تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبومحمد الكويتي]ــــــــ[24 - 12 - 08, 09:06 ص]ـ

مناقشة الأستاذ: عبد الباري السلفي

فيما ذكره عن ((المنهل الروي))

في تحقيقه لكتاب النووي ((الإرشاد))

تكلم الأستاذ الفاضل: عبد الباري فتح الله السلفي في مقدمة تحقيقه لكتاب ((إرشاد طلاب الحقائق)) للإمام النووي، على الكتب التي اختصرت كتاب ابن الصلاح وعقد مقارنة بين أهمها، وجاء بمبحث ((المسلسل)) كمحور للمقارنة بين الاختصارات وما يمتاز كل كتاب بذلك، واستخلص بأن كتاب النووي أفضلها وأجمعها على الإطلاق.

وهذا الكلام إلى هنا لا نخالفه فيه أبدًا، بل نقره عليه إلى حد كبير، لكن ما ساءني في مقارنته أنه لم ينصف كتاب ابن جماعة، بل أنقص من قدره وأهميته كثيرًا، وأجحف في وصفه؛ حيث قال (ص79): ((مشى ابن جماعة في بحث المسلسل مع النووي حذو القذة بالقذة! ولم يضف شيئًا إلى ما قالاه -أي: ابن الصلاح والنووي-، وإنما كان عمله فقط تكرارًا وتردادًا لقولهما باختصار شديد جدًّا)).

هكذا قال الأستاذ، وله رأيه الخاص ونظرته، مع كل احترام وتقدير له، ولنا رأينا وملاحظتنا على ما ذكره في مقدمة كتابه، وهي:

1 - احترامنا للعلماء والأئمة يفرض علينا إنصافهم وإجلال ما قدموه في مسيرتهم العلمية من ذخائر نفيسة، ولا يليق بنا أبدًا أن نطلق النقد فيها بلا تقييد أو تحديد، ونفي الفائدة منها بأنها إنما هي تكرار وحشو من الكلام، فكل كتاب لا يخلو من فائدة -كما قاله العلماء-، بل نذكر ما هو منتقد فيها، وما تميز به من جوانب أخرى، حتى لا تضيع الفائدة من الكتاب.

أضف إلى ذلك جلالة هذا الإمام، وما وصفه به أهل السير والتراجم، وما كان عليه من مكانة في زمانه، فهو أعلى وأرفع من أن يأتي بشيء لا فائدة منه، وإنما يكرر ويردد فقط، فحاشا ابن جماعة من هذا الفعل.

2 - عقد المقارنة الأستاذ بين ((مختصر النووي)) وابن جماعة في ((المسلسل))، وذكر بأن ابن جماعة لم يأتِ بجديد، وإنما كرر وردد فقط ما ذكره النووي.

وأقول: سأذكر هنا ما زاده ابن جماعة على النووي وابن الصلاح في هذا المبحث على صغره، حيث لا يتجاوز ثمانية أسطر، حتى نبين عدم صحة مقارنة الأستاذ:

أ) صاغ ابن جماعة هذا المبحث بصياغة تختلف تمامًا عن صياغة النووي، فكل له أسلوبه في الكتابة والاختصار، وهذا واضح في جميع الكتاب، وليس فقط في هذا المبحث، فقد أخر صفة الرواية، وقدم صفة الراوي وزاد في شرحها، بخلاف النووي.

ب) ذكر ابن جماعة أمثلة لم يذكر ابن الصلاح ولا النووي، ومنها مثال: حديث القسم بالله العظيم، ومثال: جزء المحمدين، ومثال: حديث رواته مكيون.

ج) فسر صفة الراوي وما هو المراد بها، بشكل أوضح مما فسره ابن الصلاح والنووي؛ حيث قال: ((وصفة الراوي: إما قول أو فعل أو غير ذلك ... ))، ثم ضرب أمثلة على كل نوع.

د) حذف أمثلة ذكرها ابن الصلاح أو النووي؛ لعدم سلامتها من اعتراض أو ضعف، وهذا يدل على أنه لم يمشِ حذو القذة بالقذة!!

كل هذه الفروق في مبحث لا يتجاوز الثمانية أسطر، نرى ابن جماعة لا يردد أو يكرر ما ذكره النووي أو حتى ابن الصلاح، بل يزيد ويحذف، فما ظنك ببقية الكتاب؟

وسأذكر -على عجل- بعض الفروق والمميزات لكتاب ابن جماعة على كتاب النووي، وهي:

أولًا: رتب الإمام ابن جماعة كتابه بطريقة لم يسبقه بها أحد، حيث قسم كتابه إلى مقدمة وأربعة أطراف:

فذكر في المقدمة: بيان مصطلحات يحتاج إلى معرفتها المحدث.

والطرف الأول: في الكلام على المتن وأقسامه وأنواعه.

والطرف الثاني: في الكلام في السند وما يتعلق به وأنواعه.

والطرف الثالث: في كيفية تحمل الحديث وطرقه وكتابته وضبطه وروايته وآداب طالبه وراويه.

والطرف الرابع: في أسماء الرجال وما يتصل به وأنواعه.

ثم ذكر تحت كل طرف ما يخصه وضم الشبيه إلى شبيهه، والنظير إلى نظيره، وقدم ما حقه التقديم، وأخر ما كان حقه التأخير، بخلاف النووي -رحمه الله- الذي لم يغير في ترتيب ابن الصلاح شيئًا، بل اختصره على ما هو عليه، وهذا أكبر دليل على أنه لم يقلد النووي فيما فعله!

فجاء كتاب ابن جماعة أوضح في فهم الأنواع والمباحث؛ لأنها متصلة ببعضها ومتتابعة في الترتيب.

ثانيًا: زياداته على ابن الصلاح أو النووي في الأمثلة -وهي كثيرة جدًّا-، أو زياداته في التعاريف أو فروع أو توضيحات لمبهم الكلام، أو أنواع لم تذكر، ومنها:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير