أما الجزء الثالث في رواية ابن البطي فيبدأ بحرف الألف وينتهي بآخر من اسمه ابراهيم، والجزء الرابع يبدأ بمن اسمه إسماعيل، والخامس بحرف الزاي، والسادس بمن اسمه عبد الملك، والسابع الذي ينتهي به الكتاب يبدأ بمن اسمه مسلمة.
وهذه التجزئة تختلف تمامًا عن تجزئة النسخة البودليانية المتكونة أصلاً من عشرة أجزاء.
ثانيًا:- الزيادات في أثناء التراجم:
لقد تبين لنا أن الزيادات على التراجم يمكن أن تُصَنَّف على نوعين:
أ - نوع تأكد لنا أنه لم يكن أصلاً في الرواية البودليانية للكتاب، وقد استدللنا على ذلك بمن نقل عن هذه الرواية، ومنهم ابن عميرة الضبي في "بغية الملتمس".
ب- وآخر من المحتمل أنَّه سقط من النسخة، وهو أقل القليل، فضلاً عن تصويبات وتصحيحات عند مقابلة النسختين.
فمن زيادات النوع الأول:
1. ما جاء في ترجمة محمد بن عبد الله بن مَسَرَّة (ص98) حيث زاد في نسبه "ابن نجيح" وهي زيادة لم ترد في النسخة البودليانية، ولا ذكرها ابن عميرة الضبي في بغية الملتمس (163). كما زادت الفقرة الآتية قبل قوله "ذكر أبو سعيد بن يونس":
"ذكره لنا أبو محمد علي بن أحمد فقال: كان مشهورًا بلاغةً ورقةً، وبذلك استمال طائفته".
2. زيادة في ترجمة محمد بن الفرج بن عبد الولي الأنصاري بعد قوله عن سماعاته "وبمكة من جماعة منهم: أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي" (ص128) فزاد: "وأبو بكر بن أبي الفضل البزاز"، وهو مما لم يرد في البودليانية، ولم ينقله ابن عميرة الضبي.
3. ما جاء في ترجمة ابن عبد ربه الأندلسي حين ذُكِرَت في رواية ابن البطي أبواب كتاب "العقد" بعد قوله: وقد سمى كل قسم منها باسم من أسماء نَظْم العقد كالواسطة ونحوها (ص151 س8) فقال:
"وهذه أبوابُ الكتاب، وهو مجزَّأ على خمسة وعشرين كتابًا، كل كتاب منها جزآن، فذلك خمسون جزءًا في خمسة وعشرين كتابًا قد انفرد كل كتاب باسم جوهرة من جواهر "العقد"، فأولها (7):كتاب اللؤلؤة في السلطان، ثم كتاب الفريدة في الحروب، ثم كتاب الزَّبَرْجدة في الأجواد (8)، ثم كتاب الجمانة في الوفود، ثم كتاب المرجانة في مخاطبة الملوك، ثم كتاب الياقوتة في العلم والأدب، ثم كتاب الجوهرة في الأمثال، ثم كتاب الزمردة في المواعظ والزهد، ثم كتاب الدرة في النوادب (9) والمراثي،، ثم كتاب اليتيمة في الأنساب، ثم كتاب العسجدة في كلام الأعراب، ثم كتاب المُجَنِّبَة في الأجوبة، ثم كتاب الواسطة في الخُطب، ثم المُجَنّبَة الثانية في التوقيعات والفصول والطرور (10) وأخبارالكَتَبة، ثم العسجدة الثانية في الخلفاء وأيامهم، ثم اليتيمة الثانية في أخبار زياد والحجاج والطالبيين والبرامكة، ثم الدرة الثانية في أيام العرب ووقائعهم، ثم الزُّمردة الثانية في فضائل الشعر ومقاطعه ومخارجه، ثم الجوهرة الثانية في أعاريض الشعر وعلل القوافي، ثم الياقوتة الثانية في الألحان واختلاف الناس فيه، ثم المرجانة الثانية في النِّساء وصفاتهنّ، ثم الجمانة الثانية في المتنبئين والمزوّرين والطفيليين (11)، ثم الزبرجدة الثانية (12) في النتف والهدايا والتحف والفكاهات والملح، ثم الفريدة الثانية في الهيئات واللباس (13) والطعام والشراب، ثم اللؤلؤة الثانية (14) في طبائع الإنسان وسائر الحيوان وتفاضل البلدان، وهذا آخره".
وزادت النسخة في الترجمة نفسها بعد قوله: وزرياب عندهم كان يجري مجرى الموصلي في الغناء (ص153س2) ما يأتي نقلاً من كتاب "العقد" لابن عبد ربه:
"وكان عَبْدًا أسودَ لإبراهيمَ المَوْصلي، عَلَّمَهُ إبراهيمُ. وكانَ مطبوعًا في الغِناء، وربما خَصَّ به إبراهيمُ مجلسَ الرَّشيد فغَنَّى فيه. ثم انتقل إلى القَيْروان إلى بني الأغلب، فيقال إنه دخل على زيادة الله بن الأغلب فغّنَّاه بأبيات عَنْتَرة الفوارس حيث يقول [من المجتث]:
فإن تكُ كفّي غُرَابيةً == من أبناءِ حامٍ بها عِبْتَني
فإني لطيفٌ ببيض الظِّبا == وسُمْر العَوَالي إذا جِئْتَني
ولولا فِرارُكَ يومَ الوَغَى == لقُدْتُكَ في الحرب أو قُدْتني
فغاظه افتخارُه وأمرَ بإخراجه وقال له: إن أخذتُكَ (15) في شيءٍ من بلدي بعد ثلاثة أيام ضربتُ عنقك. فجازَ البحرَ إلى الأندلس، وكان عند الأمير عبد الرحمن بن الحكم، ذكر ذلك أبو عمر ابن عبد رَبّه في كتاب العِقْد" (16).
¥