لكن قد تقدم في الكلام على عمود النسب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجاوزوا معد بن عدنان كذب النسابون، ثم تلا قوله تعالى " وقرونا بين ذلك كثيراً " وقال السهيلي: وقد اتفق الناس من بعد هذه المدة بين عدنان واسماعيل على ما يتخيل معه ان يكون بينهما أربعة آباء أو خمسة أو عشرة اذ المدة أطول من ذلك كله بكثير، قال الزهري: كان لعدنان ستة أولاد:
1) معد وهو الذي على عمود النسب،
2) وعبل واسمه الديب،
3) وعدن وبه سميت عدن من اليمن،
4) وأد،
5) وأبي الضحاك،
6) والعني، وأمهم مهدد.
قال هشام بن الكلبي (ت204) وهو من جديس، وقيل من طسم، وقيل التواسم من ولد لفشان بن ابراهيم. قال في العبر: وجميع الموجودين من ولد اسماعيل عليه السلام من بنيه. قال: ومواطن بني عدنان مختصة بنجد وكلها بادية رحالة، الا قريشا بمكة ونجد. قال السهيلي: ولا يشارك بني عدنان من العرب في أرض نجد أحد من القحطانية الا طي من كهلان، فيما بين جبلي سلمى واجا، ثم افترق بنو عدنان في تهامة الحجاز، ثم في العراق والجزيرة، ثم تفرقوا بعد الاسلام في الاقطار.
وفي أنساب الأشراف: وولد عدنان: معد - وبه كان يكنى - والديث، وأبي، والعي. وهو الثبت. وبعضهم يقول: العي، وعدين درج. هؤلاء الثلاثة، وأمهم مهدد بنت اللهم بن جلحب، من جديس. وقال بعضهم: هي من طسم. والأول أثبت.
فولد الديث بن عدنان: عك. ويقال: إنه عك بن عدنان نفسه. ويعضهم يقول: عك بن عدنان بن عبد الله بن الأزد بن الغوث. وبعض الناس يقول: عك بن عدثان بن عبد الله بن الأزد. وذلك تصحيف؛ ليس في الأزد عدثان " مضموم العين تعجم بثلاث " إلا عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، وهو أبو دوس.
وولد معد بن عدنان: نزار بن معد، وبه كان يكنى، ويقال إنه يكنى أبا حيدة، وبعضهم يقول إنه كان يكنى أبا قضاعة - وقنص بن معد، وقناصة، وسنام. والعرف، وعوف، وشك، وحيدان، وحيدة، وعبيد الرماح - في بني كنانة بن خزيمة - وجنيد في عك، وجنادة، والقحم. وأمهم معانة بنت جشم بن جلهة بن عمرو بن جرهم. وبعضهم يقول جلهمة. والأول أثبت. وقال بعضهم: اسمها عنة بنت جوشن بن جرهم. وقال ابن مزروع: اسمها ناعمة. والأول قول ابن الكلبي. وقال هشام بن محمد: يقال إن معانة كانت عند مالك بن عمرو بن مرة بن مالك بن عمرو، ثم خلف عليها بعده معد بن عدنان فجاءت معها بقضاعة بن مالك بن حمير. فكان يقال له قضاعة بن معد. فولدت. قال: ويقال إن معانة كانت بدياً عند معد، فولدت له قضاعة، ثم خلف عليها مالك بن عمرو، وتبنى قضاعة فنسب إليه، وأن قضاعة كان يسمى عمرا. فلما تقضع عن قومه، أي بعد، سمى قضاعة. والله أعلم. وقال هشام. كان عمرو بن مرة الجهني أول من ألحق قضاعة باليمن. فقال بعض البلويين:
أيا إخوتي لا ترغبوا عن أبيكم ... ولا تهلكوا في لجة لجها عمرو.
قال ابن حزم في الجمهرة: جميع العرب يرجعون إلى ولد ثلاث رجال: وهم عدنان، وقحطان، وقضاعة.
فعدنان من ولد إسماعيل بلا شك في ذلك، إلا أن تسمية الآباء بينه وبين إسماعيل قد جهلت جملة. وتكلم في ذلك قوم بما لا يصح؛ فلم نتعرض لذكر ما لا يقين فيه؛ وأما كل من تناسل من ولد إسماعيل - عليه السلام - فقد غبروا ودثروا، ولا نعرف أحد منهم على أديم الأرض أصلاً، حاشا ما ذكرنا من أن بني عدنان من ولده فقط.
وأما قحطان، فمختلف فيه من ولد من هو؟ فقوم قالوا: هو من ولد إسماعيل - عليه السلام -. وهذا باطل بلا شك، إذ لو كانوا من ولد إسماعيل، لما خص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بني العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بأن تعتق منهم عائشة. وإذا كان عليها نذر عتق رقبة من بني إسماعيل، فصح بهذا أن في العرب من ليس من ولد إسماعيل. وإذ بنو العنبر من ولد إسماعيل، فآباؤه بلا شك من ولد إسماعيل؛ فلم يبق إلا قحطان وقضاعة.
وقد قيل إن قحطان من ولد سام بن نوح؛ والله أعلم؛ وقيل: من ولد هود عليه السلام؛ وهذا باطل أيضاً بيقين قول الله تعالى: " وإلى عاد أخاهم هوداً " وقال تعالى: " وأما عاد فأهلكوا بريحٍ صرصر عاتيةٍ. سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية. فهل ترى لهم من باقية ". وهود، عليه السلام، من عاد، ولا ترى باقية لعاد. والذي في التوراة من أنه قحطان بن عامر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح، عليه السلام فقد بينا في كتابنا الموسوم بالفصل يقين فساد نقل التوراة، عند ذكرنا ما فيها من الكذب الظاهر، الذي لا مخرج منه، وأنها مصنوعة مولدةٌ، ليست التي أنزل الله تعالى على موسى - عليه السلام - ألتبة.
وأما قضاعة فمختلف فيه: فقوم يقولون: هو قضاعة بن معد بن عدنان، وقوم يقولون: هو قضاعة بن مالك بن حمير؛ فالله أعلم.
وقال أيضا: ولد عدنان: معد بن عدنان: وعك بن عدنان، قيل: اسمه الحارث، وقد قيل: عك بن الديث " بالدال غير منقوط، والثاء التي عليها ثلاث نقط " ابن عدنان.
فولد معد بن عدنان: نزار بن معد، وإياد بن معد؛ وقنص بن معد. وقد قيل إن ملوك الحيرة من المناذرة وآلهم من ولد قنص، والله أعلم؛ وقيل وعبيد الرماح بن معد؛ ذكر أنهم دخلوا في بني مالك بن كنانة، والله أعلم. والضحاك بن معد؛ هو الذي أغار على بني إسرائيل في أربعين فارساً من تهامة.
راجع هذا الرابط http://alhijariyah.com/vb/forumdisplay.php?f=2
¥