أو مَنْ سَيَنشلُهُ من الوَجْد العُضالِ؟
ما في قَوامكِ من جديدٍ قَطُّ ,
ما من رأفةٍ او حكمةٍ
ما فيهِ إلاّ ضحكةٌ تُرثي لِبُقْيا صبريَ الواهي
وبُقيا صحوتي
وخياريَ المُضنى الهزيلِ على التوالي
تبغينَ رَدْعي عن شَذاكِ جَنىً
وعدلٌ أنْ أصيحَ تَبَرُّماً:
لا طابَ يومي حينَ أقنعُ بالشذا ,
كُلاًّ أريدُ ,
ومَنْ يُرِدْ ملَكوتَهُ في موتهِ
فالموتُ أهونُ ما جَنَتْهُ يدُ الدَلالِ!
طيفٌ تَنَفَّسَ أم عصافيرُ إحتَفَتْ
ورهانُها رئةُ الفضاءِ
فَيا عصافيرُ إستعيدي غنوةً ليستْ تُطالُ
ويا مباهجَها تعالي
ألقى الصباحُ عَصاهُ في كنَفِ الورود ,
أضاءَ حُنجرةَ البلابلِ ,
حيث ألمحُ غُنَّةً في ريشِها
وعلى مسافتها خَريرا
قد قيلَ ما قد قيلَ عن أسرارِ دجلةَ
إنما تبقى إجتهاداتٍ
ودجلةُ غيرَ جُرحي لن تصيرا!
وهنالكَ التبَسَتْ مَساراتي ردوداً
حدَّثَتْني عن بواطن بوحِها
طَوراً مُكابَدةً وطوراً شهوةً خَجلى
وأطواراً الى عَجَبي ظهيرا
وكذلكَ الأعشاشُ إذْ تأوي الى غاباتها
كعراقِ ما بعد الفراقِ
أروحُ أكتبهُ بريداً راجفاً
يروي حُطامَ غمائمي
لشروقهِ وغروبهِ
لشمالهِ وجنوبهِ
أو أنتمي وطناً لأعرافِ الصهيلِ
اذا شدا ,
لملامح الماشينَ كالنُيّامِ حيث توقَّفتْ أحلامُهم
مخطوفةَ النجماتِ ,
للنايِ إنحنى في الريحِ قوسَ سحابةٍ ,
لمنابعٍ تَرَكتْكَ عند شَفا الظَماءِ دلاءُها
تأريخها فُرْسٌ ورومُ!
أنا ريثما يدنو الحريقُ من العواصمِ
سوف أُدني من مناسكها صلاةً أو مَقاماً ,
مَوقِداً جمراتُهُ كالتينِ ,
بُركاناً غفا في خطوة التنِّينِ ,
تِبْرَ فضيلةٍ يهفو لهُ مَن غَشَّ او مَن بَشَّ ,
عاصفةً إوَزِّيٌّ مَداها ,
كوكباً مَحَضَتْكَ طَلْعَتُهُ من الإلهامِ مثقالاً
فتَسْتَسقيكَ أفواهُ المَناجِمِ
ثَمَّ والحَسَدُ القديمُ!
أنا أحسبُ الخطواتِ نحو الموتِ بالأنهارِ
والنارُ التي يروونَ .....
غَرَّبَ بأسَها الهَمُّ المُقيمُ
لا يُلهيَنَّكِ عن شَراري مَحْفَلٌ
هذا الجُمانُ أنا ذِراعاهُ إغتَني بعُِراهُما
عُرْساً يَهيمُ
ليلى وحاقَ بنَهدِها الصيفُ الشميمُ!
وقد إرتضيتُ بكلِّ بحرٍ لا يُفَرِّطُ بالغريقِ
غدا يمدُّ لهُ الجِرارَ مُضَمَّخاتٍ بإعترافات الندامى
وإرتعاشاتِ الخمائلِ
وإنطلاقةِ أدمُعي هيَ والكرومُ
فَسَكنْتُها مُذّاكَ
وإنثالتْ مَجَرَّاتُ العتابِ عليَّ
حين سهوتُ عن كأسي
وقد يسهو الحكيمُ!
****************
مَمْلَكتي
****
هذا العقلُ المَربوطُ كما الشاةِ بنَفْسِهْ
لا يعتَرِفُ بنَقْصِهْ.
أمشي في هذي الساعةِ
مُرْتَدياً زخّاتِ المطَرِ كمِعْطَف
من عدمِ مُبالاةِ الأنسانِ
بعمقِ هزيمتهِ وأَلْطَفْ
أقدامي يُضُيءُ لها المجهولُ الدرْبَ فَتَسعى
لا تعرِفُ حَدَّاً من وسَطِ
وكأُمِّ صِغارِ القِطَطِ!
في بَلَدي المُتَصَوِّفِ للغَلَطِ
لم أتركْ حاضِرةً
إلاّ وركلْتُ بلادَتَها بالشِعْرِ الوحشيِّ
وهل مِن بَعْدِ الشِعْرِ كلامٌ غيرِ الشَطَطِ؟
ووجودٌ غيرُ النَمَطِ؟
أما عن مَلَكوتِ الغُربهْ!
فالغربة واحدةٌ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ
لكنْ ما أدرى الغافل ما الغربهْ؟
هي في الخاطر منذ صِباي
تَلَقَّفَها - إنْ شِئتَ - كايّةِ لُعْبهْ
فالفارقُ لا محسوسْ
فهنا وهناكَ
هي استمرارٌ لشعائرَ شائعةٍ وطقوسْ
ولكي تحياها في وجدانكَ او تعتادَ مجاهلَها
وأوائلها وأواخرها
لا تحتاجَ الى قاموسْ!
******************
أغنية
****
تأخذني اللذّةُ
حين تغادرني أشيائي
حين تلامسني أعضائي
واللذّةُ بَوحُ
أسمعُ أنغاماً
يسمعني نَوحُ
واللذّةُ أصلُ التبريحِ
وشراعي العالقِ في الريحِ
واللذّة أسرارُ
أحملُ أشجاراً
تحملني ثِمارُ
وتُفَرِّقُ أشعاري بينَ دروب الأيّامِ
عرباتٌ مَلأى بحقول الشِمّامِ
واللذَّةُ تبريكُ
وعلى أسيجةِ المرعى عند الفجر
تَميسُ غِلالُ
يُشَعْشِعُ هالُ
يؤَذِّنُ ديكُ!
:
عندي من حُبِّ حبيبي قارّهْ
عندي الى رَبّي أنباءٌ سارّهْ!
***************
شراعٌ مركون
************
قلبي يَمسحُ عن شُرفتِهِِِ نبضاتِهْ
ودمي تَعِبَ من الجَرْيِ ,
مضى يحصي في وهنٍ عثراتِهْ
يتلَفَّتُ بِسُكونْ
يَحيا في عُزلتِهِ كشراعٍ مَركونْ
ما عاد الغيمَ التَيّاهْ
ما عدتُ أُفَتِّشُ عن ماضي اللّهْ
ما دُمْتَ صديقاً لتفاصيلَ صغيرهْ
وهمومٍ في الرُوحِ أثيرهْ
فستُضْطَرُّ لئن تَقْبلَ ما تعرضُهُ الأيامُ عليكَ
¥