ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:27 م]ـ
قوله بلا كيف ونسبته إلى السلف غلط، لأنه يقصد به التفويض، وجل المؤلفين حين العزو إلى مذهب السلف ينقلون ذلك قاصدين نفي الكيفية مطلقا لا الجهل بها، لأن الكيف عندهم الهيئة والهيئة عنه مرفوعة، فليتنبه!
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره لسورة الاعراف الاية 54:
(وَقَدْ كَانَ السَّلَف الْأَوَّل رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ لَا يَقُولُونَ بِنَفْيِ الْجِهَة وَلَا يَنْطِقُونَ بِذَلِكَ , بَلْ نَطَقُوا هُمْ وَالْكَافَّة بِإِثْبَاتِهَا لِلَّهِ تَعَالَى كَمَا نَطَقَ كِتَابه وَأَخْبَرَتْ رُسُله. وَلَمْ يُنْكِر أَحَد مِنْ السَّلَف الصَّالِح أَنَّهُ اِسْتَوَى عَلَى عَرْشه حَقِيقَة. وَخُصَّ الْعَرْش بِذَلِكَ لِأَنَّهُ أَعْظَم مَخْلُوقَاته , وَإِنَّمَا جَهِلُوا كَيْفِيَّة الِاسْتِوَاء فَإِنَّهُ لَا تُعْلَم حَقِيقَته. قَالَ مَالِك رَحِمَهُ اللَّه: الِاسْتِوَاء مَعْلُوم - يَعْنِي فِي اللُّغَة - وَالْكَيْفَ مَجْهُول , وَالسُّؤَال عَنْ هَذَا بِدْعَة. وَكَذَا قَالَتْ أُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا. وَهَذَا الْقَدْر كَافٍ , وَمَنْ أَرَادَ زِيَادَة عَلَيْهِ فَلْيَقِفْ عَلَيْهِ فِي مَوْضِعه مِنْ كُتُب الْعُلَمَاء. وَالِاسْتِوَاء فِي كَلَام الْعَرَب هُوَ الْعُلُوّ وَالِاسْتِقْرَار.)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 03:35 م]ـ
أحسنتم يا إخوان.
أخي توبة من خلال نقلك لكلام شيخ الإسلام نستطيع أن نقول هذه الجملة (وإن كنت لا أقول به ولا أختاره) مدسوسة عليه أليس كذلك.
أخي أبو عائشة، توبة هي أخت كريمة معنا في الملتقى بارك الله فيك.
حينما تكلم العلماء عن تفسير القرطبي، قالوا عنه تفسير جيد إلا أنه لا تؤخذ منه الأسماء و الصفات.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:08 م]ـ
بارك الله فيكم،الظاهر والله أعلم، أن العبارة محل الاشكال ليست من كلام القرطبي -رحمه الله-،و إن ثبت التصريح أعلاه كما نقله الشيخ ابن تيمية -رحمه الله- في درء التعارض "دون تلك الاضافة"فهو لا يتعارض مع بقية أقواله في مواضع أخرى من تفسيره.
هل هناك مخطوطة أو نسخة أخرى لكتاب القرطبي (الأسنى) بتحقيق آخر غير طبعة طنطا،لعله وهم من محقق الكتاب أو سقط ما في النقل؟؟