يبين المؤلف في الفصل الأول مصادرَ الكتاب التي اعتمدها الكاتب، وينقد مواضعَ فيها. والأهم هو الفصل الرابع؛ الذي ذكر فيه أخطاء ومفتريات، عن حفر بئر زمزم، وقصة أصحاب الفيل، وغيرها، واحتواء الكتاب على 14 حديثاً لم يثبت منها سوى 6 فقط.
ويذكر أن الكتابَ يكاد يكون نسخةً مطابقة لأصل استشراقي غربي بعيد كل البعد عن روح الإسلام ومعانيه، وقيم السيرة النبوية، وأنه في بعض المواضع يُعدُّ أخطرَ كتاب في موضوعه وقع بين أيدي النشء، وخاصة أنه اتكأ على مرجع "حياة محمد" لمحمد حسين هيكل، الذي نُقِد بشدة.
وبيَّن أن ظهور الكتاب وانتشارَه في ديار الإسلام حصل في غياب - أو شبه غياب - النقد الموضوعي الملتزم بالحق.
ونصح الكاتبَ في الخاتمة بعدة أمور مهمة، منها:
- ألا يُنظَر إلى السيرة على أنها حكاياتٌ طريفة، وقصصٌ ظريفة، وحوادثُ غريبة مدهشة؛ بل ينظر إليها على أنها مدرسة، تقدِّم منهاج الحياة، الذي علينا أن نقتدي بمعلمه - عليه أفضل الصلاة والسلام.
- يجب بذل أقصى الجهود لتقديم السيرة صافيةً نقية من كلِّ ما شابها من أخبار لم تثبت صحتها.
- تقديم السيرة من مصادر تاريخية أمينة.
- الدقة والتحري في تقديم الأحاديث النبوية للنشء، باعتبار أن السُّنة هي المصدر الثاني للتشريع.
7 - (ساعات حرجة في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم)
تأليف: عبد الوهاب حمودة. القاهرة: المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة، 1383هـ، 109 صفحة، (المكتبة الثقافية؛ 81).
بحثٌ في جانبٍ من جوانب النفس النبوية - كما يقول الكاتب، وكشفٌ عن وجهٍ من وجوه عظمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته المجاهدة؛ يقصد منه الإبانة عن سرِّ عزيمته النفاذة - صلوات الله عليه - في التغلُّب على ساعات الحرج التي كانت تنزل به. والتحدث عن قوة إرادته المصممة، ويقينه الصادق في ربه، وعن الصبر الذي لازمه طول سِني جهاده، وثباته الذي رافقه في الأزمات والمضايقات.
وفي مبحث (ساعات الحرج في مكة) ورد من الموضوعات: المدة الأولى للوحي، ثم فتوره وانقطاعه، وحزنه - صلى الله عليه وسلم - على مواقف قومه، وبينه وبين عمِّه أبي طالب، وفي الطائف عندما طُرد وسُبَّ، وصاح به سفهاء القوم، وفي حادثة الإسراء.
- وفي مبحث (ساعات الحرج في المدينة): في طريق الهجرة، ساعة الحرج في غزوة بدر، وفي غزوة بني المصطلِق، وحادثة الإفك.
وعند تقسيم فيء هوازن، واجتماع نسائه يسألنه التوسعة في النفقة، وفي أمر الحديبية، وفي مسألة أُسارى بدر، ومقتل القرَّاء في بئر معونة.
وبيان قوة شخصيته - صلى الله عليه وسلم - واستخدامها في ساعات الحرج، في حكمة وسهولة طبع.
8 - (زهر الأقاحي فيمن شُبِّه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في ناحية من النواحي)
تأليف: محمد أحمد عباس. كراتشي؛ برمنغهام: دار الكتاب والسُّنة، 1421هـ، 203 صفحة.
كتاب نادرٌ جميل مفيد، عنوانه الكامل هو: "زهر الأقاحي، فيمن شُبِّه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - أو صحبه الكرام، أو الأئمَّة الأعلام وغيرهم، في ناحية من نواحي الشَّبَه"، مع ذكر الشبه والتشبُّه المحمود، والشبه والتشبُّه المذموم، مع منوعات مختلفة ومؤتلفة، جعله المؤلف في سبعة أبواب، تحت كل باب أقسام، وهي:
- من شُبِّه بالنبي - صلى الله عليه وسلم في الخَلْق والصورة، في خُلُقه، في مشيته ولهجته وحديثه وفصاحته، في هديه ودلِّه وسمته، في ولائه ونصرته، في صلاته.
- من شُبِّه بنبيٍّ من الأنبياء - صلوات الله عليهم وسلامه - من شُبِّه من العلماء في تعليمهم الخير، وصدعهم بالحق بمقام الأنبياء.
- تشبُّه الملائكة الكرام بالصحابة أولي النهى والأحلام.
- من تشبَّه بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من التابعين، ومَن بعدهم من الصالحين.
- من تشبَّه بالتابعين ومَن بعدهم من الصالحين، من شُبِّه بكبار التابعين، من شُبِّه بالتابعين.
- في رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام، وأن الشيطان لا يتشبَّه به.
- في تشبيهات مختلفة، في شَبَه الصالحين بالكافرين، وشَبَه الكافرين بالصالحين، ونحو ذلك، في تشبه إبليس بالشيخ النجدي وسراقة بن مالك.
- في تشبُّه المسلمين بأهل الكتاب والاقتداء بهم، في الأمر بمخالفة الهدي الظاهر للكفار، في الشرف وتحصيله والمجد وتأثيله، في وجوب الاقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم.
9 - (دلائل النبوة في القرن العشرين)
تأليف: مبارك البراك. ط3 مزيدة ومنقحة. المنصورة، مصر: مكتبة جزيرة الورد، 1420هـ، 151 صفحة.
يذكر فيه المؤلف الأحاديثَ النبوية الشريفة التي وافقت الأحداثَ الواقعة في القرن العشرين الميلادي، قسَّمه إلى ثلاثة أبواب، الأول: صحيح الأحاديث، والثاني: ضعيفها التي يشهد لها الواقع، والثالث: وقفاتٌ مع بعض أحاديث الكتاب. وحاول ترتيب الأحاديث حسب وقوعها في هذا القرن.
مثاله حديث: ((إن من أشراط الساعة أن يفشوَ المال ويكثُر، وتفشوَ التجارة)).
وحديث: ((ستكون معادنُ يحضرها شرارُ الناس)).
وحديث: ((ليشربنَّ ناسٌ من أمتي الخمرَ يسمُّونها بغير اسمها)).
وحديث: ((إن من أشراط الساعة ثلاثةً: إحداهن أن يُلتمس العلمُ عند الأصاغر)).
ومن الأحاديث الضعيفة:
((سيكون بعدكم أقوامٌ تُطوى لهم الأرض، وتُفتح لهم الدنيا، وتخدمهم بناتُ الأعاجم وأبناؤهم، وتُطوى لهم الأرض في أسرع الطَّرْف، حتى لو شاء أحدُهم أن يأتيَ شرقها أو غربها في ساعة فعل، ليسوا من الدنيا، وليست الدنيا منهم في شيء)).
المصدر: http://www.alukah.net/articles/1/985.aspx
¥