به كثير من الحركات الوطنية، فأسس الصحف المختلفة و شارك في الكتابة فيها، كما بدأ في بث اطروحات سياسية كالحياة النيابية، و البرلمان، والمشاركة الشعبية، و المجالس الوطنية ممَّا أسهم في تسخين الشارع المصري.
ـ ولم يتجه جمال الدين الى المشاركة السياسية العلنية ضد الانجليز و القصر الملكي إلا حوالي سنة 1876 بعد تطبيق سياسات التدخل الانجليزية.
ثم بدأت خطورة جمال الدين تكبر شيئاً فشيئاً، و غي سنة 1878 كانت له
الكلمة الفصل في الحياة السياسية عبر أدواته الاعلامية و السياسية من خلال
تلاميذه الماسون الذين تسنموا المناصب العليا في الدولة.
و هناك من انخدع به كأحمد عرابي باشا، مِمَّا جرَّ ـ على ارض الكنانة ـ الكثير من الويلات، و أنواع المضائق والأزمات.
بل وصل بالأفغاني الأمر أن فكر في اغتيال الخديوي إسماعيل أثناء مروره على كوبري قصر النيل، فقد كان جمال الدين متفقًا على برنامج الحكم مع ابنه توفيق الذي كان الأفغاني قد نجح في ضمه إلى محفله الماسوني.
الوضع السياسي خلال عهد اسماعيل باشا:
الخديوي إسماعيل هو ابن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا المولود عام 1830 م، خامس حكام مصر من أسرة محمد علي باشا، و اسماعيل هو الذي أغرق مصر بالديون و ان كانت تلك الديون قد ابتدأت في عهد سلفه محمد سعيد بن محمد علي ـ من1854 إلى 1864ـ. الذي منح امتياز شق قناة السويس لصديقه المهندس الفرنسي " دي ليسابس " بشروط مجحفة جرَّت على بلاد مصر الويلات فيما بعد.
ولد اسماعيل في القاهرة عام 1830،. و أتم دراسته في باريس، و عاد الي مصر حيث أصبح وريثا شرعيا للعرش.
وفي 18 يناير 1863 أصبح إسماعيل والي مصر بعد وفاة عمه سعيد باشا، و كان الأمير " حليم " شقيق اسماعيل باشا هو الوريث الشرعي " لإسماعيل باشا " بناءا على بروتوكول الوراثة القديمة , إلاَّ أنَّ إسماعيل نجح في أن يجعل الوراثة لابنه توفيق أكبر أبنائه , بعد أن أنفق هدايا ورشاوي للباب العالي للحصول على فرمان 1866 لتحويل الولاية الى أكبر أبنائه.
ثم فرمان 1867 للحصول على لقب الخديوي.
و خلعته إنجلترا عن العرش في 1879نتيجة لتبذيره الذي جر على البلاد التدخل الاجنبي، بعد أن ضغطت على السلطان العثماني لاستصدار أمر بعزله و تولية ابنه توفيق.
و بعد عزله سافر على الفور إلى ناپولي بإيطاليا، ثم انتقل بعدها للإقامة في الآستانة.
حيث توفي في 2 مارس 1895.
النشاط الماسوني في عهد إسماعيل:
كان إسماعيل باشا ماسونيا صرفاً كجدَّه محمد علي، وكان متأثرا جدا بالحياة في أوروبا , و ذلك جرَّاء اقامته للدراسة في فرنسا، فكان يحلم بأن يجعل فرتسا قطعة من الغرب، و لذلك فقد لجأ اسماعيل باشا إلى استمالة حكام اوروبا له , فكان يهدي كل واحد منهم يزور مصر مسلة فرعونية وهي التي تظهر في ميادين العواصم الأوروبية الآن.
وحين تولى حكم مصر ألقى مقاليد البلاد لليهود والماسونيين الذين كانوا يسيطرون على نظام الحكم في مصر ويتحكمون في شئون البلاد اقتصاديا وسياسيا.
ـ وزاد النشاط الماسوني في مصر في عهد اسماعيل باشا جدَّا , واحتل الماسونيون في عهده أعلى المناصب في البلاد , فكان رئيس الوزراء والوزراء والمديرون وكبار الشخصيات في مصر من الماسونيين الذين كانوا قد عادوا من فرنسا , و منح اسماعيل الماسونيين ألقاب " باشا " و " بك " و " أفندي " دون غيرهم من المواطنين.
والتف اليهود حول " إسماعيل باشا " وأحسوا بأنه فريسة سهلة يمكن توريطها والزج بها في المستنقع الذي ترسمه له الصهيونية العالمية .. واستغل اليهود حماس " إسماعيل باشا " في أنه يريد أن تكون القاهرة مثل باريس التي عاش فيها.
ـ ثم فتح " إسماعيل باشا " الوظائف الحكومية العامة على مصراعيها لليهود , ولاسيما في أقسام وأقلام الحسابات والترجمة , وبدأ اليهود في تحقيق آمالهم في السيطرة على مصادر المال والذهب في مصر.
¥