ـ الحاصل: أن المباح بحد ذاته ليس فيه ثواب و لا عقاب، لا فعلا و لا تركا، لكن إذا كان وسيلة لمأمور به، فهو مأمور به، و إذا كان وسيلة لمنهي عنه فهو منهي عنه.
الفائدة 29
19ـ و ضابط المكروه عكس ما ندب .. كذلك الحرام عكس ما يجب
ـ ضابط المكروه: يعني تعريف المكروه.
ـ عكس ما ندب: أي ما في تركه الثواب، و لم يكن في فعله العقاب. (هذا من حيث الحكم و الثمرة).
ـ و الحرام عكس ما يجب: أي ما عوقب فاعله، و أثيب تاركه.
الفائدة 30
ليس كل تارك للمحرم يكون مثابا، فتارك المحرم على أقسام:
1ـ ألا يطرأ على باله إطلاقا، فهذا لا يثاب على الترك لأنه لم يهم به.
2ـ رجل هم بالمحرم، فتركه لله، هذا يثاب. (إنما ترك هذا من جرائي)
3ـ رجل تمنى المحرم، لكن لم يفعل أسبابه، يعاقب على النية والدليل:
قصة الرجل الذي قال:ليت لي مثل مال فلان، فأعمل فيه عمله.و كان فلان يضيع المال و يلعب به.قال النبي صلى الله عليه و سلم: (فهو بنيته فهما في الوزر سواء).
4ـرجل هم بالمحرم، و سعى في أسبابه، لكن عجز عنه، هذا يعاقب عقوبة الفاعل و الدليل:
قول النبي صلى الله عليه و سلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار) قالوا: يارسول الله، هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال صلى الله عليه و سلم: (لأنه كان حريصا على قتل صاحبه).
و الحاصل: تارك المحرم أربعة أقسام، و ينطبق كلام المؤلف على قسم واحد منها.
الفائدة 31
يسأل الشيخ العثيمين رحمه الله الطلاب بصورة مفاجئة:
هل تعرفون نبيا من الأنبياء ترك معصية لله؟
فيجيبون بسرعة: يوسف عليه السلام!
فيقص الشيخ عليهم الموقف و ما فيه من حكم و عبر ...
و هذا من حكمته ـرحمه الله ـ حيث ربط القصة بموضوع الدرس و هو ترك المحرم لله في سياق الموعظة و التعليم (فلله دره رحمه الله).
الفائدة 32
20ـ و ضابط الصحيح ما تعلقا ... به نفوذ و اعتداد مطلقا
ـ الصحيح: ما تعلق به النفوذ و الاعتداد، أي ماكان نافذا معتدا به فهو الصحيح، و ضده الفاسد ما لم يكن نافذا، و لا معتدا به.
الفائدة 33
ـ النفوذ في العقود، و الاعتداد في العبادات:
1ـ فيقال: هذه الصلاة معتد بها و لا يقال نافذة.
2ـ و يقال: هذا العقد نافذ، و لا يقال معتد به.
الفائدة 34
الصحيح من العقود ماكان نافذا تترتب عليه أحكام العقد:
مثاله:
رجل باع سلعة على آخر، على وجه تمت به الشروط، و انتفت به الموانع، هذا نافذ، و لا نصفه بأنه معتد به.
وتترتب عليه الأحكام من انتقال السلعة إلى المشتري و انتقال الثمن إلى البائع، هذا نسميه صحيحا.
الفائدة 35
الفاسد من العقود ما لم يكن نافذا و لم تترتب عليه الأحكام:
مثاله:
رجل باع شيئا مجهولا بثمن معلوم، وتم العقد، قال:بعتك عبدي الآبق أو جملي الشارد، فقال: اشتريت.
هذا بيع فاسد، ولهذا لا ينفذ و لا تترتب عليه الأحكام، و لا ينتقل به ملك المبيع إلى المشتري، و لا ملك الثمن إلى البائع.
