كما أن هذا المختصر تميز بالاستدراكات والتوضيحات وحسن الترتيب لمباحث كتاب ابن الصلاح، فلم يسبق إلى مثل ترتيبه أحد.
فلذلك سعيت في البحث عن نسخ الكتاب في أنحاء المكتبات في العالم، وقد تيسر لي منها ستة نسخ خطية -ولله الحمد-، وأخذت بالمقابلة بينها وإتمام النقص الكبير الساقط، وتقويم ما في الكتاب المطبوع من تحريف وتصحيف وخلط وزيادات على نص الكتاب! حتى اكتمل عقده، وتميزت فرائده، فكان لزامًا عليَّ إخراجه لطلاب العلم بعد أن تيقنت أن ما كان بين أيدينا من مطبوع لم يكن هو كتاب ابن جماعة الذي أراده واختصره، وإنما هو مختصر لمن قام بادعاء تحقيقه!!
واعلم أخي طالب العلم: أن أصل العمل في هذا الكتاب أنه كان شرحًا ألقيته على حلقات بعض الطلبة منذ زمن ليس بالقريب، وكان يقوم على شرح المسائل والتحقيق فيها، وتخريج الأحاديث، وضرب الأمثلة، لذلك آثرت أن أتمم تحقيق النص بالشرح، فبدأت أنقل ما كنت علقته في الدروس وأزيد عليها وأحذف منها، حتى تم بحمد الله ونعمته.
وحاولت أن أجمع فيه ثلاثة مستويات في طريقة الشرح، فمن كان مبتدئًا في فن المصطلح؛ فعليه بأصل الكتاب المحقق لابن جماعة دون الشرح، إلا للحاجة، ومن كان متقدمًا بالمرحلة؛ فعليه بالأصل والشرح معًا، ومن كان يريد الاستزادة والرجوع للأمهات؛ فعليه بما أذكره في الإحالات في نهاية كل نقل أو مسألة، وبهذه الطريقة نكون قد جمعنا جميع مستويات التعليم في هذا الكتاب المبارك.
ولم أنتهج منهجًا محددًا في هذا الكتاب، وإنما هو حسب الجهد والطاقة، فأنشط أحيانًا وأفصل في المسألة، وأخرى أختصر وأحيل إلى من تكلم بتوسع، وهكذا، كما أنني في أغلب الأحيان، أو أكثرها، أحيل إلى من أنقل عنه قولًا أو تفصيلًا أو غير ذلك بعده مباشرة أو بعد المسألة إجمالًا؛ وهذا بسبب أن أصل العمل كان شرحًا للطلاب، ولطول المدة فيه، وضيق الوقت، وكثرة الأشغال، وشرود الذهن والبال.
ولست أدعي في عملي عصمة من زلل، أو سلامة من خلل، فذلك وارد على مثلي؛ إذ مثله من البشر محتمل، وإنما أرجو عليه المثوبة على ما بذلت فيه من الجهد، وهو المسئول أن يغفر لي ما زل به الفكر أو القلم، إن ربي غفور رحيم.
وكتب
أبو محمد جاسم بن محمد بن حمود الزامل الفجي
في يوم الخميس
شوال 1428هـ
الموافق: 1/ 11/ 2007م
ـ[أبومحمد الكويتي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 09:00 ص]ـ
النسخة الثانية:
نسخة دار الكتب المصرية (1)، والرمز إليها بـ ((هـ))، رقم (217)، (39 ورقة)، فيلم (3819).
وفي آخرها كتب: ((تم الكتاب بتوفيق الملك الرب، على يدي العبد الراضي محمد بن محمد العياضي النسوي، ضحوة يوم الخميس غرة ذي القعدة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة في مدينة طوس في خانقاه الشيخ ابن إمام مفيدي بن إمام اعلم ... صاحب الرشد والتقى أبي الفضل ... قدس الله روحه العزيز)).
أي: أنها كتبت بعد (10) سنوات من وفاة المصنف، وهي أقرب النسخ لزمنه، كما أنها تمتاز عن بقية النسخ بالضبط المتقن، والخط الواضح المقروء، والشكل، وهي نسخة تامة من غير نقص، وفيها مقابلات وتصحيحات تدل على تمام العناية بهذه النسخة والاطمئنان عليها في التحقيق.
النسخة الثالثة:
تشيستربتي، والرمز إليها بـ ((ب))، رقم (5073) م. ك، (76 ورقة) من القطع الكبير، كتبت في حوالي القرن الثامن للهجرة، وهي ناقصة الورقة الأولى فقط مع صفحة العنوان، وفي هذه النسخة تعليقات وحواشي للشرح كثيرة، لكن أغلبها من كلام ابن الصلاح في كتابه الأصل المختصر، فلم يكن نقله مهمًّا، كما أن فيها تصحيحات ومقابلات كثيرة تدل على حسن العناية بالنسخة، وأثرت عليها الرطوبة بأجزاء من أطرافها ووسطها بشكل ملاحظ.
النسخة الرابعة:
السليمانية، والرمز إليها بـ ((ج))، ومنها مصورة بمكتبة الجامعة الإسلامية، وتقع بـ (44 ورقة) من القطع الكبير، وهي نسخة كاملة تامة، وخطها جيد واضح مقروء، وهي في الإتقان جيدة، ومنسوخة من أصل المؤلف، كما يظهر، وأثرت الرطوبة على بعض أطرافها الأولى السفلية، وهي معتنى بها من حيث الكتابة بالحمرة لرءوس العناوين.
النسخة الخامسة:
دار الكتب المصرية 2، والرمز إليها بـ ((م))، رقم (352)، فيلم (7567)، وتقع (34 ورقة).
نسخة ناقصة في آخر ورقة منها فقط، وهي منسوخة بكاملها من نسخة تشيستربتي، كما هو الظاهر من المقابلة بين النسخ، حيث تشترك معها في كل شيء من أخطاء أو تحريف، إلا أن هذه النسخة تمتاز بالشكل من أولها إلى آخرها، لكنها ناقصة الورقة الأخيرة.
النسخة السادسة:
برلين، والرمز إليها بـ ((د))، ومنها مصورة في الجامعة الإسلامية، وتقع (95 ورقة) من القطع الكبير، وهي ناقصة الورقة الأولى مع صفحة العنوان، وتمتاز بحسن الخط والجمال والتشكيل، إلا أنها سيئة الضبط جدًّا وكثيرة التحريف لدرجة الإزعاج، وهي منسوخة من نسخ أخرى لم تتبين لنا، لذلك اعتمدناها استئناسًا فقط.
¥