وأما القول بأن إسحاق فباطل بأكثر من عشرين وجها وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: هذا القول إنما هو متلقى عن أهل الكتاب مع أنه باطل بنص كتابهم. انتهى
قال الشريف ناجي:وحديث نسب النبي (صلى الله عليه وسلم) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج3/ص49
من طريق الزهري عن أنس وعن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن رجالا من كندة يزعمون أنهم منه وأنه منهم فقال إنما كان يقول ذلك العباس وأبو سفيان بن حرب فيأمنا بذلك وإنا لن ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال وخطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نذار وما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرها فأخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهر الجاهلية وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وأمي فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا.
قال ابن كثير:وهذا حديث غريب جدا من حديث مالك تفرد به القدامى وهو ضعيف ولكن سنذكر له شواهد من وجوه أخر فمن ذلك قوله خرجت من نكاح لا من سفاح.
وقال الألباني: ضعيف جدا. السلسة الضعيفة
عن يحيى بن جعدة قال لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبا فقال ممن القوم فقالوا من مضر فقال وأنا من مضر قالوا يا رسول الله إنا رداف وليس معنا زاد إلا الأسودان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن رداف ما لنا زاد إلا الأسودان التمر والماء. أخرجه ابن سعد في الطبقات
عن حذيفة أنه ذكر مضر في كلام له فقال إن منكم سيد ولد آدم يعني النبي صلى الله عليه وسلم. أخرجه ابن سعد في الطبقات وإسناده صحيح إلى حذيفة
المبحث الثامن:خصائص المضريين
وكان التقدم في مضر كلها: لكنانة ,ثم لقريش, والتقدم في قريش لبني لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر, وكان سيدهم قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ,كان له فيهم شرف وقرابة وثروة وولد.
وكان لمضر ثلاث خصال:
1) الإجازة بالناس يوم عرفة لبني الغوث بن مر ابن أخي تميم بن مر وهو صوفة فكان الناس لا يرمون الجمار حتى يرموا ولا ينفرون من منى حتى ينفروا فلم يزل كذلك فيهم حتى انقرضوا فورثهم ذلك بالقعدد بنو سعد بن زيد مناة بن تميم فكان أولهم صفوان بن الحارث
قال أبو عبيدة: صوفة وصوفان يقال لكل من ولي البيت من غير أهله أو أقام بشيء من خدمة البيت أو بشيء من أمر المناسك
2) والإفاضة بالناس غداة النحر من جمع إلى منى لبني زيد بن عدوان وانتهى ذلك منهم إلى أبي سيارة عميلة بن الأعزل العدواني فدفع من مزدلفة أربعين سنة على حمار
عن جابر قال: كانت العرب يفيض بهم الرجل يقال له أبو سيارة على حمار فلما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقفت قريش مواقفها فكانت تقول: نحن الحمس فخرج حتى وقف بعرفات فهو قوله: {ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس} [البقرة: 199] أخرجه أبو يعلى في مسنده وأصله في مسلم من نفس الطريق
3) ونسء الشهور الحرم كان لبني مالك بن كنانة وانتهى إلى القلمس وكان إذا أراد الناس الصدور من مكة. قال: اللهم إني أحللت أحد الصغرين ونسأت الآخر للعام المقبل.
قال عمرو بن قيس من بني فراس:
ونحن الناسئون على معد شهور الحل نجعلها حراما
1) قال ابن منظور: قلمس القلمس البحر وأنشد: فصبحت قلمسا هموما وبحر قلمس بتشديد الميم أي زاخر
2) القلمس أيضا السيد العظيم
3) و القلمس البئر الكثيرة الماء من الركايا كالقلنس يقال إنها لقلمسة الماء أي كثيرة الماء لا تنزح ورجل قلمس إذا كان كثير الخير والعطية
4) ورجل قلمس واسع الخلق
5) و القلمس الداهية من الرجال وقيل القلمس الرجل الداهية المنكر البعيد الغور.
و القلمس الكناني أحد نسأة الشهور على العرب في الجاهلية فأبطل الله النسيء بقوله {إنما النسيء زيادة في الكفر} ر
وقال السهيلي وأما نسؤهم للشهر الحرام فكان على ضربين:
1) أحدهما هذا الذي ذكره ابن إسحاق من تأخير المحرم إلى صفر لحاجتهم إلى شن الغارات وطلب الثارات
2) والثاني تأخير الحج عن وقته تحريا منهم للسنة الشمسية فكانوا يؤخرونه في كل عام أحد عشر يوما أو اكثر قليلا حتى يدور الدور إلى ثلاث وثلاثين سنة فيعود إلى وقته
ولذلك قال في عام حجة الوداع (إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض)
فكانت حجة الوداع في السنة التي عاد فيها الحج إلى وقته الأصلي ولم يحج رسول الله من المدينة إلى مكة غير تلك الحجة وذلك لإخراج الكفار الحج عن وقته ولطوافهم بالبيت عراة والله أعلم إذ كانت مكة في حكمهم حتى فتحها الله على نبيه عليه الصلاة والسلام
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[03 - 09 - 09, 04:38 م]ـ
للحديث بقية ونسأل الله التوفيق والسداد