الشباب [2].
للمزيد حول هذا الموضوع انقر على الرابط التالي:
(هل يمكن معرفة جنس المولود في الرحم؟)
وقال الدكتور موريس بوكاي: لو علمت أن مثل هذا الشباب موجود في هذا المجلس ما زرتكم.
والآن أذكر شيئاً قليلاً مما في التوراة مِن الكذب الواضح، الذي لا يعتقده مَن يؤمن بالأنبياء ويصدقهم.
فمن ذلك أن يعقوب - عليه السلام - سمع أن زوجة ابنه، قاعدة بجانب الطريق تزني بالأجرة، فبعث إليها فجيء بها فأمر برجمها بعدما اعترفت، فقالت له: مهلاً، وأخرجت ثوباً، وناولته إياه قائلة: لمن هذا الثوب؟ فقال: هذا ثوبي. فقالت له: أنت زنيت بي، وأعطيتني هذا الثوب أجرة، فارجم نفسك أولاً، ثم ارجمني.
الكذبة الثانية: أن لوطاً - عليه السلام - كان يسكن في جبل في فلسطين، وكانت له ابنتان بالغتان، ولم يكن له ولد ذكر، فقالت الكبرى للصغرى نحن نسكن في هذا الجبل وحدنا، وقد بدأ والدنا يتقدم في السن، فلو مات لم نستطع أن نبقى وحدنا هنا، فتعالي نسقى والدنا خمراً في ليلة، فإذا سكر أنام معه أنا، وبعد عدة ليال إذا حملت أنا، نسقيه خمراً أخرى فتنامين أنت؛ لعل الله يرزقنا ولدين ذكرين، يقومان بحمايتنا، فسقتاه خمراً فسكِر، فنامت معه الصغرى، فحملت وولدت كل واحدة منهما ولداً ذكراً، فكان كل واحد من الولدين حبراً لقبيلة من قبائل بني إسرائيل.
الكذبة الثالثة: أن نوحاً - عليه السلام - شرب الخمر فسكر فانكشفت عورته - وكان له ثلاثة من الأولاد: سام، ويافث، وحام - فذهب حام ووجد أباه نوحاً سكران مستلقياً على ظهره، مكشوف العورة، فرجع وأخبر أخويه ساماً، ويافث، فأخذا غطاء، وجعلا يمشيان إلى الوراء؛ حتى لا يريا عورة أبيهما، فلما وصلا إليه، ألقيا عليه الغطاء، ثم انصرفا، فلما أفاق أبوهما نوح - عليه السلام - وعلم بذلك، دعا على حام أن يجعل الله ذريته عبيداً لذرية أخويه، فصار أبناؤه كلهم سوداً يباعون في الأسواق عبيداً، وأبناء سام ويافث بيضاً سادة.
قرأت هذا في التوراة باللغة العبرانية، لما كنت أدرسها في ألمانيا، واسمها العربي في كتاب "تخطيط البلدان"، لابن الفقيه البغدادي المتوفى في آخر القرن الثالث الهجري "جرمانية".
والمراد بكتابة هذا المقال تنبيه القراء إلى ما خص الله به الملك فيصل - رحمه الله - من الذكاء الذي كان سبباً في انقلاب الدكتور موريس بوكاي من عدو لدود للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم - ولدينه الحق اليقين إلى صديق حميم يدافع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن القرآن، بكل ما عنده من القوة، وقد أخبرني في ذلك المجلس أن كتابه المذكور ترجم باثنتي عشرة لغةً، منها العربية والإنجليزية، وقد حضر مؤتمرات كثيرةً في جميع أنحاء العالم، وألقى أحاديث طويلة في إقامة الحجة على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن القرآن من الله - تعالى - ليس فيه زيادة ولا نقصان، وقد أخبرني - لما اجتمعت به - أن وزير الإعلام المغربي دعاه ليلقي محاضرات في المغرب، ووعده خيراً، ثم جاء إلى المغرب وألقى محاضرات عديدة.
وهذا الرجل وأمثاله حجة في هذا العصر على المرتدين من أبناء المسلمين، الذين يزعمون أن العلم العصري هو سبب كفرهم، وقد أقمت الحجة في كتابي: "دواء الشاكي، وقامع المشككين" على كذبهم وأن كفرهم ناشئ عن الجهل بالعلوم القديمة والجديدة، وأقمت عليهم الحجة القاطعة. المذكورة في ذلك الكتاب بأن زرت جميع السفارات، بل أكثرها التي دولها (ديموقراطية) يستطيع كل واحد من أهلها أن يصرح بعقيدته. فسألت الملحق الثقافي في كل سفارة: كم عدد الملحدين في دولتكم؟ فوجدت أكثر الملحدين في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ثلاثة في المئة، وقال لي الملحق الثقافي في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الرباط: إن الثلاثة في المئة ليس كلهم يجحدون ربوبية الله - تعالى - بل كثير منهم يكفرون بالكنيسة فقط؛ لأن الكنيسة الكاثوليكية، إذا خطب رجل تابع للكنيسة البروستانتية امرأة كاثوليكية يحرمونها عليه، فيكفر بالكنيسة، وتكفر المرأة بها فيتزوجان زواجاً مدنياً.
أما ضلال النصارى وكذبهم على عيسى، وزعمهم أن الله - تعالى - ثلاثة أقانيم: الأول: هو الأب. الأقنوم الثاني: الابن. الأقنوم الثالث: روح القدس. وغير ذلك من أكاذيبهم وتناقضهم، يشتمل عليه كتابي "البراهين الإنجيلية على أن عيسى داخل في العبودية، ولاحظ له في الألوهية" وقد طبع منه صاحب السماحة والمعالي رئيسنا الجليل الأستاذ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - أطال الله بقاءه، وأدام عزه وارتقاءه - عشرين ألف نسخة، وكتب إلي الإخوان من المملكة الأردنية، راجين الإذن في إعادة طبعه، وقالوا لي فيه: لم نزل نناظر النصارى فلم نتغلب عليهم إلا بهذا الكتاب، لما ناظرناهم به انهزموا شر هزيمة، وكتب إلي شخص من البلاد الفارسية، التي بدَّل أهلُها اسمها بكلمة إيران التي لا وجود لها في التاريخ.
وسبب إملاء هذا الحديث أني سمعت هذه القصة في إذاعة المملكة العربية السعودية بالرياض، فظهر لي أن الأستاذ الذي ألقاها إنما اعتمد على رأيه في الكتاب فقط، ولم يجتمع بالدكتور موريس بوكاي، ولا أخبره بسبب تأليفه الكتاب، فأردت إفادة المستمعين لإذاعة المملكة العربية السعودية وغيرها، أن يعرفوا السبب ويزيدوا علماً بما خص الله به الملك فيصل بن عبد العزيز - قدس الله روحه - من الفضائل والمناقب. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
ــــــــــــــــــ
[1] لقمان، من الآية 34.
[2] كذا كانت حجة الدكتور موريس بوكاي آنذاك، ولعل هذا كان هو الفهم السائد في ذلك الوقت، والآن وبعد ظهور الموجات الصوتية، وغيرها من أجهزة الكشف الطبي قد يتوصل الطبيب لمعرفة نوع الجنين، وتبقى بعض المعلومات غائبة عنه مهما ادعى، كلون البشرة مثلا، ونوع الشعر، ولون العيون، وما إلى ذلك، مما لم تستطع أجهزة الكشف تحديده، كما أشار إلى ذلك بعض المفسرين المعاصرين.
المصدر (شبكة الرواسي الاسلامية ( http://www.rwsy.net/vb/showthread.php?p=4815#post4815) )
¥