذا الخلل الناجم عن اختلاف في طول لشطرين ظاهريين يحسبهما لا شعوريا حقيقيين.

بقي أن أقول إن بعض صدور الأبيات إنتهت ب 31 وبعضها الآخر ب 22 وهذا موضوع آخر.

دائما أنصح بكتابة البيت شطرين، لعل إغفال الشاعرة لتلك النصيحة عاد بهذه الفائدة.


وما خطر لي ولأخي الأستاذ محمد الحريري خطر شيء قريب منه للدكتور محمد توفيق أبو علي في تصدير كتابه (علم العروض ومحاولات التجديد) إلى حوار -كان أحد طرفيه -حول ما اعتبره وجود خلخلة إيقاعية ما في وزن البيت:
قدموس قد سرقوا الحروف وخانوا بعدما زلت بك القدم
واعتبره ثغرة في عروض الخليل.
وقد قمت بتناول ذلك وإبداء الرأي فيه على الرابط:

http://arud.jeeran.com/thaghrah.htm
أتمنى أن أكون بهذا قد أنصفت الجميع وأولهم الشاعرة الكريمة وقدمت فكرة عن فائدةالرقمي.

ـ[د. حسان الشناوي]ــــــــ[07 - 03 - 2007, 08:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكر الله لك استاذنا الكبير

خشان

ونفع بعلمك ورؤيتك الثاقبة، وجزاك خير الجزاء.

أرجو أن تتاح لي فرصة العودة مرة أخرى لتساؤلات أود ألا تكون مزعجة.

بارك الله لك ومنك.

ولك تحيتي وتقديري.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير