منذ أيام قليلة، وبالتحديد فى منتصف شهر يولية الحالى، صدر فى فنزويلا كتاب للباحثة ثيثيليا أيالا (11) أشارت فيه المؤلفة إلى وجود كلمات عربية تستخدم فى أمريكا الجنوبية ولم تدخل مع المحتل الإسبانى. كان هناك اعتقاد بأن هذه الكلمات تنتمى إلى لغة سكان البلاد الأصليين، لكن الباحثة –وهى متخصصة فى هذه اللغة- أكدت خطأ ذلك الاعتقاد وخلصت إلى أن أصلها عربى. ولنا أن نستنتج بدورنا أن هذا الأثر اللغوى دليل على وجود عدد غير قليل من الموريسكيين وغيرهم من المسلمين فى أمريكا، فليس من المتصور أن يحدث أفراد قلائل أثرا لغويا ملحوظا.
كل هذا الكم من الآثار المذكورة يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الوجود الإسلامى فى الأمريكتين بدأ منذ قرون عديدة، وقد يكون سابقا لوصول كولون (خاصة إذا وضعنا فى الاعتبار الحديث المتكرر عن وصول بحار مسلم صينى إلى أمريكا قبل كولون بنحو قرن كامل) ونظن أن الموضوع لا يزال فى حاجة إلى دراسة موثقة نأمل أن تتم قريبا.
ملاحظات عامة:
نعود إلى الكتاب الذى نقدم له فنقول إنه يعالج القضية الموريسكية من بدايتها، وعليه فانه يصلح كمدخل لدراسة كتب أخرى، ثم إن الكتاب يتحدث عن الدراسات الموريسكية ولذلك فهو يشير إلى المجالات التى درست بشكل جيد. ويمكن للباحث من خلال صفحات هذا الكتاب أن يهتدى إلى تلك الجوانب التى لم تدرس بعد أو إلى تلك التى لم تتم دراستها بشكل كاف. على أننا يجب أن نضع فى اعتبارنا أن الكتاب نشر منذ خمسة عشر عاما وأن هذه الفترة قد شهدت تطورا ملحوظا فى كم وفى نوعية الدراسات الموريسكية.
الكتاب على أهميته يحتاج فى نظرنا إلى إصدار طبعة أخرى منه، فالمؤلف يتحدث عن باحثين "شبان" لا نظن أنهم فى عداد الشبان الآن، على الأقل من حيث إصداراتهم الكثيرة التى تضعهم فى مصاف العلماء الكبار.
ونلاحظ بشكل عام أن الكتاب يفتقد التأصيل فى بعض الأحيان، وكنا نتمنى لو أن المؤلف أشار إلى المراجع التى اعتمد عليها، كما تلفت انتباهنا كثرة الافتراضات التى لا نعلم لها أصلا.
إذا كان لنا أن ننتقد جانبا فى الكتاب فهو جانب كتابة أسماء الأعلام، ولو أن المؤلف اتبع طريقة محددة فى كتابة أسماء الشخصيات العربية لأراحنا من عناء البحث، خاصة إذا تعلق الأمر بشخصيات غير معروفة. الطريف أن المؤلف نفسه قد كتب مقالا وجه فيه نقدا لاذعا لصاحب إحدى المؤسسات العلمية الخاصة فى المغرب العربى لأنه لم يتبع نهجا محددا فى كتابة الأسماء.
رغم هذه المآخذ التى أشرنا إليها لا يزال الكتاب فى رأينا – خاصة الجزء الثانى- يمثل إضافة كبيرة إلى الدراسات الموريسكية و يسد فراغا –وإن كان بشكل جزئى- فى الجانب المتعلق بالموريسكيين فى الدول التى هاجروا إليها. يتضح من الكتاب أن مسلمى الأندلس بعد طردهم من أسبانيا قد اتجهوا إلى كل أنحاء العالم شرقا وغربا، ومن ثم فإنهم حملوا معهم التراث الإسلامى إلى البلاد التى توجهوا إليها.
نختتم هنا هذه المقدمة بتقديم جزيل شكرنا إلى مؤلف الكتاب وإلى المجلس الأعلى للثقافة لإصداره كتابا آخر عن القضية الموريسكية نأمل أن يفيد منه دارسو التاريخ الإسلامى.
والحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات.
جمال عبد الرحمن
القاهرة فى يولية 2005
ـ[ابن زياد الأثري]ــــــــ[10 - 02 - 08, 02:25 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أخي عبد الرحمان.
بارك الله فيك على قيامك بهذا الجهد من بحث و ترجمة للتعريف بطائفة من المسلمين عانت ويلات التنصير و التدجين و الطرد القسري من بلاد الأندلس - ردها الله دار إسلام.
فهاهي بعض الكتب التي ترجمتَها و قدمتَ لها اقتنيتها حديثا. و قد كدت لا أجد كتابا باللغة العربية يتحدث بالتفصيل عن إخواننا المسلمين الذين هاجروا من الأندلس.
- مسلمو غرناطة بعد عام 1492.
-محاكم التفتيش و المورسكيون.
- المورسكيون الأندلسيون.
-القضية المورسكية من وجهة نظر أخرى.
-المورسكيون في المغرب.
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[10 - 02 - 08, 03:37 م]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
أين يباع الكتاب
ـ[ابن زياد الأثري]ــــــــ[10 - 02 - 08, 04:55 م]ـ
وجدتها بالمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء لهذه السنة.
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 02 - 08, 10:59 م]ـ
السلام عليكم
هذا الكتاب -ومجموعة كتب أخرى تتناول التاريخ الموريسكى- يباع فى مصر بالمجلس الأعلى للثقافة، دار الأوبرا الجديدة
ـ[عبدالحميد الشريف]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم
هذا الكتاب -ومجموعة كتب أخرى تتناول التاريخ الموريسكى- يباع فى مصر بالمجلس الأعلى للثقافة، دار الأوبرا الجديدة
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
كم سعره
و ما العنوان بالضبط لأكلف أحد يشتريه لى
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[12 - 02 - 08, 11:41 م]ـ
مقر المجلس الأعلى للثقافة بالقاهرة يقع فى مجمع الأوبرا الجديدة (هاتف رقم 27353749)، ولكم نسخة هدية أخى الكريم أسلمها لمن يحضر من طرفكم، فأرجو أن تراسلنى على الخاص.
¥