تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[26 - 02 - 2006, 12:18 ص]ـ

أخي الشاعر

عندما ينشر الشاعر قصيدته؛ فهو يعرض بضاعته، تكسد ُ أو تروجُ، تفتضح العيوب، أو تتبرج المحاسن، القضية أن تهدي إليَّ عيوبي، وأن تقول لي هنا أجدت، هناك لم تُجِد، هنا جيد، هناك رديء، هنا أسففتَ، هناك أبدعتَ، وهكذا بعيدا عن عيون الرضا، وبعيدا عن عيون السخط.

أنت لا تعرف شخصي، وأنا لا أعرف شخصك، كلانا يتطلب الجمال الفني الحقيقي، ليس بيينا مصالح الرياء، وليس بيننا شحناء العداء.

فانقد دون هوادة، فإن تتحسس من النقد أحد فتمثل مع الشاعر:

متاركة السفيه بلا جوابٍ

أشد على السفيه من الجوابِ

لقد دعوتني في مشاركة سابقة إلى إطلالة على قصائدك، وقد فعلتُ، غير أنني لم أعلق عليها، لأن النقد مثلما الشعر لا تعلم متى ينفلت شيطانه من عقاله.

أيها الشاعر المتمكن فصاحة وبيانا، المفعم عاطفة وإحساسا!

لقد أسعدتني بأنك قرأتَ القصيدة، أليس جرى بفيك شعري فحسبي.

ـ[عماد كتوت]ــــــــ[07 - 03 - 2006, 08:05 م]ـ

poem font="Simplified Arabic,7,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 ali

أخي جهالين أرجو أن تعذرني بداية لتأخري عن إنجاز وعدي بإلقاء الضوء على القصيدة، وذلك لظروف مرت بي، وأرجو ألا تقول بعد قراءة رأيي (ليت تلك الظروف استمرت).

حينَ كانَ العيدُ عيدا لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيدا

برأيك أخي جهالين هل هذا البيت مناسب ليكون مطلع قصيدة؟ أنا أجيب بالنفي وكان يجب عليك أن تعتني بالمطلع أكثر من ذلك، لأن مطلع القصيدة هو مفتاحها وعنوانها، لذلك حرص الشعراء قديما وحديثا على الإعتناء به لأنه يهيء نفس السامع لما يستقبل من الكلام.

فَدَعوني في حِدادٍ أَحْتَسي المَنْفى وَحيدا

إن المبالغة امر مألوف عند الشعراء، ولكن المبالغة الشديدة، في كثير من الأحيان تضر البيت ولا تنفعه، وهذا ما حصل في هذا البيت، (أحتسي المنفى) مبالغة مذمومة، وخاصة في كلمة (أحتسي).

آهِ لَيْسَ الظَّهْرُ فولاذاً ولا الصَّدْرُ حَديدا

ُكلَّما اشْتَقْتُ بِلادي زَجَّني الشَّوْقُ بَعيدا

طالَ في التّيهِ رَحيلي فَتَوَطَّنْتُ القَصيدا

انظر هنا في هذه الأبيات إلى الفرق بينها وبين ما سبقها، فهنا قوة في السبك وروعة في الصورة على بساطتها، وانسيابها واضح والتكلف بعيد عنها، وانظر كذلك إلى حسن اختيارك لكلمة (التيه) وكيف لمست بها عدة جروح بكف واحدة.

شِخْتُ أَسْتَلُّ هُتافاً مَوْطِني عِشْتَ مَجيدا

مَوْطِني صَخْرُ عِنادٍ خابَ مَنْ يَغْزو عنيدا

مَوْطِني إِنّي خجولٌ لَمْ أُجِدْ إِلا النَّشيدا

وخَجولٌ مِنْ حَنيني كادَ يُرْديني كََميدا

وخَجولٌ أَنَّني الصائِدُ أستجدي مَصيدا

وخَجولٌ أَنَّكَ المَصْفودُ أُشْجيكَ بَريدا

بَيْنَنا النَّهْرُ وقَوْسٌ مِنْ خُطىً تَنْداحُ بيدا

إلى هنا طغت المباشرة على الرمز والصورة، وكان في الأبيات تذبذب شديد بين الارتفاع والهبوط، مع أن المتلقي عندما يتهيأ لسماع الأبيات التي تلي (شخت أستل هتافا) يتوقع شيئا آخر أكثر عمقا وسخطا وحرارة.

