أمّا أنْ أرضى وأُصدِّقَ أنَّكِ مُتِّ
لا يا ريتا
فَلقد واللّهِ تَسَرَّعتِ
فَجَلَّ جلالُ أللّهِ
وجَلَّ جلالُ الموتِ
أنا لا أرثيكِ ألآنَ
وكيفَ المائِتُ يرثي نَفْسهْ؟
فحياتي كانتْ - إلاّ في ظِلِّكِ –
دَوّاماتِ ضياعٍ تَعْسهْ
لكن خَطَفَتْني الأقدارُ بخطفِكِ خُلْسهْ.
المَسْرَح
*********
دُنيايَ المَسْرَحُ بالمقلوبْ
مَثَّلْت ُومَثَّلْتُ على خَشَباتِ المَسْرحِ هذا
لكنْ مَحْضَ ذُنوبْ
نُحْتُ ونُحْتُ على خشباتِ المسرحِ هذا
حتى تُوِّجَ مَجدُ نواحي
بالمنفى الإلِكترونيِّ
وليلِ الصَفَقاتِ وضَحْكِ المُنْتَجَعاتِ
وما لا يُحْصرُ بالحاسوبْ!
أصفارٌ , أرقامْ!
وغداً أمضي
صوبَ شموسٍ خُضرٍ
زهراً ذابلْ
وعزائي أشعاري الباقيةُ
وإنْ غضِبَتْ بابلْ!
الثُكْنة
*********
أيها الشرقُ ابتَعِدْ
قالتْ خُطايْ
فتأَمَّلْتُ القَطا ترحلُ للشرقِ
وقد حَذَّرْتُها
فانْثَنَتْ تسألني: مِمَّ؟ لماذا؟
حينَها قلتُ:
أما تكفي إجاباتٍ عَصايْ؟
سَقَمي في الروحِ لا في الجسمِ ,
أطلالٌ فضاءُ الوطنِ المقهورْ
ثُكْنَةٌ كلُّ مَغانيهِ وصُفارّاتُ إنذارٍ ,
جحيمٌ مِثلَ نيرانٍ بلا نورْ
ذاكَ عيشٌ لو وعى جُرْحَ كياني
لافتداني
لكنِ الدنيا غَرورْ.
كيلا أضيع
*********
نحنُ المُشاهَدُ والمُشاهِدْ
أجسادُنا تسعى بنا
ولها - ولا ندري – مَقاصِدْ
فهنالكَ انتَظَمتْ عُرى الأكوانِ في رَهَفٍ
كما انتظَمَتْ قلائدْ
إذْ فيمَ فيمَ سيُقْتَلُ الجَسَدُ؟
ومَن الذي بالعودةِ الأُخرى غداً يَعِدُ؟
إنسانُنا إذْ يُستَباحُ فإنهُ
وُلِدَتْ جَنازَتُهُ لدينا
قَبلما يَلِدُ
في كلِّ يومٍ صرتُ أصرخ: لن أعودَ لمَعقلِ الأخبارِ!
سوف أَهدُّ داري
وكيف صار بنائيَ الوَرَقيُّ دارْ!
يا أجملَ الأحلامِ تنحَتُها يدُ الأحجارْ
أسلَمْتُ قافيتي نَجيعي
كيلا أضيعَ ولا تَضيعي
كيما أظلَّ على ارتقابٍ
إنما هُما دمعتانِ وقد سَكَبْتُهُما
فاين هي الدموعُ الباقياتُ الى الربيعِ؟
ما أتَّقي ذَبْلُ الهواءْ
ما أبتغي فرحٌ كما فرح الدِّلاءْ
حزنُ الحياةِ وأهلُها
يمشونَ أجساداً من الأضواءْ
وإذا استحالَ وعَزَّ ذاكَ
فضحكةً لو يقطفونْ
رُغْماً عن الزَعَلِ المُدَلّى من خدودِ التينِ واللَّيمونْ!
لو يعرفونْ
كم قد توَحَّشْنا
وكم صُمَّتْ عيونْ
كَوني فقيراً منذُ جيلٍ ... لا يهمُّ
فمنذُ أيةِ حِقْبةٍ رأَفَتْ بأهليها السنونْ؟
لكنني مُتَضَوِّرٌ من تُخمةٍ
هي هذهِ الجَمَراتُ
رغبةُ كائنٍ في أنْ يكونْ!
بلا سُلَّم
*********
شمسُ الضحى ترقى بلا سُلَّمِ
كماردٍ يخرجُ من قمقُمِ
او عَبَقٍ ينسلُّ من ميسمِ
شمسُ الضحى تختارني زوجاً أثيراً لها
فأعتلي الغيمَ وتجتاحني
من شَبَقِ العري تلاوينُ
وما من لُجَّة النشوة من عاصمِ
وحالما يُطبق جُنْحُ المغيبْ
أهبطُ في خيطٍ من المسكِ
وغارٍ صبيبْ
وتستطيلُ الهمومْ
تحتَ سماءٍ دسْمةٍ بالنجومْ!
ويسدلُ الدانوبُ فوق الموج خُصلاتهِ
كسارقٍ أنجُماً
يخشى عقاباً قريبْ!
ألمْ تكن خُصلاتُه تقتفي
صرحاً وأنصاباً فِدى الريحِ؟
وهل أحتفي
بجَنّةِ النسيانِ في مأواكْ؟
ام انني أكتفي
بالأمسِ مرميّاً على سجادة الأشواكْ؟
ام اصطفي الحُبَّ
وبالحُبِّ اذا قلتُ: كُنْ
يكون ما لمْ يَدُرْ
او لم يَجُلْ او يَمُرْ
في خَلَد الأفلاكْ؟!
بين يَدَيْ الحُمّى
**************
مُدُنٌ أمشي على أطراف أصابعِها
صَفٌّ من أشجارٍ
بعضٌ يتغَذّى على البعض الآخر ,
ينهشُهُ
وشواطيءُ تتوقَّفُ عند البابِ ,
شراعٌ يترجَّلُ
مخلوقاتٌ دونَ ملامحَ تتبُّعني , تُصيءُ
وحُمَّرةٌ تنقرُ صوتي كالثَمَرِ الذابلِ ,
مَرعىً ,
أُجْزمَ:
شرنقةٌ ما في داخلها عذراءُ ولكنْ محضُ بَغيٍّ!
وعدوٌّ يصبحُ خِلاًّ
أرأيتَ
قنافذَ
مَلْمَسُها الدِّيباجُ!
وينقلبُ المنظرُ
أسرجُ آثارَ خُطىً لنَعاماتٍ ,
هذي أشياءٌ تألفني
إذْ أتوقَّفُ عن شُربِ شَظايا زُجاجِ الخمرةِ
أصرخُ:
النجدهْ!
والموقدُ مثل دِلاءٍ ترشق جسدي
ببرادة حُمّى ,
تَغزلُ لي ألبِسَةً من جِلدي ,
وأَلهو بأنْ أنتُفَ ذَقنَ الغابةِ!
وفحيحُ أفاعٍ دونَ رؤوسٍ ,
أبنيةٌ شاهقةٌ تتعالى نحوَ سماءٍ ذات نجومٍ قارصةٍ ,
وصهاريجُ ستَهبِطُ ,
أُمّي تسقطُ في بُركةِ طينٍ ذهبيٍّ
فأُحاولُ أنْ أنقُذَها لكنَّ قيودي ...
عاشوراءُ وقرقعةٌ حولي
سَيفٌ لا مرئيٌّ يقطعُ رأسي
مُبتدِئاً بالأسرارِ
¥