الوجه الثاني: أن القراطيسي هو الأشناني -وإن لم يوصف بذلك عند مترجميه-، ويظهر ذلك من نسبه، وشيوخه، فإن الدارقطني روى في المدبج (اللطائف 36) عن عمر بن الحسن بن علي بن مالك القراطيسي، عن المنذر بن محمد، وروى فيه أيضا (اللطائف 867) عن عمر بن الحسن القراطيسي، عن الحسن بن القاسم البجلي، وروى في الأفراد (الجزء السادس) عن عمر بن الحسن بن علي القراطيسي، عن المنذر بن محمد، وروى في السنن (3217 ط. الرسالة)، والإتحاف 3/ 562 - على الصواب المبين آنفا- عن عمر بن الحسن القراطيسي، عن الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي. والأشناني قد روى عن المنذر بن محمد بن المنذر أيضا في السنن 2/ 208، وتاريخ دمشق 11/ 304، 20/ 20، وأسد الغابة (ترجمة الحارث بن حكيم)، أما شيخه الآخر: الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي الكوفي فقد روى الدارقطني في السنن 2/ 138، وغرائب مالك (الفتح ح 6713)، والمدبج (اللطائف 345)، وابن عدي في الكامل 2/ 350، عن ابن عقدة الكوفي، وأبو الفرج الأصفهاني في الأغاني 3/ 279، 16/ 185، 17/ 33، كلاهما (ابن عقدة، والأصفهاني) عن البجلي هذا، وهو رجل كوفي، يروي الأخبار والحكايات، والأشناني روى عن جماعة من الكوفيين، وله عناية بالأخبار، فلا يبعد أن يروي عنه.
الوجه الثالث: أن الدارقطني حينما يروي عن المترجم برقم [344] يسميه: (حمزة بن الحسين بن عمر السمسار)، كما في العلل 3/ 88، 4/ 182، ولا يسميه (عمر)، ولا يصفه بالقراطيسي، وهو مشهور في زمنه بحمزة السمسار.
الثاني من الأوهام: ذكر المؤلف أن الدارقطني روى عن المترجم في السنن، وعد في شيوخه (الحسن بن القاسم بن الحسين البجلي)، وذلك بناء على أنه هو القراطيسي، وقد تقدم بيان أنه غيره.
الثالث: نقل أن المترجم جاء اسمه في العلل هكذا: (حمزة بن عمر بن الحسين بن عمر)، والصواب بحذف (بن عمر) الأولى.
بعد [436] صوب المؤلف أن اسم جده (أيوب)، والصواب أن اسمه: محمد بن سليمان بن علي بن أيوب، كما في تعليقات الدارقطني على المجروحين ص 206. وقد جاء في مواضع من كتب الدارقطني (بن علي)، ولم أر (بن أيوب) إلا في تاريخ الإسلام، لكن كلاهما صواب، إذ حصل اختصار في نسبه.
[450] رَفْعُ نسبه بعد جده (أحمد) أو (محمد) لم يرد هكذا في المصادر التي أحال إليها المؤلف، وساقه المؤلف هكذا بناء على ما ورد في نسب قريبه المترجم برقم [460]، وإنما الذي في مختصر تاريخ نيسابور (طبقة شيوخ الحاكم 742) وعنه الأنساب (المزني 12/ 229 ط. دائرة المعارف): محمد بن عبدالله بن محمد بن بشر، وفي تاريخ بغداد 5/ 454: محمد بن عبدالله بن أحمد، وفي غرائب مالك (اللسان 1/ 508): محمد بن عبدالله. ولو كان كما جزم به المؤلف لصار هو المترجم برقم [460]، وقد فرق بينهما الحاكم وغيره، ولم أجد ما يجعلني أجزم بسياق نسبه بعد (بشر). أما جده فالأظهر أنه (محمد) لا (أحمد)؛ لأن الحاكم أعرف به من الخطيب. والله أعلم. وهنا إشكالان:
الأول: جاء في الإكمال 7/ 264، وعنه تبصير المنتبه 4/ 1302: (محمد بن عبدالله بن مغفل بن بشر بن حسان بن مغفل بن عبدالله بن مغفل أبو الحسين المزني، سمع إسماعيل القاضي)، ويبعد أن يكون هو المترجم هنا -باعتبار أن اسم جده مصحَّف عن محمد-؛ لأن إسماعيل القاضي توفي سنة 282، والمترجم توفي سنة 380، ثم إن في سياق نسبه قلبا، فالمشهور (مغفل بن حسان) لا العكس.
الثاني: ما جاء في توضيح المشتبه 8/ 218، 220 من الخلط بين رجلين: المترجم هنا، والمترجم برقم [460]، فمرة كني بأبي الحسين، ومرة بأبي عبدالله، ومرة زيد في نسبه (عبدالله بن محمد)، ومرة أسقط. والله أعلم.
بعد [459] (محمد بن عبدالله بن عبدالله)، حصل فيه سقط، وصوابه: محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله، كما يفهم من إحالة المؤلف على المتقدم برقم [450]. وفي هذا الشيخ مناقشة سبقت آنفا.
[460] جاء نسبه في المصادر على ثلاثة أشكال:
الأول: محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن محمد بن بشر بن مغفل بن حسان بن عبدالله بن مغفل. كذا في مختصر تاريخ نيسابور (طبقة شيوخ الحاكم 738 ويكمل نسبه من ترجمة أخيه أحمد 41)، وعنه الأنساب (المزني 12/ 229 ط. دائرة المعارف).
الثاني: محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالله بن بشر بن مغفل بن حسان بن عبدالله بن مغفل. كذا في تاريخ بغداد 5/ 455.
¥