ومن فرائسهِ الجنونُ!
فلو تُصيخُ لما جرى بالأمسِ:
أفئدةُ الصداقةِ من أعاديكَ
الطلاسمُ من معانيكَ
النوافذُ مثلما الحَجَر الأصَمُّ
الهاوياتُ كأنها الجبلُ الأشمُّ
الطيِّباتُ كأنَّهُنَّ الإثمُ
حزبُ القبرِ يبدو أخلَدَ الأحزابِ
والروبوتُ أرهفَ مُهجةً من سائرِ الأعرابِ
ويحُكَ ,
أيُّ مهوىً للمآقي حينَ تنتحلُ الضياءَ؟
البدرُ أدنى من منازلنا الينا
والسحائبُ من يدينا
فاستَلَلْتُ يراعيَ الذاوي
لتصعدَ فيكَ أنساغٌ وَرِيقاتٌ
وقد كانت لِحَدِّ اليومِ أفياءاً ترفرفُ في هوائِكْ
وانا أسيحُ دمي لتحفُظَ ما تبَقّى من دمائِكْ!
لن أستعينَ بقافياتِ الندْبِ
لا أبغي الوقوفَ على رثائِكْ
لكنني مِمَّنْ جحيمُهُمُ الجِنانُ
اذا أرادوا
والجحيمُ اذا أصابهمُ العنادُ
وإنما يبقى القرارُ بِغَضِّهِ وغضيضهِ بيدِ الحبيبِ
وكبريائي دائماً من كبريائِكْ!
أقداح مِن دون بَراح
****************
يا لَلْوحشةِ يا لَلْوحشهْ!
شَجَرٌ تتساقطُ مِنهُ فصولُ السنةِ ,
خريفٌ يختطِفُ الأضواءْ
قاماتٌ مُنْتصِبَهْ
بِظلالٍ حدباءْ
موجةُ أنهارٍ تجتاح الأعتابَ
مِياهاً صَدِئهْ
ويُشاعْ
أنَّ كؤوسي - جمراً كانتْ أمْ جُمّاراً-
غُلٌّ وخداعْ
وقصيداتي خَرَسٌ وعُصابٌ
وهي صياحُ ديوكٍ فوقَ شِراعْ
وغُرابٌ ورديُّ اللّونِ
سَنيٌّ لَمّاعْ!
الكُلُّ نفوسٌ هَشَّهْ
يا لَلوحشةِ يا لَلوحشهْ!
أنأى ,
أتعَهَّدُ رأسي بالخمرةِ
والعالمَ بالهجرةِ ,
أعوي:
لستُ بليداً فأُغامِرُ ثانيةً بالصَحْوِ!
سأبقى سكراناً حتى الأمسِ
بِذاتِ الكأسِ ,
بِذاتِ الرعشةِ ,
ذاتِ الدهشهْ
يا لَلوحشةِ يا لَلوحشهْ!
نخبكِ
********
عَناءٌ .. ثناءٌ
هَوانٌ .. جُمانٌ
فِراقٌ .. دِهاقٌ ,
فنَخْبُكِ يا وحدتي ,
وأموتْ
على مَذْبحٍ مِن نَبيذٍ وتوتْ!
مَزامير
*********
أيها الوطن ,
يا ابنَ الشرق المسحور ,
أيّها ألآمِنُ من الأمان
سأُجازيكَ هذا اليوم
ولكن ليس كما جازيتني
فَبعدما طَلَّقْتَ أحلامي ثلاثاً
سأُغَنِّيكَ , أغَنّي أنهارَكَ ثلاثاً
فَعَليكَ بأوراقي هذهِ ,
والحَذَرَ , الحَذَر
فقد تُفاجِئُكَ أفعىً نهريَّةٌ
تَطُلُّ برأسِها عليك
ولكنْ لا .....
فَمِثْلُكَ يا حاوي الأفاعي
لا يُغَنّي الأفاعي فَحَسْب
بل ويُقَبِّلُها كالمَزامير!
النهر ألأوّل قبل الميلاد
******************
رؤيا عن نهرٍ لازْوَرْديٍّ دَنِفٍ عاشقْ
أودى بِثوانيهِ الحُبُّ
دقائقَ إثْرَ دقائقْ!
وقروناً إثْرَ قرونْ
نَهرٌ جُنَّ
وثانيةً جُنَّ بهِ المجنونْ
لا أعشقُ ما فيهْ
إلاّ كُلَّ اغانيهْ
نهرٌ من خفْقِ البانْ
بضفافٍ تَتَعرّى كالجانْ
وهو بِبالي ألآنْ
يتَشفَّون بِأنْ صار يُقاطِعُ أضواءَهْ
لا أرثيهِ ولا آلاءَهْ
بل أتشفّى بالمُتَشَفّينِ ,
بِشِعري أخلقُ عَنْقاءهْ!
هكذا يصعد السيل
****************
ها هناك
ـ وحَسْبي رنينُ الدموع الفريدهْ ـ
تلالٌ بعيدهْ
ونهرٌ من الأصدقاءْ
شراعيَ يعلو فَتلمسُ قِمَّتُهُ غيمةً
كبُرَتْ في سِنيِّ العطاءْ
والنهارُ يصُبُّ سَديمَهْ
فيا صيفُ ,
يا محضَ مَنْظومَةٍ للحفيفِ
دموعاً إذاً هكذا يصعدُ السيلُ
حتى رفوفي القديمهْ!
لأيِّ المدائنِ أصْغَيتُ؟
أيَّ الملائكِ ناديتُ؟
ثُمَّ إذا الافقُ نهرٌ
فدائرةٌ من يخوتْ
يقولونَ: لا تحتجبْ
وامنَحِ الشوقَ فُرصةَ أنْ يجتبيكَ
وإيّاكَ إيّاكَ أنْ لا تموتْ!
وإياكَ أنْ لا تجوبَ المَعابِرَ
مُنْتَظِراً لحظةً آزِفهْ
تقولُ بها: يا مَدارُ
تقول ُبها: يا حِصارُ
غيابي جوابٌ
على كُلِّ أسئلةِ العاصفهْ.
صبواتٌ مُؤَجَّلة
**************
أَبَداً إذا تأوي الأحاديث الطِوالِ
لصمتها أبَدا
ويُصغي النهرُ لي ولهم سُدى
يهتاج ذِكْرُ ألأقدمين بِبالِنا
هو مُطْبِقٌ
حتى إستحالَ تَميمةً فَتوطَّدا
كَفَجيعةِ الغرباءِ
أو كالتاءِ أنَّثها السنى
أرَجُ القصائدِ نَهرُنا
واليومَ فلْيَرْحَلْ ولكنْ ليسَ مِن دوني!
بَعيداً في مَجاهيلِ السديمِ كما هيروغليفيَّةٍ
شَرَدَتْ بقافيتي التي انا مِن شوارِدِها
ومَجْدُكَ أيُّها النهرُ الطُفوليُّ الصفاءِ
بأنَّكَ الساري بهفواتي وغصّاتي ,
قَرَنْفُلَةً ذوى المَجرى
وما الشعراءُ ......... إلاّ الشيبُ
ويحُ كُهولةُ الأطفالِ ,
مَن ذا قالْ
انا ما زلتُ
أو ما زالَ ........ ؟
إني عائدٌ لِمَنابِتي وَهَجاً
وهذا ديدنُ ألأشياءِ ,
باْسمِ الماءْ
¥