[امام اهل السنة]
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 12 - 07, 02:18 م]ـ
إمام أهل السنة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك نبينا محمد، ما تعاقب الليل والنهار وعلى آله وأصحابه الطيبين الأطهار، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم القرار. أما بعد ...
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أحبتي كماوقرأتم - إمام أهل السنة وما من قارئ إلا ويعرف من هو إمام أهل السنة! إنه أحمد بن حنبل - بلا منازع - , فإذا أطلقت هذه الكلمة قصد بها أحمد بن حنبل الذي عُقِدَ له اللواء. وإنني علم الله أتقال نفسي أن أتكلم عن رجل كهذا الإمام الأشم الفخم المعظم الذي هو امام من أئمة الدين، وحافظ من حفاظ السنة، وهو إمام في فنون كثيرة.
لماذا نتحدث عن هؤلاء؟:
أولا: عند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة، فإن ذكرهم ذكر للعلم الذي يحملون، والمذهب الذي ينتحلون، والدين الذي إليه يدعون، والسنة التي بها يعملون. فما ذكروا لأنهم من العرب مثلا، وما ذكروا لأنهم أثرياء يملكون من المال والفرش والريال، وما ذكروا لأنهم من أهل السلطان والمراسيم. لا, إنما ذكروا لأنهم من أهل الله تعالى الذين إذا ذكروا ذكر الله تعالى، وإذا أُثِني عليهم أثني على الدين، وإذا أحبوا فبحب الله تعالى أحبوا.
ثانيا: إن العبد في هذا الطريق الطويل يحتاج إلى الأسوة، والقدوة , ولا شك أن الأسوة العظمى إنما تكون برسول الله صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}
وامام كالامام احمد انما هو من الائمة الذين حفظو لنا السنة
فإن الله تعالى جعل لهذا الدين وهذا العلم من كل خلف عدوله , ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، ويعيدون الناس إلى السنن الأول والطريق المستقيم الذي كان عليه النبي الكريم عليه من ربه الصلاة والسلام
أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني أبو عبد الله المروزي ثم البغدادي , خرجت به أمه حملا في بطنها من مرو ثم ولد ببغداد وبها نشأ ومات - رحمة الله تعالى - , كان ميلاده سنة 164هـ، وطاف البلاد لطلب العلم. دخل الكوفة والبصرة ومكة والمدينة واليمن والشام والجزيرة وغيرها. وهو عربي من بني ذهل بن شيبان، ولكنه كما قال يحيي بن معين: ما افتخر علينا قط بالعربية ولا ذكرها .. بل قال عنه محمد بن الفضل: وضع أحمد عندي نفقته وكان يجيء في كل يوم فيأخذ منها شيئا, قال فقلت له يوما: يا أبا عبد الله بلغني أنك من العرب , فقال: يا أبا النعمان نحن قوم مساكين. قال: فلم يزل يدافعنى حتى خرج ولم يقل شيئا!! إن الإمام أحمد يعلم أن الفخر ليس بالعروبة , فمن العرب من دُست أنوفهم في الرغام، ومن العرب من هم حطب جهنم هم لها واردون؛ أبو جهل وأبو لهب ما نفعتهم عروبتهم.
الناس من جهة التمثال أكفاؤ ~~~~~~ أبوهم آدم والأم حواء
فإن يكن لهم من أصلهم نسبا ~~~~~~ يفاخرون به فالطين والماء
ما الفضل إلا لأهل العلم إنهم ~~~~ على الهدى لمن استهدى أذلاء
وقدر كل امرء ما كان يحسنه ~~~~~ والجاهلون لأهل العلم أعداء
فلم يكن الإمام أحمد يفتخر بعروبته، ولا يلقى لها بالاً.
طلب الحديث وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشر سنة على الأكثر، وما زال يطلب الحديث حتى مات , وقد رؤي على كبر سنه وفي يده دواة وكاغدا يكتب به وهو يركض بين الشيوخ , فقال له قائل: يا أحمد هذا على كبر سنك , قال: نعم , مع المحبرة إلى المقبرة. إن العلم لا يعرف الكلمة الأخيرة , والعالم مثل الذي يشرب من البحر لا يزداد بسعة علمه إلا عطشا ورغبه إلى العلم. حج رحمة الله خمس حجج منها ثلاث كان ماشيا على رجليه , وفي أحد هذه الحجج منذ ذهب وإلى أن رجع لم تزد نفقته على ثلاثين درهما. قال الشافعي - رحمة الله تعالى -: خرجت
¥