وكما في دانيال يتكلم القرن بكلام ضد العلي. (7: 25).
هكذا في الرؤيا يفتح الوحش فمه بالتجديف على الله. (13: 6).
وكما أن سلطة القرن الصغير تدوم إلى زمان وأزمنة ونصف زمان (دا/ 7: 25).
كذلك سيبقى سلطان الوحش اثنين وأربعين شهراً. (رؤ/ 13: 5).
وهي نفس المدة المذكورة في دانيال ولو اختلف الاصطلاح. (189 - 190).
وهنا لنا وقفة يسيرة فالقوم كالعادة لابد أن يتناقضوا ويحيروا العقل، إذ كيف يوجد شكل سياسي يحكم فيه مجموعة من الملوك، ويكون مجموع حكمهم هذه المدة الوجيزة؟ ثم إنه لم يثبت على رأي واحد، بل جعله مرة شخصاً حاكماً وأخرى هيئة أو جمعية تآمرية - كما سنرى.
فلنتابع معه الأحوال والأحداث المتعلقة بالوحش لكي نعرف هذا القرن الصغير المشؤوم؟!
عن هذا يقرر بيتز أمورا ً:-
1 - أن الوحش سيكون في أورشليم (193). ويقرر ((إن أورشليم هي النقطة المركزية التي تتجمع حولها الحوادث المذكورة هنا بلغة الرموز)) (194). (ونذكِّر القراء بأنه كتب هذا والقدس شبه منسية عندهم إلا من قليل من السّوّاح أو الزائرين).
2 - الوحش (إسرائيلي لكنه لا يبالي بيَهْوَه إله الأمة، ولا بالمسيَّا ((الموعود المنتظر)) رجاء الأمة، ولا حتى بالآلهة الباطلة التي طالما مالت إليها الأمة…)).
3 - يتحالف الوحش مع ((رأس الإمبراطورية الرومانية ومركز القوة والسلطة العالمية)) (200).
4 - يجزم (بيتز) أن هذا الرئيس الروماني ليس أحداً من الأباطرة السابقين، بل هو الذي سيأتي عند قيام رجسة الخراب، التي تحدث عنها دانيال، وذكّر بها المسيح مرة أخرى، ويقول:
(من مواضع كثيرة في كلمة الله -أي الكتاب المقدس- يتبين أن العشرة الأسباط سيجتمعون في أورشليم بعد خلاصها وعتقها -أي قبل نزول المسيح- وهناك يحتملون نار الضيقة العظيمة في أشدها، بينما إسرائيل الذين رفضوا المسيح سيجتمعون إليها قبل ذلك). (ص 217) أي في يوم غضب الرب على الدولة الرجسة الذي سنعقد له فصلاً قادماً بعنوان ((يوم غضب الرب)).
مرة أخرى ينبغي أن نتذكّر أنه هلك قبل قيام دولة إسرائيل بكثير.
5 - حكومة الوحش ستكون ملحدة على النظام الغربي، لا على هدي الوحي بل هي من أكبر أسباب الإلحاد والظلام. يقول:
((في أوربا الغربية الوطن المختار للمدنية والحرية والاستنارة والتقدم كانت نتيجة تفاعل تلك المبادئ البشرية هي قيام حكومة الوحش ملتقى الطغيان والظلام والتعاسة والتجديف)) (ص 238).
6 - وتحت زعامة الوحش يقرر بيتز اعتماداً على مفهومه لرؤيا دانيال:
((سوف تتكون عصبة من الحكومات المتحالفة مؤقتاً)) (251).
وصفة الحلف الذي ستعقده الإمبراطورية الرومانية الجديدة هو أن:
((العشرة ملوك الذين يحكمونها يصنعون رأياً واحداً ويعطون الوحش ملكهم)) (ص253).
والعجب حقاً هو أنه ((ليس الوحش هو الذي يجبرهم على إطاعة أمره بل هو عمل تطوعي يقومون به من جانبهم)) (ص253).
كما أنه ليس من شرط الوحش أن يحكم كملك بل ((بواسطة نفوذه في مؤامرات و مشورات على أرض الإمبراطورية الرومانية القديمة أو على الأقل الجزء الغربي منها))!! (ص254).
(ونُذَكِّر بأنه كتب هذا قبل قيام الأمم المتحدة وظهور السيطرة الصهيونية على السياسة الغربية عامة والأمريكية خاصة)!!.
7 - وعن عدو الوحش والمعركة بينهما يقول بيتز:- ((إن الحلف القائم بين الامبراطور الروماني واليهود غير المؤمنين لا يمنع غزو الجيش الشمالي، الذي -بسبب العبادة الوثنية القائمة في أورشليم في ذلك الوقت- سيباغتهم كسيل جارف، ويجلب الخراب على الأرض)) (214).
ولتفسير الجيش الشمالي نجده يقول:
((يجمع ملوك المشرق قواتهم ليغيروا على حدود أملاك الوحش ومن الناحية الأخرى سيجمع الوحش باتفاقه مع ملوك الغرب قواته ويزحف إلى معركة هرمجدون المشؤومة)) (ص240).
9 - وأخيراً يحدثنا بيتز عن نتيجة المعركة:
((قل أن يحلم الوحش ومساعده الأثيم أنهما سيؤخذان أسيرين من ساحة القتال التي يعجلان إليها! وأنه سيلقى بهما حيين إلى عذابات بحيرة النار الأبدية، وقل أن يجرؤ القديسون المتألمون المختبئون بين الجبال والمغاير فيؤمِّلون بأنهم سيرفعون رؤوسهم آخر الأمر))!!.
والآن وقد عرفنا " الوحش " نسأل: هل هذه النهاية لا تكون إلا في "هرمجدون" وعلى يد المسيح؟.
¥