[نبي الله دانيال عليه السلام "منقول".]
ـ[محمد المبارك]ــــــــ[15 - 10 - 07, 12:59 م]ـ
نبي الله دانيال عليه السلام
اعداد: بنت نجد) منتدى الجزيره)
موقع نساف
http://www.nssaf.com/
منتديات نساف
http://www.nssaf.com/vb
دانيال نبي من أنبياء بني إسرائيل، له سفر باسمه في كتاب أهل الكتاب يتميز عن أكثر الأسفار بأمور، وإن كان يشاركها في المشكلة العامة وهي وقوع التحريف أو التعديل، ومن ميزاته:-
1 - وضوح عقيدة التوحيد فهو يسمي الله تعالى بإله السموات خلافاً لتك الأسفار التي تسميه رب القوات (وهي تسمية يهودية تكشف عن النظرة اليهودية لله وللناس). وهو يصف الله بما لا نظير له في غيره، فهو الحي القيوم الذي له الحكمة والجبروت والعلم والتدبير والقدرة، وأنه رب الملوك وكاشف الأسرار والمستحق وحده للسجود والعبادة، وأن السحر والكهانة والتنجيم باطل ... الخ.
2 - تطابق ما فيه من النبوءات مع الواقع المعلوم بالتواتر من أحداث التاريخ بحيث لا يشك فيها إلا مغرض.
3 - اشتماله على بشارات صريحة بختم النبوة وظهور الرسالة الأبدية.
4 - اشتمال نبوءته على أرقام محددة ظلت مدار بحث وجدل طوال التاريخ.
أما دانيال نفسه فهو أشبه الأنبياء بيوسف u ، إذ هو غريب مضطهد لكن الله يرفعه بالعلم وتعبير الرؤيا لدى الملك، وهو داعية توحيد لا تثنيه الفتن عن ذلك.
وله في الإسلام حادثة مشهورة رواها ابن إسحاق وابن أبي شيبة والبيهقي وابن أبي الدنيا وغيرهم، عن التابعين الذين شهدوا فتح "تستر" ومنهم أبو العالية ومطرف بن مالك، وفيها مما يهم موضوعنا هنا أن الجيش الإسلامي الفاتح وجدوا " دانيال وهو ميت على سرير لم يتغير منه شيء إلا شعيرات من قفاه، وعند رأسه مصحف فأخذوا المصحف فحملوه إلى عمر t فدعا له كعب الأحبار فنسخه بالعربية ((قال أبو العالية فأنا أول رجل قرأه -قال الراوي عنه-: فقلت لأبي العالية: ما كان فيه؟ قال: سيرتكم وأموركم ولحون كلامكم وما هو كائنٌ بعدُ)) ([1])!!.
فالنص إذن مترجم إلى العربية، وعلى يد الماهر الخبير كعب الأحبار، وقرأه من قرأه فلا يستبعد أن يكون علماء الإسلام المؤلفون في البشارة بمحمد e من الكتب السابقة " كابن قتيبة وابن ظفر " قد اطلعوا عليه، وإن لم يكن الأمر كذلك وكان مصدرهم نسخ التوراة في عصرهم فهو أبلغ وأقوى. فهم غير متهمين في نقلهم وأهل الكتاب المعاصرون لهم لم يكذِّبوهم فيه!!
بل قال ابن قتيبة كما نقل عنه شيخ الإسلام في الجواب الصحيح:
((وهذه البشارة الآن عند اليهود والنصارى يقرأونها ويقولون لم يظهر صاحبها بعد)).
ومع ذلك فنحن هنا لن نعتمد على ما ننقله عن العلماء المسلمين بل على ما هو موجود بين أيدي أهل الكتاب اليوم.
نبوءة دانيال العظمى:
رأى الملك نبوخذ نصر (أو بختنصر) رؤيا أزعجته استدعى السحرة والعرافين لبيانها وتأويلها فعجزوا كلهم، ولكن دانيال تضرع إلى الله تعالى فألهمه الرؤيا وتفسيرها، ولما دخل على الملك قال له:
((السر الذي طلبه الملك لا تقدر الحكماء ولا السحرة ولا المجوس ولا المنجمون أن يبينوه للملك، لكن يوجد إله في السموات كاشف الأسرار وقد عرَّف [الإلهُ] الملكَ ما يكون في الأيام الأخيرة)).
وشرح ذلك قائلاً:
((أنت أيها الملك كنت تنظر وإذا بتمثال عظيم. هذا التمثال العظيم البهي جداً وقف قبالتك ومنظره هائل. رأس هذا التمثال من ذهب جيد. صدره وذراعاه من فضة. بطنه وفخذاه من نحاس. ساقاه من حديد. قدماه بعضها من حديد والبعض من خزف. كنت تنظر إلى أن قطع حجر بغير يدين فضرب التمثال على قدميه اللتين من حديد وخزف فسحقهما. فانسحق حينئذ الحديد والخزف والنحاس والفضة والذهب معاً وصارت كعصافة البيدر في الصيف فحملتها الريح فلم يوجد لها مكان. أما الحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلاً كبيراً وملأ الأرض كلها. هذا هو الحلم. فنخبر بتعبيره قدام الملك:-
¥