ذاكَ سَفْحُ القُدْسِ يُسْبى كَتِفاً يُقْتادُ جيدا

ذاكَ سَفْحُ القُدْسِ يُقْتَدُّ سَماءً و صَعيدا

ذاكَ سَفْحُ القُدْسِ وَيْحي كَيْفَ أَفْديهِ قَعيدا

خَيْلُ أَعْمامي تَهادَتْ فَوْقَ أَضْلاعي وَئيدا

وثَعابينُ أَشِقّائي تَساقَتْني رَقيدا

صِحْتُ إخواني فَتَلّوني جبيناً و لَديدا

ما معنى (تساقتني رقيدا)؟ و (قتلوني جبينا ولديدا)؟ أنا بصراحة لم أفهم شيئا.

وَيْكَأَنّي صَيْدُ صُبْحٍ فَأَحاطوني طَريدا

يا سَكاكينُ خُذيني سَيِّدا عَزَّ وَريدا

فعلا إن أمرك عجيب أخي جهالين فمن يقرأ هذين البيتين يحس أنهما من قصيدة أخرى لجمالهما، (ياسكاكين خذيني) لقد كنت موفقا باستخدام كلمة (خذيني) بدل (اقتليني) لأن الأخذ حمال أوجه، ويسمح للمتلقي أن يطلق عنان خياله في الصورة، فالبيتان فيهما عاطفة متقدة ومرارة.

وأرجو أن تعذرني يا أخي لعدم الإطالة ولكنها محطات أحببت أن أقف وإياك عندها.

[/ poem][/QUOTE]

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[08 - 03 - 2006, 09:29 م]ـ

أخي الشاعر

أجل ثم أجل، فمطلع القصيدة لا يرتقي إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه المطالع، فقد كان مباشرا إلى حد النثر العادي، غير أني استسلمت لأول خاطر، فقد كانت القصيدة ردا على رسائل التهنئة بالعيد عيدا سعيدا.

والمبالغة في احتساء المنفى، فإن كان البيت قد أظهرها على صورة مذمومة، فمرارة المنفى حقيقة أعيشها، لعلي أوفق في وصفها يوما ما.

أما تساقتني رقيدا فمن الواضح أنني لم أوفق في الصورة، فالثعابين لا تستقي دم النائم، ولا تستقي دم المستيقظ، لا عدا مما بدا، فقد كانت صرخة ساذجة.

أما (قتلوني) فهي (فتلّوني) من تل الجبين، واللديد هو العنق.

ولقد خشيت في البداية من أن القصيدة لم تعجبك البتة، عندما قلتَ في مشاركتك الأولى: أرجو أن تتحملني، وزادت خشيتي عندما قلتَ في مشاركتك هذه:

وأرجو ألا تقول بعد قراءة رأيي (ليت تلك الظروف استمرت).

فها أنا ذا قرير العين بإضاءاتك الخاطفة تذوقا واستحسانا، فقد آنستُ نيران إرشادك محتفلا بقبس من الوعد، ومغتبطا بمجثم حمامة النقد.

ولكن

ألا تلاحظ معي أن القصيدة هربت، أو لعلها حذفت، فلم أجد بيتا واحدا منها في مشاركتي الأولى التي أرسلت فيها القصيدة.

أرجو أن لا يكون في القصيدة ما يوجب حذفها، وإن كان فيها ما يوجب الحذف، فأنا أشد على يد حاذفها شكرا واعتذارا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير