أنت أيها الملك ملك ملوك لأن إله السموات أعطاك مملكة واقتداراً وسلطاناً وفخراً. وحيثما يسكن بنو البشر ووحوش البر وطيور السماء دفعها ليدك وسلطك عليها جميعها. فأنت هذا الرأس من ذهب. وبعدك تقوم مملكة أخرى أصغر منك ومملكة ثالثة أخرى من نحاس فتتسلط على كل الأرض. وتكون مملكة رابعة صلبة كالحديد لأن الحديد يدك ويسحق كل شيء وكالحديد الذي يكسر تسحق وتكسر كل هؤلاء. وبما رأيت القدمين والأصابع بعضها من خزف الفخار والبعض من حديد فالمملكة تكون منقسمة ويكون فيها قوة الحديد من حيث إنك رأيت الحديد مختلطاً بخزف الطين. وأصابع القدمين بعضها من حديد والبعض من خزف فبعض المملكة يكون قوياً والبعض قصماً. وبما رأيت الحديد مختلطاً بخزف الطين فإنهم يختلطون بنسل الناس ولكن لا يتلاصق هذا بذاك كما أن الحديد لا يختلط بالخزف. وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السموات مملكة لن تنقرض أبداً وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفني كل هذه الممالك وهي تثبت إلى الأبد. لأنك رأيت أنه قد قطع حجر من جبل لا بيدين فسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب.
الله العظيم قد عرّف الملكَ ما سيأتي بعد هذا. الحلم حق وتعبيره يقين.
حينئذ خر نبوخذ نصر على وجهه وسجد لدانيال وأمر بأن يقدموا له تقدمة وروائح سرور. فأجاب الملك دانيال وقال. حقاً إن إلهكم إله الآلهة ورب الملوك وكاشف الأسرار إذ استطعت على كشف هذا السر)).
(2: 21 – 48)
هذا نص الرؤيا التي توصف دائماً بأنها أشهر وأصدق الرؤى الكتابية التاريخية، وتأويلها لا يحتاج إلى ذكاء ولا يصح فيه الخلاف لأن النبي نفسه قد أوّلها، ولكن أهل الكتاب تعمدوا التلبيس وافتعلوا الاختلاف حسداً من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم الحق، فقد أقروا بهذه الرؤيا وتأويلها قروناً، دون أن يدخلهم ريب في أنها على ظاهرها، وأن المملكة الأولى (الرأس الذهبي) هي مملكة بابل، وأن المملكة الثانية (الصدر الفضي) هي مملكة فارس، التي قامت بعد بابل وسيطرت على العراق وبلاد الشام ومصر، وأن المملكة الثالثة (الفخذ من النحاس) هي مملكة اليونان الذين اجتاحوا مملكة الفرس بقيادة الإسكندر المقدوني سنة 333 ق. م، وأن المملكة الرابعة (الرجلين من حديد ثم حديد وخزف) هي الإمبراطورية الرومانية التي انقسمت إلى شرقية عاصمتها "بيزنطة = القسطنطينية" وغربية عاصمتها "روما".
لم يكن أحد من أهل الكتاب يشك في هذا إطلاقاً، بل كانوا جميعاً -لشدة إيمانهم به-ينتظرون المملكة الخامسة (مملكة الله) التي تدمر ممالك الشرك والكفر والظلم، لاسيما المملكة الرابعة التي اضطهدتهم فهي التي أذاقت اليهود الخسف والهوان ودمرت القدس سنة 70 م، ونصبت الأصنام في المسجد كما اشتهر عدد من أباطرتها بتعذيب النصارى بألوان من البشاعة والفظاعة قل نظيرها في التاريخ، وليس "نيرون" الطاغية المشهور إلا واحداً منهم، وظلوا مضطهدين لهم ثلاثة قرون حتى دخل قسطنطين في النصرانية المحرفة، واستمر الاضطهاد لليهود والموحدين من النصارى وسائر الفرق المخالفة.
الممالك الخمس الواردة في نبوءة دانيال التي عبر فيها رؤيا بختنصر
وقد ذكرنا ما قبلها للإيضاح ([2])
موقعها من الرؤيا أهم ملوكها الدولة
قبل دانيال u
داود u حكم من 1013 - 973 ق. م.
سليمان u حكم 973 - 933 ق. م.
ثم انقسمت مملة بني إسرائيل إلى مملكة يهوذا وإسرائيل.
الدولة الإسلامية التي حكمت بكتاب الله ((التوراة))
سرجون الثاني حكم 772 – 705 ق. م.
أخضع الأراضي المقدسة لحكم الآشوريين.
مملكة الآشوريين (بابل)
المملكة الأولى في الرؤيا (الرأس الذهبي)
بختنصر حكم من 630 – 562 ق. م.
دمر القدس وأخذ الإسرائيليين أسرى إلى بابل وعاصره دانيال وعبر رؤياه المشهورة.
مملكة الكلدان (بابل)
المملكة الثانية (الصدر الفضي)
قورش الذي قضى على الكلدان
حكم من (550 - 529) ق. م.
مملكة القدس
المملكة الثالثة (الفخذ النحاسي)
الإسكندر الكبير الثالث
حكم (336 – 323) ق. م واستولى على الأراضي المقدسة (333) ق. م.
مملكة اليونان
المملكة الرابعة (الساقان الحديديان والأقدام من خزف وحديد)
1 - الإمبراطور أغسطين مؤسس النظام الإمبراطوري الذي في أيامه ولد المسيح u .
¥