مثال آخر:
رجل تلزمه صلاة الجمعة، باع سيارته على آخر، تلزمه صلاة الجمعة بعد ندائها الثاني، السيارة معلومة، و الثمن معلوم، و الرضا موجود.
لا يصح، هو بيع فاسد، لأنه لا ينفذ، و لا تتعلق به الأحكام، و السيارة لصاحبها البائع، و الثمن للمشتري.
مثال آخر:
رجل أوقف بيته، و هو مرهون، هذا فاسد، لأنه لا ينفذ، و المرهون لا يباع، و لا يوقف، و لا يوهب.
نقول هذا غير صحيح، لأنه ليس بنافذ.
الفائدة 36
الصحيح من العبادات ما كان معتدا به و ضده الفاسد:
مثاله:
إنسان صلى نفلا مطلقا عند طلوع الشمس، فصلاته غير صحيحة، لأنها لا يعتد بها.
مثال آخر:
إنسان صلى العصر، لكنه قد أحدث، و نسي الحدث و صلى، ثم ذكر بعد أن صلى أنه محدث، فصلاته غير صحيحة، لأنه لا يعتد بها، فلا بد أن يعيدها.
الفائدة 37
21ـ و الفاسد الذي به لم تعتدد .... و لم يكن بنافذ إذا عقد
الفاسد: هو الذي لا يعتد به من العبادات، و لا ينفذ من العقود.
ـ فكل عبادة تمت شروطها، و انتفت موانعها، فهي صحيحة، معتد بها.
ـ وكل عقد تمت شروطه، و انتفت موانعه فهو نافذ.
ـ و ما لم تتم شروطه، أو وجدت به الموانع فهو فاسد لا يعتد به، و لا ينفذ.
الفائدة 38
يطرح الشيخ بحثين لهما تعلق بالموضوع:
1ـ هل الفاسد و الباطل بمعنى واحد؟
2ـ هل يجوز تعاطي الفاسد من العبادات، و من المعاملات؟
(قمت بحذفهما و لنا عودة إليهما بعد إتمام المتن إن شاء الله).
الفائدة39
22ـ و العلم لفظ للعموم لم يخص **للفقه مفهوما بل الفقه أخص
ـ العلم لفظ للعموم و الفقه أخص.
ـ سبق أن الفقه معرفة الأحكام الشرعية العملية المتعلقة بأفعال المكلفين، إذن لا بد أن نعرف ما هو العلم، و ما هو الفقه، و أيهما أعم؟
ـ العلم أعم، لأن العلم يشمل الفقه و التوحيد و الحساب و الفلك، كل شيء.
ـ أما الفقه، فيقول المؤلف "بل الفقه أخص"، و قد سبق تعريفه، فعلم العقائد لا يدخل في الفقه اصطلاحا، علم النحو كذلك و غيره ... كل هذا لا يدخل في الفقه اصطلاحا، لأنه أخص. و الله أعلم.
الفائدة 40
يطرح الشيخ سؤالا فيقول:
إذا فعل الانسان المختلف فيه معتقدا حله، هل نعامله كمعاملة من يرى أنه غير صحيح؟ .......
(سنرجع إليه بعد إتمام المتن إن شاء الله ... )
*******************
تم الشريط الأول من السلسلة العلمية المباركة لشيخنا العلامة الفقيه: محمد بن صالح العثيمين ـ عليه سحائب الرحمة و الغفران ـ.
اللهم لك الحمد و الشكر التامان الأكملان كما يليق بجلالك و كمالك ... يا رحيم يا رحمن.
أرجو أن نستفيدوا أحبتي في الله ....
و أبشركم أنه لم يبق من الأشرطة إلا سبعة فقط!!! ...
و الربع قادم، ثم النصف .... ثم الإتمام بإذن الله العزيز العلام ....
فابقوا معنا ... (ابتسامة)
¥