[حزب التحرير .. الخلفيات والجذور]
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:07 م]ـ
حزب التحرير يعد من الأحزاب التي ظهرت بعد سقوط الخلافة الإسلامية، ويتبنى أطروحات وأفكار بعيدة عن الكتاب والسنة، وأفراده لا يهتمون بالعلم الشرعي، وليس لهم علماء، ويعلمون أفرادهم كره العلماء وعدم الأخذ منهم، بل ويشترطون على أعضائهم ألا يقولوا قولا ولا يتخذوا موقفاً يخالف موقف الحزب، ويقولون: >إن الحزب يتبنى ما تبناه الحزب، فصار ما تبناه الحزب هو وحده حكم الله في حقه .. < ولذلك فأغلب اتباع هذا الحزب يطبقون نشرات الحزب ولا يعرفون أكثر من الأوامر الحزبية، مما جعل ينطبق عليهم قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - الناس ثلاث: عالم ومتعلم وهمج رعاع اتباع كل ناعق، حيث إنهم يرددون الأقوال الحزبية، كإقامة الخلافة بوصفها فرض الفروض وغير ذلك من الشعارات، بينما نجدهم لا يهتمون بأبسط الفروض والواجبات، وسنحاول توضيح صورة هذا الحزب وجذوره السياسية والعقدية، حتى لا ننخدع بالشعارات البراقة، التي يرفعها أصحاب هذه الأفكار البدعية، الذين بدأوا الظهور إلى العلن في الآونة الأخيرة لتجميل صورتهم، حتى ولو بالإدعاءات الكاذبة، وأنهم يتبنون سياسة الغاية تبرر الوسيلة.
شهد القرن العشرين بعد نهاية الخلافة العثمانية بروز جماعات دينية >مسيسة< التوجه، ترى في دخول معترك السياسة أملا في النهضة بالأمة والعودة بها إلى ما كانت عليه من عز وقيادة، وقدم كل من هذه الأحزاب عملاً وطرح منهجاً كان لابد من دراسته لما فيه خير الأمة.
ومن هذه الجماعات >حزب التحرير< وهو حزب يحض المسلمين على العمل لاستعادة الخلافة التي سقطت في نظر الحزب منذ بداية هذا القرن ومنذ ذلك الوقت تراجعت الأمة وفقدت كيانها وهيبتها بين الأمم.
غير أن هذه الحركات تجاهلت تراجع الأمة في دينها والذي بسببه تراجعت في دنياها وفقدت من القوة والأرض السؤدد والكرامة بقدر ما فقدت من دينها، وتخلفت عن الدور الحضاري نتيجة طبيعية لتخلفها عن الدين، وأكمل الكفار طريق العلم الذي وقفت عنده هذه الأمة، وغدا ضعفها وتخلفها فتنة لأمم الكفر الذين وظفوا تقدمهم العلمي لصالح دينهم وجعلوه علامة على صحته.
وتأصلت هذه الحركات على أصول الحماس والعاطفة، وتقلد رايتها أشخاص تعلموا الرغبة والحماس ولم يتعلموا العلم، فتخبطوا وتخبط من ورائهم من تبعهم، واستفاد عدو المسلمين من هذا التخبط وهذه العشوائية، وغلب عليها اعتماد وسائل مرتجلة آلت بالمسلمين إلى زيادة ضعف ومنحت عدو المسلمين الذريعة وراء الذريعة.
وصار العمل الدعوي مرهوناً موقوفاً تعطله المواقف السياسية فلا دعوة عندهم حتى تعود الأرض وحتى يعود الحكم! ولكن لم تسترد الأرض ولم تسترد الخلافة، ومات كثيرون على ملل الكفر، وتحملت الأمة إثم تركهم بلا دعوة وخسر الإسلام أعداداً هائلة ممن ماتوا على غيره من الملل.
لماذا الكلام عن حزب التحرير؟
ولقد صار لحزب التحرير علامة بها يعرف وهي الطعن في خبر الواحد وعذاب القبر حتى غدت هاتان المسألتان من أهم وأول ما يجب اعتقاده، بل صار جدلهم حول خبر الواحد وعذاب القبر يفوق كلامهم عن الخلافة التي هي قضيتهم الأم وشغلهم الشاغل.
وكان اللائق بهم الابتعاد عن الخوض في هذه المسائل التي لا خبرة لهم بها بحكم انشغالهم بمسائل السياسة، ولكنهم لم يفعلوا، بل أخذوا يثيرون الشبهات ويتهمون مخالفيهم بمخالفة الدين وظهروا للناس بأنهم أكثر إصلاحاً وعلماً من أهل الحديث.
وينطلق رؤساء الحزب ومنظروه في هذه المسائل من منطلق المذهبين الأشعري والماتريدي، وهما مذهبان كلاميان ينطلقان من علم الجدل والكلام الذي اتفق أئمة أهل السنة على ذمه والتحذير منه.
مؤسس حزب التحرير
قبل الكلام عن الحزب نوجز ترجمة لمؤسسه، وهو: تقي الدين النبهاني - رحمه الله - حفيد يوسف بن إسماعيل النبهاني، الذي كان أحد غلاة التصوف وصاحب الكتاب الضخم المشهور >جامع كرامات الأولياءإجزم< بقضاء حيفا، وحفظ القرآن ودرس الفقه على يد والده الشيخ إبراهيم النبهاني.
¥