سيرة الإمام الزاهد مُعتزِل الفتن؟؟
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[23 - 09 - 07, 08:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سيرة الإمام الزاهد مُعتزِل الفتن
هو إمام من أئمة المسلمين.
آتاه الله العلم، فأخذ منه بِحظٍّ وافر.
ولذا لما أطلّت الفتنة بقرونها ولاّها ظهره واعتزلها، رغبة فيما عند الله، وطمعاً في سلعة الله الغالية.
هو مِن صغار الصحابة رضي الله عنهم، ومع ذلك صار عالماً من علماء الصحابة يُشار إليه بالبنان.
إن تكلّم سُمِع كلامه، وإن أفتى أُخِذ بقوله، وإن قال صدق.
فلله درّه.
هو صحابي وابن صحابي رضي الله عنه وعن أبيه.
وكفى بصحبة خير البشر وسيد ولد آدم فخراً ورفعة.
مالت الدنيا بأقرانه ولم يمل مع مَن مال.
فمَن هو هذا العَالِم العَلَم؟
اسمه: عبد الله
وكنيته: أبو عبد الرحمن
هو:
عبد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل رضي الله عنهما.
قال عنه الإمام الذهبي رحمه الله:
الإمام القدوة شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن القرشي العدوي المكي ثم المدني.
أسلم وهو صغير ثم هاجر مع أبيه لم يحتلم واستُصغِر يوم أحد، فأولّ غزواته الخندق، وهو ممن بايع تحت الشجرة، وأمه وأمّ أم المؤمنين حفصة زينب بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون الجمحي.
وقال:
روى علما كثيراً نافعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبيه وأبي بكر وعثمان وعلي وبلال وصهيب وعامر بن ربيعة وزيد بن ثابت وزيد عمه وسعد وابن مسعود وعثمان بن طلحة وأسلم وحفصة أخته وعائشة وغيرهم. انتهى.
روى عنه خلق كثير.
وهو أحد الستة الذين هم أكثر الصحابة رواية، وأحد العبادلة الأربعة، وثانيهم ابن عباس، وثالثهم عبد الله بن عمرو بن العاص، ورابعهم عبد الله بن الزبير.
جهاده:
كان مُجاهداً منذ نعومة أظفاره.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد في القتال، وأنا ابن أربع عشرة سنة، فلم يُجزني، وعرضني يوم الخندق وأنا بن خمس عشرة سنة، فأجازني. رواه البخاري ومسلم.
وشهِد فتح مكة وله عشرون سنة.
وقدِم الشام والعراق والبصرة وفارِس غازياً.
وشهِد فتح مصر.
روى حجاج بن أرطاة عن نافع أن ابن عمر بارز رجلاً في قتال أهل العراق، فقتله، وأخذ سَلَبه.
عبادته:
كان رضي الله عنه عابداً كثير العبادة
قال ابن عمر رضي الله عنهما: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت غلاماً شاباً، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطيّ البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار. قال: فلقينا مَلَك آخر فقال لي: لم ترع، فقصصتها على حفصة، فقصّتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: نِعْمَ الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل. فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا. رواه البخاري ومسلم.
قال حبيب بن الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: لا تطيقونه؛ الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
وقال نافع: كان ابن عمر لا يصوم في السفر، ولا يكاد يفطر في الحضر.
زُهده:
كان رضي الله عنه زاهداً مُعرضاً عن الدنيا والافتتان بها.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن من أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
وقال: لقد رأيتنا ونحن متوافرون، وما فينا شاب هو أملك لنفسه من ابن عمر.
وقال حذيفة رضي الله عنه: ما مِنّا أحد يُفتش إلا يُفتش عن جائفة أو منقلة إلا عمر وابنه.
(والجائفة هي الطعنة الواصلة للجوف، والمُنَقِّلة وهي ما توضّح العظم وتهشمه) قال ذلك كناية عن المعائب.
وقال جابر رضي الله عنه: ما منا أحد أدرك الدنيا إلا وقد مالت به إلا ابن عمر.
وقالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحداً ألزم للأمر الأول من ابن عمر.
وقال ميمون بن مهران: دخلت على ابن عمر فقوّمت كل شيء في بيته من أثاث ما يسوى مئة درهم!
¥