تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنا لاحظت أخي العزيز لغتي التي سطرت فيها هذه القصيدة، وأمعنت النظر في مفرداتها فلم أجد تلك اللغة التي تجعل منها قاموسا علميا، أو حديثا سوقيا يستحق أن نقف عليه، أو ندور حوله، حبَّات، إنعكاسات، جسر، المنجم ... ، قد أتفق معك من منظور تاريخي بأن هذه الكلمات لا تصلح للغة الأدبية عموما، واللغة الشعرية خصوصا، عندما كان الجاحظ يعيب على الشعراء استخدامهم لكلمات مبتذلة، سوقية. ولكن كان هذا قبل قرون طويلة، وأين نحن الآن من عهد الجاحظ، لقد شهد الشعر على امتداد عصور طويلة تطورات كبيرة من ناحية النقد، ومن ناحية الصياغة، ومن ناحية البحر والوزن، وما وافق ذلك من ظهور مدارس شعرية كالكلاسيكية والرومانسية والرمزية، كلّ هذا أدَّى إلى تطور اللغة الشعرية، وخصوصا في مدرسة الشعر الحر حيث إن من أهم خصائص هذه المدرسة هي: بساطة الكلمات واقترابها من لغة الحديث اليومي، وهو مانراه عند صلاح بعد الصبور، ونزار قباني وهذا الأخير كان ديوانه بجانبي عندما بدأت بكتابة هذه القصيدة:)

سؤالك أخي العزيز: هل يباح له عدم الارتباط بوحدة لهذا الخيال فيكتفي بجمع الألفاظ الشعرية وسبكها دون ترابط؟!!

وأعلم أن هذا السؤال من باب الإستفهام الإنكاري، ولكني سأجيب.

الشعر أخي العزيز ليس نظريات علمية 1+1=2، الشعر هو تنفيس عن النفس الإنسانية التي قد تتوه بين دهاليز الخيال، فتجدها حينا في أعالي الجبال، وتجدها حينا تحت أعماق البحار، وتجدها بين أوراق الأشجار،ولكل مكان إحساس آخر، وتعبير آخر، الشعر أخي ليس علما له قوانين محددة، وأطر معينة، تجبره أن يسير بخط واحد لا يحيد عنه، أنت عندما تجبر الشاعر على أن يتخذ من الوحدة الموضوعية سبيلا له، وطريقا له فإنك حتما سوف تجبره على أن يتخلى عن جيشان العواطف التي يشعر بها، وسيجد نفسه محصورا جدا في زاوية الوحدة، وأعتقد أن ذلك ليس من التعبير الشعري في شيء؛ الذي يقوم على كُتل الأحاسيس والعواطف، التي قد تمر على الشاعر، وليست كُتلة كتلك الكتلة التي في ذهن زهير بن أبي سُلمى عندما قال معلقته والتي رأينا فيها الوحدة الموضوعية لان قصيدته دارت حول موضوع واحد وهو المدح.

قلت:

((أنت تبقى للوجود / انعكاسات البشر))

إنْ عكس البشر؛ فالبشر ليسوا جميعاً يستحقون المدح!!

ربما لم تفهم المعنى أخي

مثلَ مالغيثُ هَمَى

مثل مالبدرُ ظَهَرْ

مثلَ ما زادَ الضما

مثلَ ما غابَ القَمَرْ

كل هذه انعكاسات في الكون، بين شي جميل وآخر غير جميل

هو كهذه الإنعكاسات بين الحضور والزوال، فحضوره كظهورالقمر وزواله كغياب القمر، وحضوره كنزول الغيث، وزواله كازدياد الضما، ولست أنا فقط من يشعر بهذه المشاعر بل عموم البشر يشعرون بما أشعر تجاهه.

لفظة يفنى:

هذه اللفظة أعتقد أنها أعمق في التعبير من لفظة يذوي؛ لأن من سمع لفظة يذوي سيطير ذهنه نحو الذبول والجفاف، ولكن ماذا بعد الذبول هو الموت والفناء، وهذا ما قصدته وهو شدة التأثر، إضافة إلى أن كلمة يذوي آخرها ياء قبلها مكسور، أما يفنى فآخرها ألف مقصورة قبلها فتحة مما يعني أن يفنى أخف بالنطق من يذوي ويظهر ذلك جليا عند الاستبدال، وأيضا فإن هذا الكلمة أخف بكثير من مستشزرات امرئ القيس، و من قلاقل المتنبي التي قلقل فيها بيته، وهؤلاء هم أسياد الشعر العربي، فما بالك بشخص مثلي لا يزال في بداية طريقة؟.

أخي العزيز سامح:

أقف لك احتراما وتقديرا أمام كل كلمة سطرتها يدك، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تذوقك للشعر، وقدرتك الفذة في النقد والتحليل، والوقوف أمام كل عبارة، وكل جملة في ثنايا القصيدة.

تحياتي لك المعطرة بريحان الزهور، وأريج الورود؟

والسلام عليكم.

وحي اليراع،،

ـ[وحي اليراع]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 06:42 ص]ـ

إستدراك:

جميل بأن تكون للقصيدة وحدة موضوعية، ولكن غير جميل أن يجبر الشاعر نفسه على هذه الوحدة، بل الأجمل أن يطلق العنان لخياله، ولكن أيضا في حدود حتى لا تكون القصيدة طلاسما يصعب تصورها أو إدراك كنهها.

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[02 - 07 - 2005, 04:33 م]ـ

شاعرنا وحي اليراع

تحمسك الفتيُّ في الفصيح له دويُّ، فما الذي أغضبك أيها الرضيُّ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير