تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[سراج 22]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 11:59 ص]ـ

عجيب أمركم يا أهل الفصيح، فالشاعر كتب قصيد نقدها له شخص آخر وقال له إن مستواها متواضع وفيها من الهنات الكثير والشاعر اعترف بالمستوى المتواضع لقصيدته، وأقر بما فيها من أخطاء، ثم تأتون بعدها وتقولون له: الله، ما هذا الإبداع، قصيدة رائعة، اين كنت مختبئا؟ فعلا أمر عجيب.

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 01:37 م]ـ

عجيب أمرهم حقا

أولا: عدم العناية الكافية بالمطلع

قال الناقد:

حينَ كانَ العيدُ عيدا لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيدا

برأيك أخي جهالين هل هذا البيت مناسب ليكون مطلع قصيدة؟ أنا أجيب بالنفي وكان يجب عليك أن تعتني بالمطلع أكثر من ذلك.

فقال صاحب القصيدة:

أجل ثم أجل، فمطلع القصيدة لا يرتقي إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه المطالع، فقد كان مباشرا إلى حد النثر العادي، غير أني استسلمت لأول خاطر، فقد كانت القصيدة ردا على رسائل التهنئة بالعيد عيدا سعيدا.

يعترف صاحب القصيدة بنثرية المطلع

ثانيا:المبالغة شديدة في بيت من القصيدة

قال الناقد:

فَدَعوني في حِدادٍ أَحْتَسي المَنْفى وَحيدا

إن المبالغة امر مألوف عند الشعراء، ولكن المبالغة الشديدة، في كثير من الأحيان تضر البيت ولا تنفعه، وهذا ما حصل في هذا البيت، (أحتسي المنفى) مبالغة مذمومة، وخاصة في كلمة (أحتسي).

قال صاحب القصيدة:

والمبالغة في احتساء المنفى، فإن كان البيت قد أظهرها على صورة مذمومة، فمرارة المنفى حقيقة أعيشها، لعلي أوفق في وصفها يوما ما.

يرى صاحب القصيدة أنه لو وافق على أن المبالغة مذمومة ناقد ثان وثالث، فعليه أن يدرك أنه لم يوفق في الصورة.

ثالثا: تساؤل الناقد عن معنى عبارتين

قال الناقد:

ما معنى (تساقتني رقيدا)؟ و (قتلوني جبينا ولديدا)؟ أنا بصراحة لم أفهم شيئا.

فقال صاحب القصيدة:

أما تساقتني رقيدا فمن الواضح أنني لم أوفق في الصورة، فالثعابين لا تستقي دم النائم، ولا تستقي دم المستيقظ، لا عدا مما بدا، فقد كانت صرخة ساذجة.

أما (قتلوني) فهي (فتلّوني) من تل الجبين، واللديد هو العنق.

يعترف صاحب القصيدة بأن " تساقتني رقيدا " صرخة ساذجة، ويبين للناقد أن القاف التي ظنها في " قتلوني " هي فاء.

أإذا ما اعترف صاحب قصيدة بعدم التوفيق في بيتين أو ثلاثة من قصيدة تقارب السبعين بيتا، فهل ينسحب عدم التوفيق على كل القصيدة؟

وإذا ما انتقد ناقد أبياتا من القصيدة أو كل القصيدة، فهل يعني ذلك أن رأيه ينسحب على جميع ناقدي القصيدة؟

قد لا تعجب القصيدة، وقد تعجب، والأهم من الإعجاب أن أعرف كثير الهنات، وتواضع المستوى.

ـ[نسيبة]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 03:10 م]ـ

عجيب أمركم يا أهل الفصيح، فالشاعر كتب قصيد نقدها له شخص آخر وقال له إن مستواها متواضع وفيها من الهنات الكثير والشاعر اعترف بالمستوى المتواضع لقصيدته، وأقر بما فيها من أخطاء، ثم تأتون بعدها وتقولون له: الله، ما هذا الإبداع، قصيدة رائعة، اين كنت مختبئا؟ فعلا أمر عجيب.

-------

لولا اختلاف الأذواق لبارت سوق النقد

-------

للناس في ما يعشقون مذاهب

-------

اعتراف الأستاذ الشاعر ببعض هنّات قصيدته التي ذكرها الأستاذ الناقد لم ينقص من قيمة القصيدة بقدرما علّمنا كيف يكون النقد وتطارح الأفكار برقيّ.

النقد الذي يختلف عن إبداء (الرأي الشخصي) المتحرر من قيود (لماذا).


هناك القراءة
هناك النقد وله أهله و مدارسه
هناك الدراسة ولها أهلها و أدواتها
لكن ما كتبتُه في حق القصيدة الجميلة، لا يعدو كونه انطباع تلميذ عن قصيدة أستاذ.
جزاكم الله خيرا.

ـ[أبو طارق]ــــــــ[13 - 07 - 2006, 03:46 م]ـ
بارك الله فيك أستاذ سراج. وقديماً أعجب الكثير بقول القائل:

وانّي لَتَعْروني لذِكراكِ فَتْرةٌ = كَما انْتَفَضَ العُصفورُ بَلّلهُ القَطْر
حتى جاء بعد ذلك من ضعف هذا المعنى وقال: ما كان عليه أن ينساها ليتذكرها.
وقد قلت:

وفيها من الهنات
ووجود الهنات في قصيدة ما لا يعني سخافتها , وخلوها من الجمال والإبداع.
وإن كنتُ مخطئاً فوجهني هداك الله.
دمت لنا موجهاً ومعلماً.

ـ[محمد الجهالين]ــــــــ[14 - 07 - 2006, 12:15 م]ـ
شكرا لنسيبة، هذا التذوق العالي، وهذا التطرق الفاصل لخيارات متلقي الإبداع قارئا ناقدا دراسا.

شكرا لأبي طارق، هذا الربط الذي لا أستحقه، فأين صاحب القصيدة من أبي صخر الهذلي.

عودة إلى المطلع

حينَ كانَ العيدُ عيدا = لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيدا

فقد كان عاديا في رأي الأستاذ شاعر، أخي الحبيب الغائب، وقد وافقته على ذلك من حيث الصناعة الشعرية، فهذا المطلع العفوي العاجل، كان سبب القصيدة التي لم تكن إلا مقطوعة مرتجلة، ردا على رسالة تهنئة بالعيد، تكونت من البيت الأول والثاني والثالث من القصيدة هكذا:

حينَ كانَ العيدُ عيدا = لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيدا
فَدَعوني في حِدادٍ = أَحْتَسي المَنْفى وَحيدا
عِمْتُمُ الأعْيادَ شَمْلاً = وأنا عِمْتُ شَريدا
أما من حيث عادية المطلع، والمبالغة التي رآها الأستاذ شاعر من وجهة نظره في البيت الثاني، فقد كان احتفالي بتلك المقطوعة غنائي الترديد، بكائي الترويد.

كيف لا وصاحب القصيدة ابن النكسة والنزوح، ما زال منذ أربعين عاما مبالغا في الحداد الوطني، ما زال يردد:
عيدنا يوم عودتنا

يرددها المنفيون ويرددون في كل عيد عبارة التهنة: كل عام وأنتم بخير، عيد سعيد.
غير أن صاحب القصيدة لم يقل يوما تلك العبارة، لم يجب يوما على تلك العبارة، كان يصل رحمه ويردد:
عيدنا يوم عودتنا

كان يستمع إلى منشد الثورة أبي عرب في صباح كل عيد باللغة المحكية الفلسطينية:
يما لو جاني العيد
ما في عيد بيسعدني
ونا عن دياري بعيد

يأتي العيد فيلبس المنفيون الجديد، غي أن صاحب القصيدة لم يلبس في عيد لباسا جديدا، لم يقدم حلوى العيد في بيته رغم انتقاد ضيوفه، لم يتناول حلوى العيد عند أحد رغم انتقاد مضيفيه.

وما زال صاحب القصيدة يردد:

حينَ كانَ العيدُ عيدا = لَمْ أَقُلْ: عيداً سَعيدا
فَدَعوني في حِدادٍ = أَحْتَسي المَنْفى وَحيدا
عِمْتُمُ الأعْيادَ شَمْلاً = وأنا عِمْتُ شَريدا
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير