- رتب كلام النووي نفسه بحيث جعله أسهل في الفهم، كما فعل في ((فرع: يقبل تعديل المرأة ... ))، فوضعه ابن جماعة في المكان المناسب مع بعض الفروع، وفي كتاب النووي متأخر عن المسائل المتشابهة، بحيث فقد التسلسل في الموضوعات، وقارن بين الكتابين.
- رتب الفروع العشرة في مبحث ((الصحيح))، وخالف النووي في ذلك.
- رتب الفروع في مبحث ((الضعيف))، وربطه بنفس المبحث، خلافًا للنووي الذي تقيد بترتيب ابن الصلاح.
- رتب مبحث ((الغريب)) وتنسيقه للأنواع، خالف فيه النووي.
- رتب ألفاظ الجرح على أربعة مراتب، بخلاف النووي فلم يذكرها مرتبة.
- قسم الإجازات إلى ثمانية أقسام، وخالف بذلك ابن الصلاح والنووي؛ حيث قسموها إلى سبعة فقط.
- دمج نوعين وجعلهما واحدًا في مبحث ((رواية الحديث))، وهو النوع الخامس عشر.
رابعًا: انتقد ابن جماعة في مختصره بعض الأقوال أو الاختيارات لابن الصلاح أو النووي، وبين ما ذهب إليه من آراء أو تفصيل، ومنها:
- لم يتبع النووي في عدد أحاديث مسلم بأنها (4000) حديث، وإنما أكتفي بقوله: ((أكثر من ذلك ... ))؛ إشارة إلى الاختلاف الحاصل في عدها.
رد ابن جماعة على كلام ابن الصلاح في كيفية التعامل مع تصحيحات الحاكم في ((المستدرك))، ولم يذكر النووي شيئًا في ذلك.
- تكلم على العمل في الحديث الضعيف وروايته بكلام دقيق، قلما تجد نظيرًا له، ونقله كثير ممن جاء بعده.
- فصَّل في مبحث ((رواية الحديث بالمعنى)) بكلام دقيق وجيد، ونقله من جاء بعده مستحسنًا له.
- له تفصيل حسن في مبحث تغير لفظة ((النبي)) إلى ((الرسول))، ونقله من جاء بعده.
- وله اختيارات كثيرة في هذا المختصر نعلق عليها في مواضعها في هذا الكتاب -إن شاء المولى تعالى.
وبعد كل ما تقدم من الفروقات بين المختصرين يتبين لنا: أن كلام الأستاذ السلفي مجانب للصواب تمامًا، ولكن نقول: إن في كلٍّ خير، ولا يعدم كتاب من فائدة، والله أعلم.
وصف النسخ الخطية
اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على ست نسخ خطية، وهذا جُلُّ ما يوجد في مكتبات العالم لنسخ الكتاب -على حد علمنا، والله تعالى أعلم-، وإليك وصفها بالتفصيل:
النسخة الأولى:
((الأصل))، والرمز إليها بـ ((أ)):
نسخة مكتبة الأسكوريال رقم (1598/ 1)، (75) ورقة.
وهي نسخة المؤلف وبخطه -رحمه الله تعالى-، كما جاء ذلك في آخر الكتاب، كتبت سنة (687هـ)؛ أي: وعمره كان (48) سنة، وخطها مقروء، إلا أن فيها سقطًا بعدد ست ورقات من الأصل، وكذلك فيها خلط وتلفيق بعدد من الصفحات، مما أثر على ترتيب المواضيع وترابطها، كما أن كثرة الإلحاقات والحواشي زاد من سوء النسخة، وكثرة الرطوبة التي أثرت على أجزاء من النسخة.
وجاء في آخرها بلاغات، هي: بلغ السماع في الخامس بقراءة ابن المقاتلي، بلغ ابن المقاتلي في الرابع سنة اثنتي عشرة، بلغ السماع في الخامس بقراءة إسماعيل بن المقرئ، بلغت قراءة في الرابع، كتبه محمد بن يعقوب بن المقرئ ...
ـ[أبومحمد الكويتي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 08:56 ص]ـ
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولي الصالحين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي الصادق الأمين، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا باقيًا إلى يوم الدين.
أما بعد ..
فإن الاشتغال بعلوم الدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، خاصة علم السنن الذي صار غريبًا بغربة أهله بين أصحاب الأهواء والشهوات، والبدع والضلالات، فقلما ترى به ناهضًا، ولسبيله سالكًا.
وبعد: فهذا كتاب ((المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي)) للإمام الحافظ العلامة قاضي القضاة: أبي عبيد الله بدر الدين محمد بن إبراهيم ابن جماعة، نقدمه لك أخي طالب العلم بحلته الجديدة وإخراجه كاملًا لأول مرة؛ حيث إنه طبع قبل ذلك ناقصًا ومشوهًا، حتى أخرجوه عما أراده المصنف في كتابه!! من كثرة ما فيه من تحريف ونقص وخلط.
ولعلمي بما للمصنف من مكانة علمية كبيرة في زمانه، ولما لهذا المختصر من أهمية أيضًا بين مختصرات كتاب ابن الصلاح، حيث نقل عنه كثير من أهل المصطلح، ومنهم: ابن حجر، وابن الملقن، والطيبي، والعراقي، والسخاوي، والسيوطي وغيرهم لا يحصون، كما أنه أول مختصر لكتاب ابن الصلاح بعد كتاب النووي ((الإرشاد)) و ((التقريب))، وهذا يعطي أهمية لكتابنا دون غيره من المختصرات.
¥