تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ما أثمنَ ما ضيَّعتُ إذ لم أكُ شاهداً عند تبلُّج هذه الأنوار ...

فرسان الفصيح هنا يتناوشون البيان وأغيب!! إني إذاً لمن الغافلين ...

أستاذنا المهندس؛ قلت في أبياتك الستة - وأراها ستصبح ديواناً عذباً -:

يا مشرفين على الفصيح أحبّكم * وأحب ناديكم بكل كياني

لستُ من المشرفين؛ ولكني أحبّك، و أُجِلُّكَ ...

جئتُ لأسجل الحضور، وأتشرف بإلقاء تحية المساء على أحد أعمدة الفصيح ...

طاب مساؤك أستاذنا الفاضل ...

سأظلُّ هنا، لن أبرح ...

دمت بخير ....

ـ[المهندس]ــــــــ[03 - 05 - 2005, 07:22 م]ـ

تكاثرت علي الديون المستحقة من ترحيب بكل من زار تلك الصفحة،

وكتب كلمة سرتني ودفعتني للمواصلة،

وما كنت أحسب أنني حين كتبت أبياتي الستة أنني سأكون محل حفاوتكم،

ولا زلت أذكر أول أربعة أبيات كتبتها،

وكنت وقتها أرص الحرف إلى جانب الحرف،

وأعجز عن التعبير عن معنى فأنتقل لغيره،

وانتظرت أياما فلم أجد من معلق،

فعلقت على ما كتبت قائلا:

{أما عن محاولتي الشعرية الفاشلة،

فيبدو أن الإخوة قد أحجموا عن التعليق عليها أدبا منهم،

وسوف أنقد نفسي نيابة عنهم:

الوزن مضبوط في الغالب وهو من بحر السريع:

(بحر سريع ماله ساحل * مستفعلن مستفعلن فاعل)،

وربما يخلو من أي زحاف أو علل،

ولكنه يفتقد السلاسة والعذوبة،

وهو أشبه بالولادة المتعسرة،

والمعاني فيه ناقصة وليس فيه انطلاق،

ويغلب عليه التكلف، وقلة عدد أبياته تدل على العجز،

وينطبق عليه المثل القائل:

"ربَّ خفٍ خيرٌ منه الحفاء"،

فدعك من الشعر يا مهندس فلست بشاعر.}

وكنت قد قرأت قصة الأصمعي مع الخليل:

(يُروى أن الأصمعي ذهب إلى الخليل يطلب العروض،

ومكث فترة فلم يُفلح حتى يئس الخليل من فلاحه،

فقال له يوماً متلطّفاً في صرفه: قطَّعْ هذا البيت:

إذا لم تستطعْ شيئاً فدعهُ * وجاوزْهُ إلى ما تستطيعُ

فذهب الأصمعي ولم يرجع، وأعجب الخليل من فطنته)

فقررت أن أترك هذا الذي أحببت كما فعل الأصمعي

ولكن كلمة في نهاية تعليق أستاذي حازم،

فتحت لي الباب مرة ثانية، فقد قال:

{ختامًا، أرجو لك مزيدًا من التوفيق،

وأرَى أنَّ خطواتك الأولَى في كتابة الشِّعر، كانت موفَّقة،

وليست خطوات مبتدئ، " ما شاء الله "،

مع عاطر تحاياي}

وفي رد تالٍ لأستاذي (وكنت قبلها أحاول محاكاة أسلوبه العذب)، قال:

{كُلَّ الحُروفِ رَوائِعٌ إنْ طُرِّزَتْ * وحُروفُكَ الفُصْحَى أجَلُّ وأرْوَعُ

أستاذي الكريم / " المهندس "

" ما شاء الله "

ما أجمل ما سطَّره يراعُك، وما أروع ما حَوتْه رِقاعُك، وما أحرَى أن يَسمو بك إبداعك.

قد طُرِّزت أثواب المعاني، في حواشي كلماتك، واختال الربيع بين ثنايا عباراتك.

وتألَّق الذوق الرفيع، في جنبات نثرك، وانسكب الأدب البديع، من عذب نهرك

ثمَّ تزعم بعد ذلك، وتقول: إنك لا تستطيع مجاراة أساتذتي الكرام.

والله، لا أراك إلاَّ أستاذا، تسير معهم في الرَّكب، جنبًا إلى جَنب، إنْ شَرَّقوا شَرَّقت، وغَرَّبتَ إن مالوا إلى الغرب.

زادك الله من نَعمائه، وفَتح عليك بَركاتٍ من أرضِه وسمائه.}

أما عن قائمة الدائنين فهي كالتالي (حسب أقدمية الدين):

الأستاذ أبو سارة (في مشاركته الرابعة)

الأستاذة عاشقة لغة الضاد

الأستاذ بديع الزمان

الأستاذة سمط اللآلئ

الأستاذة المستبدة

الأستاذ سامح

الأستاذ حازم

الأستاذ الأهدل

الأستاذ الطائي

وأما سبب تراكم تلك الديون، فيرجع لانشغالي بمنتدى النحو

حيث أقتحم الصعاب وأتحاور مع أساتذة لست في مستواهم،

وأجد نفسي مضطرا للمذاكرة

وكنت قد حملت عندي ألفية ابن مالك

وشرح ابن عقيل على الألفية

بالإضافة إلى حاجتي لمذاكرة العروض

وربما أتجول في المنتدى وكلما أجد شاعرا يعجبني

أحييه بأبيات على نفس الوزن والقافية لقصيدته

فمنها تحية، ومنها تدريب لي.

بعد هذا الحديث الطويل سأعرض عليكم أبياتا،

كتبتها في منتدى النحو والصرف:

أستاذَنا يا مبدعًا بزمان (1) = يا عطر نادينا لكلِّ أوان

يا ناثرَ الدرِّ البديع بروضنا = شذراتِ تبرٍ لؤلؤٍ مرجانِ

وأضاء نبراسٌ (2) تألّقَ حرفُهُ = حَمَلَ اسمُهُ مِمَّا وصفتُ معاني

أما الأغر فلست أنكر علمه = لكن لينَ الطبع شأنٌ ثانِ

أستاذُنا مُتلأْلئٌ هو حازمٌ = قد حاز قصبَ السبقِ والإتقانِ

قبْلَ البِنَا يسعى إلى تهذيب ما = بالأرْض منْ وهْدٍ ومنْ كثبانِ

حتى إذا أرسى الأساس مقوَّمًا = رفع البناءَ كأمتن البنيانِ

وأطل مشرفُنا الكبيرُ العمدةُ (3) = أوصى بنبذ تناوشٍ وطِعانِ

في الوجْهِ أوْ في النَّحْرِ كلٌ يستوي = ما كان بالتّلْميْح والتبيان

ولقدْ أتيْتُ ولمْ يغبْ عن ناظري = أني هنا في مرتع الأُسدانِ

ما قلت من حق فليس بقوتي = ولَئنْ ضللتُ فذاك من شيطانِ

من يلتفت لبناء مجدٍ زائلٍ = ينسى اليقينَ (4) مُعَمِّرًا للفاني

(1) الأستاذ بديع الزمان

(2) الأستاذ النبراس

(3) الأستاذ أبو محمد

(4) اليقين: يقصد بها الموت

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير